أميرة صليبيخ
عندما أقرأ رواية أو نصاً إبداعياً، غالباً ما أصابُ بحالةٍ من الدوار العقلي اللذيذ، وأتساءل عن التجارب التي مر بها الكاتب حتى يكتب بهذه الطريقة، وعن الأجواء التي كانت تحيط به أو يهيئها لنفسه. ما الذي كان يجول في خاطره؟ وكيف تمكن من جمع الكلمات ورصّها بهذه الصورة؟ كيف استطاع أن يحاكي دواخلنا وكأننا نحن هو؟ أسئلة كثيرة تحوم وتحرضني على قراءة المزيد والمزيد لهذا الكاتب لأتعرف على الطقوس التي يكتب فيها.فالكتابة عملية مُجهدة وشاقة ولا تأتي بالسرعة التي تنهي بها قراءة ما كُتب.ففي كتابه «طقوس الروائيين» يتحدث عبدالله ناصر الداوود عن طقوس أكثر من عشرين روائياً عالمياً، وتحدث عن حياتهم وتجاربهم التي ساهمت في تكوين شخصياتهم وتحفيز الإبداع فيهم. فالروائية التشيلية ايزابيل الليندي تتحدث عن الكتابة وكأنها هي مجرد «أداة» أو وسيط يستقي الكلمات من مكان مجهول، وتندهش كثيراً مما تكتبه وما تعرفه لاحقاً عن نفسها، وتكتب ذلك مباشرة باستخدام الحاسب الآلي دون تخطيط مسبق أو ترتيب، فهي فقط تجلس وتفرغ الكلام على الورق! أما البرازيلي باولو كويلو فيكتب كتبه دفعة واحدة دون توقف، ولا يكتب حتى يرى إشارة من الكون وهي ريشة بيضاء، لا يبدأ إلا بعد أن يراها ويأذن له الكون بذلك! والأمريكي دان براون صاحب شيفرة ديفنشي فيكتب عند الرابعة فجراً كل يوم لمدة ساعة، ثم يتوقف لعمل التمارين الرياضية التي تنشط الدورة الدموية، كما يمارس تمرين الوقوف على الرأس، حتى يتمكن من حل صعوبات الحبكة الروائية!أما الروائي الجزائري الطاهر وطار فيكتب خارج بيت الزوجية، يبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة دون أي طعام حتى لا يفقد تركيزه، مع الاستماع لموسيقى خاصة بكل رواية يعيدها مئات المرات، ويكتب بانفعال شديد ينتج عنه تعرق جسده حتى في فصل الشتاء وهو ما يعني وصوله لدرجة كبيرة من التماهي مع النص. والدكتور المصري علاء الأسواني فيكتب برفقة ثلاثة فناجين من القهوة، حتى لا يضطر لطلب غيرها من زوجته فينقطع سيل الأفكار، ويفضل إغلاق الستائر حتى لا يزعجه النور أو الصوت القادم من الخارج. والشاعر السوري محمد الماغوط فيكتب متى جاءته لحظة الإلهام ولا يكتب على الطاولة إنما على ركبته.أما الروائي المصري نجيب محفوظ فيشرع في الكتابة من العاشرة وحتى الواحدة ظهراً يومياً بعد أن يقوم بالمشي والاستماع إلى الموسيقى، ثم يكتب برفقة 3 فناجين قهوة، واحد في كل ساعة، مع التدخين بشراهة. خلاصة القول، إن الإبداع لا شكل له. فكل ما عليك فعله ككاتب هو أن تجلس قبالة الورق وتقول للأفكار: هيت لك!
عندما أقرأ رواية أو نصاً إبداعياً، غالباً ما أصابُ بحالةٍ من الدوار العقلي اللذيذ، وأتساءل عن التجارب التي مر بها الكاتب حتى يكتب بهذه الطريقة، وعن الأجواء التي كانت تحيط به أو يهيئها لنفسه. ما الذي كان يجول في خاطره؟ وكيف تمكن من جمع الكلمات ورصّها بهذه الصورة؟ كيف استطاع أن يحاكي دواخلنا وكأننا نحن هو؟ أسئلة كثيرة تحوم وتحرضني على قراءة المزيد والمزيد لهذا الكاتب لأتعرف على الطقوس التي يكتب فيها.فالكتابة عملية مُجهدة وشاقة ولا تأتي بالسرعة التي تنهي بها قراءة ما كُتب.ففي كتابه «طقوس الروائيين» يتحدث عبدالله ناصر الداوود عن طقوس أكثر من عشرين روائياً عالمياً، وتحدث عن حياتهم وتجاربهم التي ساهمت في تكوين شخصياتهم وتحفيز الإبداع فيهم. فالروائية التشيلية ايزابيل الليندي تتحدث عن الكتابة وكأنها هي مجرد «أداة» أو وسيط يستقي الكلمات من مكان مجهول، وتندهش كثيراً مما تكتبه وما تعرفه لاحقاً عن نفسها، وتكتب ذلك مباشرة باستخدام الحاسب الآلي دون تخطيط مسبق أو ترتيب، فهي فقط تجلس وتفرغ الكلام على الورق! أما البرازيلي باولو كويلو فيكتب كتبه دفعة واحدة دون توقف، ولا يكتب حتى يرى إشارة من الكون وهي ريشة بيضاء، لا يبدأ إلا بعد أن يراها ويأذن له الكون بذلك! والأمريكي دان براون صاحب شيفرة ديفنشي فيكتب عند الرابعة فجراً كل يوم لمدة ساعة، ثم يتوقف لعمل التمارين الرياضية التي تنشط الدورة الدموية، كما يمارس تمرين الوقوف على الرأس، حتى يتمكن من حل صعوبات الحبكة الروائية!أما الروائي الجزائري الطاهر وطار فيكتب خارج بيت الزوجية، يبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة دون أي طعام حتى لا يفقد تركيزه، مع الاستماع لموسيقى خاصة بكل رواية يعيدها مئات المرات، ويكتب بانفعال شديد ينتج عنه تعرق جسده حتى في فصل الشتاء وهو ما يعني وصوله لدرجة كبيرة من التماهي مع النص. والدكتور المصري علاء الأسواني فيكتب برفقة ثلاثة فناجين من القهوة، حتى لا يضطر لطلب غيرها من زوجته فينقطع سيل الأفكار، ويفضل إغلاق الستائر حتى لا يزعجه النور أو الصوت القادم من الخارج. والشاعر السوري محمد الماغوط فيكتب متى جاءته لحظة الإلهام ولا يكتب على الطاولة إنما على ركبته.أما الروائي المصري نجيب محفوظ فيشرع في الكتابة من العاشرة وحتى الواحدة ظهراً يومياً بعد أن يقوم بالمشي والاستماع إلى الموسيقى، ثم يكتب برفقة 3 فناجين قهوة، واحد في كل ساعة، مع التدخين بشراهة. خلاصة القول، إن الإبداع لا شكل له. فكل ما عليك فعله ككاتب هو أن تجلس قبالة الورق وتقول للأفكار: هيت لك!