حنان الخلفان
في كثير من البيوت العربية، تنتشر المعتقدات بأن ما يمر به الفرد من مشكلات وصعوبات يعود إلى الحسد أو أعمال السحر؛ فحينما يتعطل النجاح المهني، أو تفشل علاقة زواج، أو يتأخر الحمل أو تتدهور الصحة، يكون السبب في نظر البعض هو تدخل قوى خارجية غير مرئية. هذه القناعة توفر تفسيرات جاهزة وسهلة لكل إخفاق، وتسمح للشخص بتجنب مواجهة نفسه أو التعامل مع أسبابه الحقيقية.المفارقة تكمن في أن الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أن الحسد أو السحر هما سبب مشكلاتهم، يتسمون بصفات سلبية تساهم في وقوعهم في المشاكل. قد يكونون أنانيين أو استغلاليين، يفتقرون إلى التعاون، أو لا يلتزمون بما عليهم من مسؤوليات. ولكن بدلاً من الاعتراف بأخطائهم أو مراجعة سلوكهم، يلقون اللوم على العين الحاسدة أو أعمال السحر.الإيمان بالحسد وأعمال السحر قد يتحول إلى وسيلة مريحة للهروب من الواقع. فمن الأسهل كثيراً أن يتهم المرء الآخرين، أو يلجأ إلى القوى الغيبية لتفسير الفشل، بدلاً من مواجهة الأخطاء الشخصية، والعمل على تحسين الذات. هذا النهج يقدم راحة نفسية كبيرة، حيث يتجنب الفرد شعور الذنب أو الإحراج من الفشل، ويلقي بالمسؤولية على أطراف غير ملموسة.وهنا يأتي دور المجتمع في تعزيز هذه المفاهيم في بعض المجتمعات العربية، فتُنقل القصص حول السحر والحسد من جيل إلى جيل، ويصبح الاعتقاد بهذه الممارسات جزءاً من الثقافة الشعبية. هذه القصص تُضخم الأمور، وتُظهر أن أي مشكلة أو فشل يمكن أن يكون ناتجاً عن قوى غيبية، وليس عن أخطاء شخصية أو ظروف طبيعية. هذه الاعتقادات تُعمّق المفهوم بأن الفرد مسلوب الإرادة أمام قوى خفية، ما يعزز الاعتماد على تفسير الفشل من منظور خارجي.ومع ذلك، فإن الإسلام يعزز الثقة بالله والاعتماد على القدر، حيث يقول الله تعالى: «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ». هذه الآية تذكرنا بأن الإنسان محمي بإرادة الله، ولن يصيبه إلا ما هو مكتوب له. وفي الوقت نفسه، حذر الله تعالى من الحسد وأضراره في قوله: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). هذا التحذير يؤكد أن الحسد قد يكون له تأثير، لكن الإسلام يوجهنا أيضاً نحو مواجهة الذات والعمل على إصلاح العيوب، بدلاً من اللجوء إلى تفسيرات غيبية.إلقاء اللوم على «العين» أو «أعمال السحر» قد يكون مبرراً نفسياً للتكيف مع الفشل أو الصعوبات، لكنه لا يعالج جوهر المشكلة. النجاح في الحياة يتطلب مواجهة الذات بشجاعة، والاعتراف بالأخطاء، والعمل على تصحيحها. وعوضاً عن البحث عن تفسيرات غيبية للفشل، على المرء أن يسعى لتطوير ذاته والاعتماد على الله.وبصراحة، الإيمان المفرط في الحسد أو أعمال السحر ليس مجرد اعتقاد غيبي، بل هو هروب من مواجهة الحقيقة، وبينما قد يكون للحسد أو السحر دور في بعض الأحيان، فإن الكثير من الفشل في حياتنا مرتبط بقراراتنا وأفعالنا. الحل يكمن في مواجهة الذات بصدق وشجاعة، والعمل على تحسين حياتنا من الداخل، مع الثقة بأن الله هو الحافظ، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
في كثير من البيوت العربية، تنتشر المعتقدات بأن ما يمر به الفرد من مشكلات وصعوبات يعود إلى الحسد أو أعمال السحر؛ فحينما يتعطل النجاح المهني، أو تفشل علاقة زواج، أو يتأخر الحمل أو تتدهور الصحة، يكون السبب في نظر البعض هو تدخل قوى خارجية غير مرئية. هذه القناعة توفر تفسيرات جاهزة وسهلة لكل إخفاق، وتسمح للشخص بتجنب مواجهة نفسه أو التعامل مع أسبابه الحقيقية.المفارقة تكمن في أن الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أن الحسد أو السحر هما سبب مشكلاتهم، يتسمون بصفات سلبية تساهم في وقوعهم في المشاكل. قد يكونون أنانيين أو استغلاليين، يفتقرون إلى التعاون، أو لا يلتزمون بما عليهم من مسؤوليات. ولكن بدلاً من الاعتراف بأخطائهم أو مراجعة سلوكهم، يلقون اللوم على العين الحاسدة أو أعمال السحر.الإيمان بالحسد وأعمال السحر قد يتحول إلى وسيلة مريحة للهروب من الواقع. فمن الأسهل كثيراً أن يتهم المرء الآخرين، أو يلجأ إلى القوى الغيبية لتفسير الفشل، بدلاً من مواجهة الأخطاء الشخصية، والعمل على تحسين الذات. هذا النهج يقدم راحة نفسية كبيرة، حيث يتجنب الفرد شعور الذنب أو الإحراج من الفشل، ويلقي بالمسؤولية على أطراف غير ملموسة.وهنا يأتي دور المجتمع في تعزيز هذه المفاهيم في بعض المجتمعات العربية، فتُنقل القصص حول السحر والحسد من جيل إلى جيل، ويصبح الاعتقاد بهذه الممارسات جزءاً من الثقافة الشعبية. هذه القصص تُضخم الأمور، وتُظهر أن أي مشكلة أو فشل يمكن أن يكون ناتجاً عن قوى غيبية، وليس عن أخطاء شخصية أو ظروف طبيعية. هذه الاعتقادات تُعمّق المفهوم بأن الفرد مسلوب الإرادة أمام قوى خفية، ما يعزز الاعتماد على تفسير الفشل من منظور خارجي.ومع ذلك، فإن الإسلام يعزز الثقة بالله والاعتماد على القدر، حيث يقول الله تعالى: «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ». هذه الآية تذكرنا بأن الإنسان محمي بإرادة الله، ولن يصيبه إلا ما هو مكتوب له. وفي الوقت نفسه، حذر الله تعالى من الحسد وأضراره في قوله: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). هذا التحذير يؤكد أن الحسد قد يكون له تأثير، لكن الإسلام يوجهنا أيضاً نحو مواجهة الذات والعمل على إصلاح العيوب، بدلاً من اللجوء إلى تفسيرات غيبية.إلقاء اللوم على «العين» أو «أعمال السحر» قد يكون مبرراً نفسياً للتكيف مع الفشل أو الصعوبات، لكنه لا يعالج جوهر المشكلة. النجاح في الحياة يتطلب مواجهة الذات بشجاعة، والاعتراف بالأخطاء، والعمل على تصحيحها. وعوضاً عن البحث عن تفسيرات غيبية للفشل، على المرء أن يسعى لتطوير ذاته والاعتماد على الله.وبصراحة، الإيمان المفرط في الحسد أو أعمال السحر ليس مجرد اعتقاد غيبي، بل هو هروب من مواجهة الحقيقة، وبينما قد يكون للحسد أو السحر دور في بعض الأحيان، فإن الكثير من الفشل في حياتنا مرتبط بقراراتنا وأفعالنا. الحل يكمن في مواجهة الذات بصدق وشجاعة، والعمل على تحسين حياتنا من الداخل، مع الثقة بأن الله هو الحافظ، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.