أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة "أن القانون رقم (28) لسنة 2009 بشأن أنشاء الهيئة الوطنية، حدد مهام الهيئة في البند الرابع بالموافقة على أجراء التجارب السريرية، ولأجله ولكون المجلس حل محل الهيئة على دراسة تنظيم أجراء البحوث السريرية على المرضى، وكلف الهيئة برفع اللوائح المنظمة لذلك وعلى ضوئه تم أنشاء لجنة البحوث السريرية، والتي ضمت أكاديميين وباحثين، وكلفت بمراجعة ورفع التوصيات بشأن كافة البحوث السريرية المعروضة على الهيئة .وأكد الشيخ محمد في كلمته خلال رعايته للمنتدى العلمي الأول المشترك حول الأبحاث السريرية، والذي أنطلق صباح اليوم تحت شعار (بناء القدرات وتشجيع السلوك المسئول للأبحاث السريرية)، في مبنى جامعة الخليج العربي "إن المجلس يدعم هذا النوع من البحوث والتي تهدف إلى النهوض بالخدمات الصحية وتساهم في توفير علاجات جديدة للمرضى ضمن أطار ومعايير أخلاقيات ملزمة، ومن خلال تنفيذ لوائح طبية مبنية على أسس صلبة تضمن حقوق المريض والباحث"، مشيرا إلى أن العمل سيكون على ثلاثة مراحل وهي أعداد اللوائح والأنظمة فبناء القدرات وثم التطبيق .وأوضح رئيس المجلس الأعلى أن العمل في مجال البحوث والتجارب السريرية في تقدم سريع ، وخصوصا في مجال استخدام الخلايا الجذعية ، والذي يعتبر في حد ذاته تحديا يتطلب أتباع لوائح مشددة تضمن الالتزام بأخلاقيات البحوث وضمن الأطر الشرعية ، مؤكدا انه ولمواكبة هذا التطور فقد تقرر تشكيل لجنة عليا مختصة بدراسة موضوع التجارب الإكلينيكية باستخدام الخلايا الجذعية ، لكون هذا النوع من الأبحاث يتطلب خبرات علمية مختصة ، والتي سيكون من مهامها رفع مقترح لوائح لإجراء هذا النوع من البحوث، مؤكدا أن إقامة هذا المنتدى جاء لمشاركة الباحثين والاكاديمين لوضع اللوائح والمعايير الخاصة بلجان البحوث ، ومعايير إجراءات هذه البحوث لتطوير أسس البحوث السريرية في مملكة البحرين .ومن جانبها أكدت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم الجلاهمة أن الأبحاث السريرية تعتبر أداة بحث رئيسية للمضي قدما للمعرفة الطبية والرعاية الصحية للمرضى ، ولأجله ومن منطلق حماية كرامة وحقوق وصحة المشاركين في هذه التجارب البحثية ، المبادرة بوضع معايير وطنية لأخلاقيات البحث التي تحكم معايير سلوك الباحثين العلميين والمستمدة من معايير منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية الأخرى ، لضمان وجود لجان أخلاقيات البحث والقادرة على توفير مراجعة مستقلة لجميع البحوث السريرية مع وجود نظام رقابي مستدام لمراقبة الأخلاقيات البحثية الواجب على الباحث الالتزام بها .وأوضحت الجلاهمة إن إقامة المنتدى تهدف إلى بناء القدرات الوطنية في مجال مراقبة البحوث الإكلينيكية ، والخروج بلائحة تتضمن المعايير التي تحكم عمل لجان أخلاقيات البحث العلمي في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة لتكوين منهجية موحدة تضمن أجراء البحوث السريرية في هذه المؤسسات وضمان ألأطر المرخصة لها والتي تضمن في الأساس سلامة المرضى المشاركين في هذه الأبحاث .ومن جانبه أعرب رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد عبد الرحمن العوهلي ، عن ترحيبه بالحضور المشارك بالمنتدى الأول المشترك حول البحوث الطبية التجريبية على المرضى " الأبحاث السريرية "، والذي أنطلق صباح اليوم برعاية رئيس المجلس ألأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة ،والرئيس التنفيذي التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة ، وقائد الخدمات الطبية العسكرية ، ووكيل وزارة الصحة الدكتورة عايشة بوعنق ، وأكثر من 50 مختص وخبير ومشارك من البحرين والسعودية .وأوضح العوهلي ، أن دعم رئيس الهيئة الوطنية لإقامة مثل هذا المنتدى ، يأتي إيمانا منها بأهمية موضوع المنتدى والذي يأتي في حينه ومملكة البحرين العزيزة تشهد بداية مرحلة انتقالية في القطاع الصحي من تقديم خدمات صحية عالية المستوى إلى مرحلة متقدمة لصناعة المعرفة الصحية التي تتواءم مع بيئة ومجتمع مملكة البحرين من خلال الأبحاث السريرية.وأكد العوهلي إن هذه المبادرة التي تطلقها الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية من خلال هذا المنتدى سوف يساهم في وضع القطاع الصحي في مملكة البحرين على مسار التوجه الحديث والذي تمضي فيه الكثير من الدول للانتقال من الطب العام إلى الطب الشخصي بهدف توفير علاج ورعاية صحية فاعلة تقوم على خصائص البيئة والخلفية الجينية لمجتمع البحرين.وأوضح رئيس جامعة الخليج العربي إن الجامعة ايمانا منها بهذا التحول الحديث في تقديم الخدمات الصحية اخذت على عاتقها الريادة بعدة مبادرات تنصب حول صناعة المعرفة الصحية للمساهمة في تطوير القطاع الصحي في مملكة البحرين وفي دول الخليج العربية، ففي الماضي القريب اسست الجامعة مركزا للأبحاث الإكلينيكية، وهو اليوم ينفذ باكورة ابحاثه السريرية على دواء لتخفيف آلام مرض السكلر، وفي العام الدراسي المقبل تستقبل الجامعة أول دفعة من الطلبة للدراسة في برنامج ماجستير الطب الشخصي كأول برنامج في هذا التخصص على مستوى الوطن العربي، وبالأمس القريب اعلنت الجامعة عن انتاج أول حيوان مخبري معدل وراثيا في إنجاز علمي رائد بفكر عربي وجهود عربية ، مؤكدا استعداد الجامعة للمشاركة بخبراتها وتخصصاتها في جميع المبادرات الرائدة .قام بعدها الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة - رئيس المجلس الأعلى للصحة بتكريم الباحثين المشاركين في أعمال المنتدى .ومن جانبه أكد البروفسور معز عمر بخيت، رئيس قسم الطب الجزيئي بكلية الطب مدير مركز الأميرة الجوهرة لعلوم الموروثات والإمراض الوراثية ، في تصريحات (بنا) أن إقامة مثل هذا المنتدى يطلق البحرين إلى مرحلة متقدمة في مجال الأبحاث السريرية ، والتي كانت تتفوق فيها الدور المتقدمة كأمريكا والغرب ، من خلال وضع اللوائح التنظيمية وتدريب الكوادر المطلوبة في هذا الجانب .وأشار البروفسور بخيت إن جامعة الخليج العربي توفرها من خلال مركز الأميرة الجوهرة، موضحا ان الجامعة تقوم بأكثر من 50 بحث من الأبحاث العلمية سنويا وفي تعاون مع كبريات الجامعات ، وخصوصا ما يتعلق بالجينوم البشري والأمراض الوراثية ، مبينا إلى ان هناك 30 طالب وطالبة في برنامج الدكتوراه في برنامج الطب الجزيئي ، و5 طلاب في برنامج الماجستير في الطب الشخصي ، وخرجت 10 طلاب دكتوراه لحد ألان .وأكد البروفسور معتز "إن مشروع وضع لائحة وطنية تنظم الأبحاث السريرية والطبية سيدعم تطوير القدرات والكفاءات اللازمة في البحرين ، و يشجع الباحثين على الامتثال للسلوك المسئول للأبحاث بهدف تحفيز ودعم التفكير العلمي من أجل تحقيق أفضل النتائج وفق منظومة أخلاقية تقود في نهاية المطاف إلى توفير أقصى الاستفادة سواء بالنسبة للمرضى أو بالنسبة لاختراعات وابتكارات الباحثين الدوائية، مما يساهم في رفع مستوى الجودة للبحث العلمي والممارسات البحثية من خلال الالتزام بالضوابط العلمية والأنظمة الأخلاقية المرتبطة بالبحث العلمي ويصب في صالح جودة المشاريع البحثية السريرية وزيادة الإنتاج الفكري ".وانطلقت بعد ذلك الجلسات العلمية للمؤتمر بمشاركة أكثر من 50 باحث ومختص من مختلف مستشفيات البحرين الحكومية والخاصة ، وستسمر الجلسات حتى الساعة السادسة مساءا ، وتم تنظيم المنتدى بالتعاون بين الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية وجامعة الخليج العربي .