الرأي

التحول الرقمي بشهادة الأمم المتحدة

التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بصورة متسارعة لم تكن البحرين ببعيدة عنه، بل مشاركة فيه ومتفوقة على العديد من الدول في أحيان كثيرة، فالعديد من الخدمات إن لم تكن جلّها باتت إلكترونية وسهلة المنال وغاية في السهولة لمستخدميها سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين، وهذا ما سيعزز في الفترة المقبلة من الاقتصاد الوطني بسبب جذب المستثمرين عبر تلك الخدمات الميسرة والتي تبحث عنها رؤوس الأموال الباحثة عن التسهيلات الإجرائية غير المعقدة.
معالي وزير الداخلية في كلمته الأخيرة التي أطلقها خلال الحفل الذي ضم المتخصصين والوزراء والمساهمين في تبوء المملكة لهذه الدرجة المتقدمة في مؤشر التحول الرقمي كان واضحاً وصريحاً إزاء مثل تلك الأفكار المتطورة والتي دعمت العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الأمنية، وساهمت بشكل فعّال لوصول الخدمات كافة إلى الجميع بزمن قياسي ودون جهد.
إن واقع الحكومة الإلكترونية وما يترتب عليها من نجاحات ملحوظة حالياً وستكون لها مردودات إيجابية مستقبلاً تتطلب المواصلة في التحديث والتطوير وعدم الوقوف عند النقطة التي وصلنا إليها، وذلك يتطلب عملاً متواصلاً ودعماً لا محدود لكافة الأفكار التي يقدمها الجيل الجديد بناء على دراسته الأكاديمية الحديثة واطلاعه على كافة المستجدات وتجارب الدول، وإن وثقنا أكثر بكوادرنا الوطنية سنتفوق على الدول التي سبقتنا في هذا المجال عبر تلك الكوادر التي تملك الرؤى الجديدة والمتطورة.
إن ما نشهده من تقدم في مختلف المجالات بلاشك تقف خلفه قيادة واعية وذات رؤية ثاقبة، آمنت بالتحولات الرقمية، وعبدّت الطريق لمن يملك الرؤى، وأخذت بيد من يمكنه المساهمة بركب التطور والنماء والرقي، ولا ننسى بأن هناك طاقات أخرى تمتلك أيضاً مجالات الإبداع، ولكنها بحاجة إلى من يكتشفها، فمنها من يقبع في الجامعات، ومنهم على مقاعد الدراسة، ويملكون أفكاراً تفوق أعمارهم بكثير، الأمر الذي يتطلب منا تحفيزهم على الظهور والإعلان عن أفكارهم والتقدم بها، وهي مسؤوليتنا جميعاً سواء في احتضانهم أو حتى تحفيزهم ووضعهم على الطريق الصحيح.