إيمان عبدالعزيز
قد تكون فقرة توصيل أطفال الصف الأول الابتدائي إلى المدرسة في الصباح الباكر من أثقل الهموم التي تحملها الأمهات على عاتقها يومياً منذ بدء العام الدراسي، وحتى بعد مرور الأسابيع الأولى، إلى أن يتكيّف الطفل مع الوضع الجديد بشكل نهائي، وما يزيد ذلك من معاناة أولياء الأمور مع أطفالهم في هذه المرحلة، التي لطالما تحدثنا عن الكثير من تحدياتها الواقعة عليهم في المقالات السابقة وعن اتباع أنجع الطرق والأساليب الصحيحة لتخطي العثرات المعرقلة للصالح الدراسي للأبناء.وأول ما تستهل به الأم من الصعوبات في طريقها إلى المدرسة هو عناد الطفل في النزول من السيارة، وبالتالي بكاؤه عند البوابة رافضاً الدخول إلى المدرسة، ينتابه الخوف مما يترقبه بالداخل خلال الدوام، كأنما سيرغم على مشاهدة فيلم رعب يخشى تتمة أحداثه، ما يؤثر ذلك سلباً على صحته النفسية والجسدية من جهة وتدهور تحصيله الدراسي من جهة أخرى.فلابد من تكثيف أوجه الرعاية والدعم العاطفي من قِبل أولياء الأمور والتعاون مع الإدارة المدرسية، لتحجيم المشكلة وتفادي تبعياتها، وما ينبغي على كلا الوالدين سوى تقبّل بكاء الطفل في أيامه الدراسية الأولى بسعة صدر ومن دون تعنيف واعتباره أمراً طبيعياً، فعند إقباله على حياة اجتماعية جديدة خارج نطاق المنزل والأسرة، سيستمر على دوامها طيلة أشهر الفصل الدراسي، فمن الطبيعي أن ينتابه الشعور بالخوف من التغرّب عن والديه وعن بيته والانخراط في بيئة غريبة بالنسبة له لا يعرف أحد فيها سوى مقابلة وجوه غير مألوفة لم يسبق له لقياها في حياته.والسبيل الأمثل الذي يتوخّى الوالدان اتباعه في علاج تلك الظاهرة هو الجلسات الودية مع طفلهم للتعمّق في معرفة أسباب مخاوفه والتصدّي لها، وكما هو معروف أن فراق البيت والأهل هو السبب البديهي، فيجب على الوالدين تشكيل صورة ذهنية للمدرسة بأنها كالبيت الثاني والمعلمة في منزلة الأم والزملاء في مقام الإخوان، لتفعيل الشعور بالأمان اتجاه المدرسة، وأيضاً تحفيزه على مخالطة أقربائه الأبعد مثل أبناء أعمامه وأخواله وسائر أطفال العائلة وجيران الحي، لتعويده على تكوين صداقات مع أقرانه في المدرسة وإتاحة فرص اللهو ومشاركة اللعب لخلق أجواء من الألفة والانسجام معهم، والتخلّص من العزلة والانطوائية.ولجهود إدارة المدرسة وتعاونها مع أولياء الأمور بالغ الأهمية في الحفاظ على سلاسة ومرونة الدوام اليومي، حيث يتمّ التنسيق مع الإداريات والمعلمات في استقبال الأطفال وتلقّيهم عند بوابة الدخول بكل ترحيب واحتضان لرفع المعنويات وكسب ثقة الطفل.وأيضاً إقامة الفعاليات وتنظيم الأنشطة الصفية الممتعة وإشراك التلاميذ فيها، يحدّ من التوتر ويحبب أجواء المدرسة لدى الطفل، ما يجعله يتأقلم معها لو بشكل تدريجي حتى يعتاد عليها.إن تكيّف الطفل المستجد في المدرسة ليس بالأمر السهل، وذلك بحسب طبيعة كل طفل واختلاف ردود أفعاله، فإن تحمّل الوالدين وسعيهم في تقليص حدّة مخاوف ابنهم من المجتمع المدرسي بالتعاون المشترك مع إدارة المدرسة يثمر عنه العديد من المخرجات الإيجابية التي ينتهي مطافها إلى تقبّل الطفل دوامه المدرسي والتعايش معه حتى يتخطّى تلك العقبة لتصبح ذكرى طريفة يتسامر بها يوماً ما.
قد تكون فقرة توصيل أطفال الصف الأول الابتدائي إلى المدرسة في الصباح الباكر من أثقل الهموم التي تحملها الأمهات على عاتقها يومياً منذ بدء العام الدراسي، وحتى بعد مرور الأسابيع الأولى، إلى أن يتكيّف الطفل مع الوضع الجديد بشكل نهائي، وما يزيد ذلك من معاناة أولياء الأمور مع أطفالهم في هذه المرحلة، التي لطالما تحدثنا عن الكثير من تحدياتها الواقعة عليهم في المقالات السابقة وعن اتباع أنجع الطرق والأساليب الصحيحة لتخطي العثرات المعرقلة للصالح الدراسي للأبناء.وأول ما تستهل به الأم من الصعوبات في طريقها إلى المدرسة هو عناد الطفل في النزول من السيارة، وبالتالي بكاؤه عند البوابة رافضاً الدخول إلى المدرسة، ينتابه الخوف مما يترقبه بالداخل خلال الدوام، كأنما سيرغم على مشاهدة فيلم رعب يخشى تتمة أحداثه، ما يؤثر ذلك سلباً على صحته النفسية والجسدية من جهة وتدهور تحصيله الدراسي من جهة أخرى.فلابد من تكثيف أوجه الرعاية والدعم العاطفي من قِبل أولياء الأمور والتعاون مع الإدارة المدرسية، لتحجيم المشكلة وتفادي تبعياتها، وما ينبغي على كلا الوالدين سوى تقبّل بكاء الطفل في أيامه الدراسية الأولى بسعة صدر ومن دون تعنيف واعتباره أمراً طبيعياً، فعند إقباله على حياة اجتماعية جديدة خارج نطاق المنزل والأسرة، سيستمر على دوامها طيلة أشهر الفصل الدراسي، فمن الطبيعي أن ينتابه الشعور بالخوف من التغرّب عن والديه وعن بيته والانخراط في بيئة غريبة بالنسبة له لا يعرف أحد فيها سوى مقابلة وجوه غير مألوفة لم يسبق له لقياها في حياته.والسبيل الأمثل الذي يتوخّى الوالدان اتباعه في علاج تلك الظاهرة هو الجلسات الودية مع طفلهم للتعمّق في معرفة أسباب مخاوفه والتصدّي لها، وكما هو معروف أن فراق البيت والأهل هو السبب البديهي، فيجب على الوالدين تشكيل صورة ذهنية للمدرسة بأنها كالبيت الثاني والمعلمة في منزلة الأم والزملاء في مقام الإخوان، لتفعيل الشعور بالأمان اتجاه المدرسة، وأيضاً تحفيزه على مخالطة أقربائه الأبعد مثل أبناء أعمامه وأخواله وسائر أطفال العائلة وجيران الحي، لتعويده على تكوين صداقات مع أقرانه في المدرسة وإتاحة فرص اللهو ومشاركة اللعب لخلق أجواء من الألفة والانسجام معهم، والتخلّص من العزلة والانطوائية.ولجهود إدارة المدرسة وتعاونها مع أولياء الأمور بالغ الأهمية في الحفاظ على سلاسة ومرونة الدوام اليومي، حيث يتمّ التنسيق مع الإداريات والمعلمات في استقبال الأطفال وتلقّيهم عند بوابة الدخول بكل ترحيب واحتضان لرفع المعنويات وكسب ثقة الطفل.وأيضاً إقامة الفعاليات وتنظيم الأنشطة الصفية الممتعة وإشراك التلاميذ فيها، يحدّ من التوتر ويحبب أجواء المدرسة لدى الطفل، ما يجعله يتأقلم معها لو بشكل تدريجي حتى يعتاد عليها.إن تكيّف الطفل المستجد في المدرسة ليس بالأمر السهل، وذلك بحسب طبيعة كل طفل واختلاف ردود أفعاله، فإن تحمّل الوالدين وسعيهم في تقليص حدّة مخاوف ابنهم من المجتمع المدرسي بالتعاون المشترك مع إدارة المدرسة يثمر عنه العديد من المخرجات الإيجابية التي ينتهي مطافها إلى تقبّل الطفل دوامه المدرسي والتعايش معه حتى يتخطّى تلك العقبة لتصبح ذكرى طريفة يتسامر بها يوماً ما.