عبير قباني
الحدس الأنثوي هو الحاسة الخفية التي استعصت على فهم الكثيرين، فأنكرها بعضهم، وصدقها بعضهم الآخر، وخوفاً مما عرفوا عمدوا إلى التشويش عليها بالتشكيك بها،. الحدس الأنثوي هو المدار الخفي الذي يوصل الأنثى بكل ما يحويه قلبها بل ويتعداه إلى فكرها، يصلها بأبنائها وأبويها وزوجها وإخوتها، يصلها بأهدافها وأفكارها وخطواتها تجاه المستقبل، هو بوصلة العبور أو التحذير تجاه ما ينفعها أو يضرها.يُعتبر الحدس الفطريّ لدى المرأة أحد أهم أدوات التوجيه لديها، فقد تمّ تجنيد العديد من الحجج لهدمه وتقويضه مثل المنطق، والواقع والعقلانية أو الاتهام بالدروشة أو الانفصال عن الواقع؛ وهنا لابد من التنويه إلى أنه من أهم مؤشرات الحدس أنه لا يتوافق مع المنطق أو الواقع الملموس، وإلا لما سُمّي حدساً وحينها يُسمّى «استقراء».ولذلك كان من إحدى أهم خطوات اتخاذ أي قرار هي ملاحظة مدى الارتياح النفسي والطمأنينة تجاه ذاك القرار وهو الذي يتلخص في جملة استفتِ قلبك».إن كلمة التمكين تعني أن تكون «مُمَكناً» أي أنك قادر على أن تنقل أهدافك ونواياك من مساحة الحلم والخيال إلى مساحة الواقع، ولن يكون ذلك التمكين إن أضعنا البوصلة أو شوشنا عليها.تحتل عبارة «تمكين المرأة» أفقاً واسعاً ومطلباً حتمياً عالمياً وعربياً ومحلياً، ولذلك التمكين أدوات عديدة مثل: الصحة الجسدية، والصحة النفسية، وتصحيح تشوهات الصورة الذاتية، والاستقلال المالي والاتزان في الأنوثة واكتشاف القيمة الفريدة والسعي لتحسين جودة الحياة، ومهارات اتخاذ القرارت والتعافي من الصدمات وآليات التعامل مع العنف النفسي أو اللفظي أو الجسدي ومهارات وآليات اختيار شريك الحياة المناسب، ومما لا يخفى على الجميع التنوع الواسع في طرح كل ما سبق من وجهات نظر متباينة حتى لو تماثلت العنواين كلٌّ بحسب مدرسته.وهنّا يتصدّر الحدس في قيادة النفس للتمييز ما بين الغث والثمين في زمن تغلّفت فيه جميع المنتوجات الفكرية والمادية والنفسية بغلاف ثمين مبهرج بغضّ النظر عن حقيقة محتواها، ولابد من إزاحة الغبار عن تلك الحاسة الخفية من شكوك واستخفاف حتى تستطيع أي تلك الحاسة الاصطفاف مع أخواتها من الحواس المادية لصناعة واقع يتّجه بالمرأة للأمام بدل الرجوع للخلف أو المراوحة في المكان على أحسن تقدير.