فقط للتوضيح، إذ رغم عدم وجود قطارات لدينا، لكن كل واحد فينا ركب ذات يوم «قطاراً خاطئاً» في وجهته، ولربما مازال راكباً له حتى الآن.القصد مبعثه الجملة التالية التي أنقلها لكم: «إذا ركبت قطاراً خاطئاً في وجهته، فاحرص أن تنزل في أول محطة؛ لأن الاستمرار في البقاء على متن هذا القطار، يجعل طريق العودة صعباً وأكثر تكلفة».طبعاً هنا الجملة لا تتحدث فعلياً عن «القطارات»، لكنها إسقاط معني باختياراتنا في الحياة، وهي اختيارات على مختلف الأصعدة، وقد تجعلنا هذه الاختيارات إما نمضي بشكل صحيح، أي أننا راكبون لـ«القطار الصحيح»، أو تجعلنا ندرك منذ البداية أو، ولو بعد حين وأحياناً كثيرة بعد فوات الأوان، أننا ركبنا «القطار الخاطئ».تطبيق هذا الإسقاط على حياتنا يجعلنا نقوم بعملية «فلترة» لكل ما نمر فيه بالضرورة، فهل الوسط الذي تعمل فيه اليوم «قطار صحيح» أو العكس؟! وبنفس الآلية، علاقاتنا الاجتماعية بتنوعها، أو قراراتنا في العمل أو الحياة، أو طريقة عيشنا ليومنا بكافة تفاصيله.لو كنت راكباً لـ«القطار الصحيح» فأنت لا تحتاج إلى مراجعة النفس، بل على العكس ستحتاج إلى تقييم مستمر لتعزز استمرارك في الطريق الصحيح، أو الممارسات الإيجابية، بالتالي الاتجاهات الصحيحة هي التي ستجعلك تحقق أهدافك، وستخلق لديك «الإحساس بالسلام الداخلي».لكن لو كنت راكباً لـ«القطار الخاطئ» وأدركت ذلك في مرحلة ما، فإن القرار يعود إليك لتصحيح المسار، وهنا التذكير بأن التكلفة ستكون أكبر، وبالأخص نفسياً حينما تتأخر في تعديل الاتجاه أو النزول في أقرب محطة.مثال ذلك، لو كنت تعمل في وسط مهني بدل أن يرفعك ويطورك ويفتح لك آفاقاً مستقبلية، يقوم بتدميرك نفسياً ومهنياً بسبب طرائق عمل أو أساليب إدارية خاطئة من البشر؛ فالبقاء أمر فيه مخاطرة، وقد تجعلك تدخل نفسك في أطوار معقدة من الإيغال في سلك هذا الاتجاه، ما يجعل النتيجة مكلفة والأخطر أنها لو جاءت على حساب صحتك النفسية والعقلية.كم قطاراً خاطئاً ركبنا؟! الكثير طبعاً، سواء أكانت في إطار حياتنا العملية والمهنية، أو في علاقاتنا مع الأفراد سواء في العائلة أو الأصدقاء، أو في قراراتنا بشأن كثير من الأمور. وهنا ليس عيباً أن نخطئ في الاتجاه، لكن الخطأ إن استمررنا في الدوران داخل نفس العجلة دون أن نتخذ قراراً، أو نقوم بفعل يجعلنا نعيد حساباتنا، ونبحث عن «القطارات الصحيحة».كل شيء في حياتنا عبارة عن ركوب «قطارات خاطئة» أو «قطارات صحيحة»، المحدد لعملية الركوب هو أنت ولا أحد غيرك، والحصيف هو من يعرف أي قطار يركب، وخاصة إن مر بتجارب تفتح عينيه ومداركه.
الرأي
هل ركبتم «القطار الخاطئ»؟!
29 سبتمبر 2024