شكلت كلمة مملكة البحرين التي ألقاها نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، مجموعة من الرسائل السامية والنبيلة والحكيمة والسديدة إلى العالم أجمع، لعل أبرزها التذكير بالتحديات الملحة التي تواجه البشرية خاصة ما يتعلق بالفقر والمجاعة والأمراض المعدية الفتاكة والحروب الأهلية وأسلحة الدمار الشامل، والتي لاتزال قائمة رغم تذكير صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتلك التحديات والمصاعب قبل 19 عاماً، حينما تناولها سموه خلال إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.ولقد كان لافتاً تنويه كلمة مملكة البحرين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى «ضرورة تطوير تلك المؤسسة المهمة التي يعتمد عليها المجتمع العالمي، لحماية النظام الدولي، وفي ذات الوقت، دعم الدعوات لإصلاح الأمم المتحدة حيث ينبغي أن يكون الإصلاح شاملاً، ويشمل جميع هيئات اتخاذ القرار في الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن».ومن أبرز ما تمت الدعوة إليه توظيف الابتكارات التقنية، مثل الذكاء الاصطناعي، لتحقيق الأهداف المشتركة للتنمية العالمية والسلام والازدهار، وكذلك الدعوة إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، كي تصبح هذه التقنيات دافعاً للإبداع والابتكار، بدلاً من التدمير والانقسام.ولقد كان لزاماً التأكيد على التزام البحرين بالتعددية والتنوع الثقافي، لذلك ومن خلال رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بأن الاحترام المتبادل لإنسانيتنا المشتركة من أسس استدامة التناغم العالمي، أطلقت البحرين جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، وكذلك دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، المجتمع الدولي لعقد مُؤتمرٍ دولي للسلام في الشرق الأوسط.ولقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الكلمة من خلال التذكير بالكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق، مع التأكيد على ضرورة حماية الأرواح البريئة التي يجب أن تكون مصونة في القانون الدولي وهي مسؤولية أخلاقية ودينية.إن تلك الرسائل الحكيمة والسديدة التي وجهت من مملكة البحرين إلى العالم تؤكد ما تتمتع به الدبلوماسية البحرينية من حكمة من خلال الدعوة إلى السلام في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة حالة غليان وعنف لم تشهدها من قبل، لتكون دعوات البحرين هي النبراس والحل الأمثل لوقف نزيف الدم في الشرق الأوسط والعالم أجمع.