نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان "الدكتور إبراهيم غلوم ناقدا وأكاديميا" وذلك تخليدا لذكرى الراحل الدكتور إبراهيم غلوم. وشارك في الندوة كل من: الدكتورة ضياء الكعبي، الدكتور عباس القصاب، الدكتور عبدالقادر المرزوقي، وأدار الحوار الأستاذ زكريا رضي. وأشار رضي في مستهل حديثه إلى ذكرياته القديمة عندما كان طالبا ينهل العلم، ويتلقاه من أروقة الجامعة الوطنية على يد الدكتور الراحل، مستشعرا مدى عمق النصوص وغزارة العلم المتلقي.وذكر رضي أن الدكتور الراحل كان يلقي بظلاله على كل المدارس الروائية والسردية في محاضراته، وعبر عن ذلك بأن الطالب تحت يديه كان يمر بفلترة نحوية أكاديمية بتحليل نقدي رصين؛ مما يجعل الطالب يعود إلى قراءة النصوص المرات العديدة بوصفه متلقيا ومنتجا لا قارئا.وقد عُرِض فيلم قصير على الحضور يتحدث عن الدكتور الراحل ومسيرته العلمية والعملية. حيث أشار فيه الدكتور عبدالعزيز بوليلة إلى أن الراحل الدكتور إبراهيم غلوم تميز بكونه رجلاً كريماً ومعطاء، ترك أثر طيبا في المجتمع بحضوره وكتاباته، فقد كان رجلا محبا ومخلصا للوطن. وقد وصفه بكونه الأب الروحي الذي وضع اللبنات الأولى في تطوير العملية التعليمية.كما تحدثت فيه الدكتورة ضياء الكعبي بأن الراحل الدكتور إبراهيم غلوم يعتبر أحد أهم الأسماء النقدية على مستوى المشهد النقدي العربي، حيث تشكل خطابه النقدي الأدبي خلال خمسة عقود، وقد ترك تاريخا من الكتب المهمة التي تعتبر من تأصيل البدايات الإبداعية الخليجية وتوثيقها وإخضاعها لمقاربات نقدية مرجعية خاصة المقاربات الاجتماعية في البداية. وأضاف الدكتور عبدالقادر المرزوقي أن الراحل من مؤسسي وأعمدة الجامعة الوطنية، حيث كان له الفضل الكبير في العمل الأكاديمي والإداري، فقد ترأس قسم اللغة العربية، وأحدث فيه عدد من المقررات الجديدة، ومنها الأدب الشعبي، كما أسس قسم الإعلام في الجامعة، وأصدر صحيفة صوت البحرين من داخل أروقة الجامعة.كما أضافت الدكتورة الكعبي أن الراحل الدكتور إبراهيم غلوم كانت له رؤية ثاقبة واعية في استبصار أبرز المستجدات الأكاديمية وتطبيقها في استراتيجيات التعليم بجامعة البحرين.وتبعها الدكتور المرزوقي بالتأكيد على أن هذه الأمسية يكمن جمالها في تأصيل قيمة الوفاء للأدباء والنقاد والشخصيات التي أسهمت في رفد الثقافة في البحرين. حيث توالت سلسلة اجتهادات الراحل الدكتور إبراهيم غلوم لتخلق تنوعا إداريا في العمل الإداري.وقد حاز الراحل سمات غير اعتيادية تجمع بين العمل الأكاديمي والإداري والإبداعي في آن واحد. وفي ختام الندوة أشار الدكتور عباس القصاب إلى أن الراحل الدكتور إبراهيم غلوم قد أثرى المكتبة العربية بمجموعة كبيرة من المصنفات كتبا وبحوثا ودراسات ومقالات مهمة.كما أكد اهتمام الراحل بالنقد المسرحي، ونقد الوعي التاريخي. وفي الختام فُتِح المجال لمداخلات الجمهور، وكُرِّم المشاركون من قبل مجلس إدارة المركز.