رأس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه اجتماع مجلس الوزراء وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وذلك بقصر القضيبية ظهر اليوم، وقد أدلى سعادة الدكتور ياسر بن عيسى الناصر الأمين العام لمجلس الوزراء عقب الاجتماع بالتصريح التالي:استعرض جلالة العاهل المفدى مجمل التطورات في الشأن الوطني والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ، وضمن هذا السياق فقد أشاد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بالروح الوطنية الصادقة التي أظهرها المواطنون ومختلف مؤسسات المجتمع العامة والخاصة احتفاء بالذكرى الخامسة عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني ، مؤكداً جلالته أننا أسسنا بميثاق العمل الوطني الذي قام عليه مشروعنا الإصلاحي والديمقراطي مزيداً من النجاح في العمل الوطني فأحدثنا به تطويراً شاملاً في نهج العمل والأداء وفي تحديث سلطات الدولة المختلفة ومؤسساتها ومضينا به قدماً وبثبات في مواجهة كل التحديات وانطلقت من روح هذا الميثاق ملحمة تلاحم شعب مع قيادته من أجل مواصلة بناء دولة المؤسسات والقانون والحريات والحقوق المصانة، مشيداً جلالته بالجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في تعزيز التنمية ودعم الديمقراطية والحفاظ على المكتسبات التي حققها ميثاق العمل الوطني ، ودعا جلالته الجميع إلى استحضار روح الوحدة التي عكسها ميثاق العمل الوطني وكيف أنها قادت إلى تحقيق تطلعات الشعب نحو التطوير والتحديث والحرية والديمقراطية والتنمية وأن تكون هذه الروح حاضرة اليوم لمواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات طالت مختلف المجالات والأصعدة.بعدها نوه جلالة العاهل المفدى بحرص مملكة البحرين على تفعيل وتطوير علاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة وتنمية أوجه التعاون معها، وضمن هذا السياق فقد أحاط حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مجلس الوزراء بنتائج زيارته الموفقة إلى جمهورية روسيا الاتحادية مؤخراً ومباحثاته مع فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تم خلالها بحث المستجدات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية ومن أهمها استقرار الشرق الأوسط ، ونوه جلالة العاهل المفدى بما لمسه جلالته من تقدير كبير لسياسة مملكة البحرين من القيادة الروسية ومن رغبة أكيدة لتطوير العلاقات الثنائية والدفع بمجالات التعاون البحريني الروسي نحو آفاق أوسع يلبي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.إلى ذلك فقد وجه صاحب الجلالة العاهل المفدى الحكومة بإعداد الدراسات التي تكفل إطلاق مشاريع خليجية تنموية مشتركة تعزز التعاون الخليجي وتدعم تكامله ومسيرته وتعظم مكتسبات المواطن الخليجي وتلبي احتياجات التنمية الخليجية من الطاقة والمياه والبنية التحتية.كما وجه جلالة العاهل المفدى الحكومة إلى إقامة المزيد من المشاريع الحكومية بالشراكة مع القطاع الخاص التي تدعم الصناعة وتخدم في ذات الوقت قطاع السياحة والتجارة.بعد ذلك استعرض جلالة العاهل المفدى التحديات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة ، حيث أكد جلالته الحرص على النأي بالبحرين من المخاطر الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها دول المنطقة والعالم، وذلك من خلال الالتزام بروح العمل الجماعي مع الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة التهديدات الأمنية من خلال منظومة مجلس التعاون ومشاركتها في قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم الشرعية في اليمن، وأخيراً وليس بآخر مشاركة مملكة البحرين مع الدول الشقيقة والصديقة في المناورات العسكرية السعودية الأكبر في تاريخ المنطقة (رعد الشمال) بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة لحماية الشعب الخليجي والعربي والإسلامي من أخطار الإرهاب والاستعداد لمواجهة التحديات من التنظيمات الإرهابية.وفيما أشاد صاحب الجلالة الملك المفدى بأداء الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وبدورها في تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، فقد وجه جلالته بضرورة أن لا تكون التحديات وبخاصة الاقتصادية عائقاً أمام مسيرة التنمية ويجب تجاوزها لصالح المواطن ، مشيداً جلالة العاهل ضمن هذا السياق بتفهم المواطن البحريني ووعيه وإدراكه لمتطلبات المرحلة وما تفرضه من توجهات جديدة .وقد وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الشكر والتقدير إلى جلالة العاهل المفدى على ما تفضل به من رؤى تحدد ملامح توجهات المملكة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي في هذه المرحلة الدقيقة، وفيما هنأ سموه جلالة العاهل المفدى على ما تحقق من إنجازات ومكتسبات منذ تدشين ميثاق العمل الوطني الذي عكس الرؤية الموفقة والثاقبة لجلالة العاهل المفدى فقد أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بأن ميثاق العمل الوطني الذي توافقت فيه الرغبة الملكية مع الإرادة الشعبية ليطلق العنان أمام المشاركة السياسية والديمقراطية والحريات والتنمية قادراً على إعطاء المزيد متى ما كانت القيم التي أسست لهذه الملحمة الوطنية حاضرة.وشدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على أن التطورات الاقتصادية والسياسية في المنطقة تتطلب مد يد التعاون للجميع وتعزيز علاقات الصداقة المبنية على الاحترام المتبادل، مؤكداً بأن الحكومة تعمل ومن وحي التوجيهات الملكية على تبني المبادرات التي تسهم في تخفيف وطأة التحديات الأمنية والاقتصادية على مملكة البحرين وشعبها ، وأن التوجيهات الملكية ستكون مصدر إلهام للحكومة في تنفيذ المزيد من المشاريع التنموية التي تنعكس إيجابياً على المواطنين .