الرأي

الهوية الوطنية هي الأُولى والأَولى

لطالما شغل موضوع «الهُوية»، فكري، ولطالما تساءلت كيف لمزيج مختلف من الأفراد أن يعيشوا في وئام وتناغم، وكيف لدول تحتضن هذا المزيج من الهُويات المختلفة أن يعمل كفريق واحد؟

شاركتُ في مؤتمرات دولية تتحدّث عن «الهُوية» واستمعت للعديد من الآراء، وقرأت العديد من الكتب والبحوث العلمية، وأعمل حالياً على بحث علمي لدراسة الهُوية وتقاطعاتها مع الانتماء، والوطنية، والحقوق والواجبات، والتعدّدية الفكرية والثقافية والمذهبية، بهدف الوصول إلى إجابات علمية حول هذه الأسئلة.

هل هناك علاقة بين الهُوية والمواطنة؟ وهل يجب أن ننصهر ونندمج؟ أم نتمسّك بالخصوصية والمرجعية «الثقافية-الدينية-الأيديولوجية» من باب احترام الخصوصية؟ وهل تؤثر الهُوية الذاتية أو الهُوية الجماعية على اللُحمة الوطنية والعيش المشترك؟

الموضوع شائك ومتداخل، ولكن الأكيد والثابت والراسخ بأن «الهُوية الوطنية» هي المظلّة التي يجب أن نستظلّ بها، ونتمسّك بها، ونعمل على صونها وحمايتها. فـ«الوطن» هو ذاك الملاذ الذي نستظلّ به، هو الحصن المنيع، هو «هويتنا» مهما تعددت أصولنا أو مذاهبنا أو أدياننا، أو أيدولوجيتنا. فعندما تكون «الهُوية الوطنية» حاضرة تتلاشى معها أي «هُوية» أخرى ويكون الوطن أولاً وقبل كلّ شيء.

رأيي المتواضع

تؤمن بفكرة.. وأنا أؤمن بفكرة أُخرى هذا هو ما يُسمّى بـ«حرّية الفكر»، لديك هُوية، ولديّ هُوية مختلفة عنك هذا ما يسمّى «بالهُوية الذاتية»، لديك جماعة تنتمي لها وتفتخر بها، ولديّ جماعة أنتمي لها هذا ما يسمّى بالهُوية «الجماعية».

كل هذا يتلاشى ويختفي عندما نتحدّث عن «الهُوية الوطنية»، فهي الأُولى والأَولى، وهي سرّ استقرارنا وثباتنا، وعند «الهُوية الوطنية» يجب أن نتجرّد من جميع «هُوياتنا» الأخرى، فلا هُوية سوى الهوية الوطنية.