الرأي

الترابط الوطني والسلم الاجتماعي

في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات وحروب، وما يصاحبها من أخطار تهدد الأمن والسلم الإقليمي، بل وتهدد السلم والأمن الاجتماعي في الدول، لما ينجم عنها من محاولات لإثارة الفتن والقلاقل الداخلية ودعم النزعات الطائفية والعرقية داخل المجتمعات من خلال إثارة الجماعات الداخلية أو تطبيق أجندات خارجية هدفها زعزعة الاستقرار الداخلي لخدمة مصالح تلك الدول أو الجماعات، ويفرض هذا الواقع على الدول والحكومات تحديات كبيرة في مجابهة مثل هذه التهديدات، سواء عن طريق تعزيز الوعي الداخلي الوطني، ودعم آليات الترابط المجتمعي، وهو الأمر الذي يتجلى في استراتيجية الشراكة المجتمعية التي أصبحت نهجاً ثابتاً في مملكة البحرين، والتي تسير عليها بخطى وثابة تعمل على نشر روح التسامح والقيم والاحترام المتبادل، واستمرار التوصل الدائم مع مكونات المجتمع بما يفيد الاستقرار الداخلي بكافة مستوياته، ولا شك أن الحكمة البالغة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه كانت سباقة في ترسيخ المبادئ الوطنية التي في مقدمتها القيم المجتمعية الأصيلة القائمة على الكرم والاحترام والمحبة وهي متأصلة في الشعب البحريني، وكذلك الحرية والكرامة الإنسانية بما لا يخل باحترام سيادة القانون، وقد عملت الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، على ترجمة ذلك عبر البرامج التي تعمل على رفع الوعي الوطني وروح المسؤولية، وتعزيز الشراكة والتكاتف المجتمعي الذي يمثل حائط الصد المنيع أمام أي اختراق خارجي أو تهديد للأمن والسلم المجتمعي، ويقع على رجال الأمن ورجال الدين مسؤولية كبيرة في هذا الصدد للتأكيد على الوحدة الوطنية التي تعكس ثوابت المجتمع، وتوجيه العقول إلى تعاليم الدين الصحيح ورسالته السامية بما ينحيه عن التجاذبات السياسية التي تحيد به عن مبادئه الصحيحة، حيث تعمل الجماعات الفكرية المتطرفة أو الطائفية أو غيرها على نشر أفكار تخدم مصالحها السياسية، أو تخدم مصالح أجندات خارجية، وتتعارض تماماً مع مصلحة الشعب البحريني وثوابته وما يتبناه من قيم التسامح واحترام الآخر، وعدم التدخل في شؤون الغير، والعمل على دعم جهود السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والعالمي وهو النهج الذي يخدم جهود التنمية والازدهار، فلن تبنى الأوطان بالحروب والصراعات والفتن بل بالوحدة والعمل والإنتاج.
وإن لقاء معالي وزير الداخلية مع نخبة من أبناء الوطن لهو استراتيجية للشراكة المجتمعية، والتي تشكل نهجاً ثابتاً لوزارة الداخلية في تعزيز آليات التواصل مع كافة مكونات المجتمع البحريني.. حفظ الله مملكة البحرين، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.