العالم

بعد 7 وعود زائفة من إيلون ماسك.. تسلا تطلق «روبوتاكسي» ذاتي القيادة

كشفت شركة تسلا عن مركبة جديدة أمس الخميس مصممة لاستخدامها ضمن خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة هي الأولى من تسلا.

والمركبة الجديدة لا تحتاج إلى سائق، غير أن الخدمة تأتي بعد عقد من التوقعات الخاطئة والوعود التي لم يتم الوفاء بها من قبل الرئيس التنفيذي إيلون ماسك حول قدرات القيادة الذاتية الشاملة من شركته، وبأن سيارة تسلا ذاتية القيادة على وشك الظهور.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن حدث الكشف عن مركبة خدمة الروبوتاكسي الجديدة من تسلا الذي احتضنته استوديوهات وارنر براذرز في بوربانك بولاية كاليفورنيا محوريًا للشركة التي تواجه منافسة متزايدة من شركات صناعة السيارات الراسخة والشركات المصنعة الصينية.

وراهن ماسك على مستقبل تسلا في تكنولوجيا القيادة الذاتية، قائلاً في مكالمة أرباح هذا الصيف إن "قيمة تسلا، بشكل رئيسي، هي الاستقلالية".

ولدى ماسك تاريخ من الإنجازات التكنولوجية، بما في ذلك الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام وخدمة الإنترنت السريعة من الفضاء.

لكن سجل الرئيس التنفيذي من الوعود المبالغ فيها بشأن القيادة الذاتية جعل العديد من العملاء والمحللين والمستثمرين متشككين في ما إذا كان أسطول سيارات الأجرة الآلية من تسلا سيغمر الطرق في أي وقت قريب.

7 ادعاءات سابقة لماسك لم تتحقق حول القيادة الذاتية

وفيما يلي، نظرة على 7 ادعاءات خرجت عن ماسك سابقا حول تقدم تسلا في القيادة الذاتية، وكيف لم تتحقق أي من هذه الادعاءات حتى الآن، الأمر الذي يدفع البعض للاعتقاد بأن خدمة "الروبوتاكسي" هي الادعاء الثامن.

الادعاء الأول

قال ماسك لمجلة فورتشن في ديسمبر/كانون الأول عام 2015 إن تسلا على بعد عامين فقط من طرح نظام قيادة ذاتي بالكامل بسياراتها، أي عام 2018، مع قوله إن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول حتى توافق الجهات التنظيمية على ذلك.

الادعاء الثاني

في يونيو/حزيران 2016، في مؤتمر استضافته شركة ريكود، ادعى ماسك أن مركبات تسلا يمكن أن تقود نفسها بشكل أكثر أمانًا من الإنسان أثناء مناقشة مستقبل القيادة على الطرق السريعة.

وبعد ثماني سنوات مرت على هذا التصريح، لم توافق الجهات التنظيمية بعد على نظام القيادة الذاتية بالكامل في أي من سيارات تسلا، كما حركت عدة دعاوى قضائية ضد مزاعم الشركة بشأن القيادة الذاتية.

وقالت دعوى قضائية جماعية حركة ضد الشركة في عام 2017 إن نظام Autopilot "غير صالح للاستخدام بشكل أساسي وخطير بشكل واضح".

وفي عام 2018، قامت تسلا بتسوية القضية مقابل 5 ملايين دولار تعويضات للمتضررين، كما قامت الشركة بتسوية قضية رفعت بشأن حادث وقع في عام 2018 بسبب نظام القيادة الذاتي بسيارات تسلا وتمت تسوية هذه القضية بتعويض لم يتم الكشف عن قيمته.

الادعاء الثالث

في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، غرد ماسك في نفس اليوم الذي نشرت فيه شركة تسلا مقطع فيديو يظهر إحدى مركباتها وهي تتنقل على الطرق بالقرب من مقرها الرئيسي آنذاك، وجاء في الرسالة، "الشخص الذي يجلس في مقعد السائق موجود هناك لأسباب قانونية فقط. إنه لا يفعل أي شيء. السيارة تقود نفسها".

ولاحقا، قالت الشركة في وثيقة قضائية تتعلق بحادث وقع عام 2018 إن هذا الفيديو الذي تفاخر به ماسك، كان بمثابة عرض "طموح" لما يمكن للسيارة أن تفعله - يومًا ما - بدلاً من توثيق ما كانت قادرة عليه حاليًا.

وتم الاستشهاد بالفيديو في العديد من دعاوى القتل الخطأ التي تزعم أن تسلا قد ضللت العملاء بشأن قدرات سياراتها .

وفي إحدى الحالات، شهد أحد مهندسي تسلا أن فريقًا قام بوضع خريطة محددة مسبقًا تسير عليها السيارة، للطريق الذي ستسلكه السيارة في الفيديو.

الادعاء الرابع

قال ماسك في أبريل/نيسان 2019 خلال يوم المستثمرين في شركة تسلا إن الشركة ستمتلك أسطولاً من سيارات الأجرة الآلية على الطريق قريبًا.

وبعد مرور خمس سنوات، لم تطلق شركة تسلا خدمتها لسيارات أجرة ذاتية القيادة بشكل رسمي حتى الآن، غير أنها استعرضت أول مركبة ضمن هذا المشروع.

وتتخلف الشركة في هذا المجال عن منافسين مثل Waymo المملوكة لشركة Alphabet، والتي تدير خدمة نقل الركاب بدون سائق باستخدام سيارات الدفع الرباعي الكهربائية المعدلة في المدن الكبرى بما في ذلك سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وفينيكس.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتجنب سيارة الأجرة آلية القيادة من تسلا الميزات العادية في السيارة، مثل عجلة القيادة ودواسة الوقود.

وهذا من شأنه أن يتطلب من الشركة الحصول على إعفاء من NHTSA، وحتى 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم تتقدم الشركة بطلب للحصول على تصريح، وفقًا للوكالة.

الادعاء الخامس

في مايو/أيار عام 2020، غرد ماسك بأن تسلا سترفع سعر ترقية القيادة الذاتية الكاملة مع اقترابها من الموافقة التنظيمية للقيادة الذاتية، وفي النهاية قد تبلغ قيمة البرنامج أكثر من 100 ألف دولار تضاف لسعر السيارة.

كان منشور ماسك ما هو إلا جزءًا من سلسلة مناقشات شجع فيها الناس على شراء سيارة تسلا عبر الإنترنت لأن الأسعار سترتفع قريبًا لنظام FSD، وهو أحدث تقنيات مساعدة السائق، والذي كان يكلف حوالي 7000 دولار آنذاك.

وارتفعت تكلفة نظام FSD لفترة وجيزة، لتصل إلى 15000 دولار في عام 2022، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين وتكلف الآن عادةً 99 دولارًا شهريًا أو 8000 دولار سنويا - أقل بكثير من 100000 دولار.

رغم ذلك، لا تزال الميزة تتطلب الإشراف الكامل للسائق في جميع الأوقات.

الادعاء السادس

قال ماسك في منشور على X في أبريل/ نيسان عام 2024 إنه سيكشف النقاب عن سيارة أجرة روبوتية من إنتاج شركة تسلا في أوائل أغسطس/آب.

وأعلن ماسك عن هذا التاريخ بعد وقت قصير من إعلان رويترز أن تسلا ألغت إنتاج نسخة رخيصة مرتقبة من سياراتها.

وقال ماسك بعد بضعة أشهر إن حدث روبوتاكسي سيتأخر، مؤكدًا تقريرًا سابقًا لوكالة بلومبرغ، وترتب على ذلك أن انخفض سهم تسلا بنحو 8% بعد الإبلاغ عن التأخير، وأعادت الشركة جدولة ذلك لاحقًا.

الادعاء السابع

قال ماسك في مؤتمر الكشف عن الأرباح في يوليو/تموز 2024 إن الموافقة التنظيمية على سيارة الأجرة الآلية من تسلا لم تكن مصدر قلق بالنسبة له لأن الجهات التنظيمية ستكون "ملزمة أخلاقياً" بالموافقة على السيارة إذا ثبت أنها أكثر أمانًا من السائق البشري.

ومع ذلك، وفقًا لـ NHTSA، يجب على جميع الشركات التي تتطلع إلى تشغيل وبيع "سيارة غير متوافقة" - مثل النوع الذي من المتوقع أن يقدمه ماسك من الروبوتاكسي بدون عجلة قيادة أو دواسة - التقدم بطلب للحصول على إعفاء من NHTSA والحصول عليه قبل العمليات على الطرق العامة.

وحتى الآن، منحت إدارة السلامة المرورية الوطنية على الطرق السريعة إعفاءً عامًا واحدًا فقط لمركبة ذاتية القيادة بالكامل تابعة لتسلا وهي روبوت التوصيل منخفض السرعة "نورو".

واستغرق الأمر أكثر من عام حتى تحصل تسلا على هذا الإعفاء، مع العلم أن الموافقات التنظيمية اللازمة لنشر روبوت تاكسي صعبة وقد تشكل عقبة رئيسية أمام ماسك في تحقيق رؤيته.