أبوظبي - وليد صبري
اعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعالة
بناءً على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عقد منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، حيث يهدف إلى استكشاف المجال المهم للصحة النفسية، مع تركيز خاص على الأطفال واليافعين والأسر.
ومن أبرز أهداف المنتدى أنه يسعى إلى إرساء حوار شامل حول قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هذا المنطلق فقد ركز على اعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعالة، وبالتالي شكل المنتدى منصة لتبادل الخبرات ومناقشة السياسات وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية حيث حظي بمشاركة دولية كبيرة وواسعة خاصة مع استضافة مسؤولين وخبراء عالميين تحدثوا عبر 11 جلسة عن قضايا تختص بالصحة النفسية.
ويتماشى الحدث مع رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حيث ترى في الأطفال تجسيداً لماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها، مما يحتم توفير موارد شاملة لتنشئتهم وتعليمهم بطريقة متكاملة.
ويعد المنتدى منصة متميزة من أجل توفير سبل علاج الصحة النفسية والحالة الاجتماعية للأطفال واليافعين خاصة في ظل ما تعرض له الأطفال واليافعون والشباب والأسرة بوجه عام جراء جائحة كورونا (كوفيد19).وقد برزت أهداف المؤتمر في تحقيق، الحوار الشامل حول الصحة النفسية، وتعزيز النهج المجتمعي، والوعي والتعلم، وأنظمة الدعم وتبادل الخبرات، ومناقشة السياسات والاستراتيجيات، وتعزيز الشراكات، والشمولية وسهولة الوصول، والابتكار والبحث، والتمكين من خلال الرويات الشخصية.
وقد ارتكزت الموضوعات الرئيسية للمنتدى على الأدوار المؤسسية والمجتمعية الرئيسية في الحفاظ على تعزيز الصحة النفسية والرفاهية النفسية والاجتماعية للأم والطفل والأسرة.
وقد اهتم المنتدى بإبراز دور الأسرة في رعاية الأطفال، حيث اعتبر أن الأسرة تشكل الملاذ الآمن الأول والمؤسسة الاجتماعية الأساسية الإنجاب الطفل وتربيته ورعايته وتنشئته صحياً واجتماعياً خاصة خلال السنوات الست الأولى من حياته، خاصة أن هذه الفترة من أهم مراحل نمو الطفل والتي يعتمد عليها نجاح الطفل صحياً واجتماعياً في جميع مراحل حياته القادمة، وبالتالي رأى المنتدى أن كل طفل لديه احتياجات معينة يجب تلبيتها حتى يتمكن من تحقيق مراحل نموه والأداء الأمثل لها.
كما تطرق إلى دور المدرسة في تعزيز الصحة النفسية والسلامة النفسية والاجتماعية للأطفال، حيث أوصى بضرورة معالجة دور الأخصائي النفسي والاجتماعي في المؤسسات التعليمية فيما يتعلق بقدراتها وتنافسيتها وفعاليتها في تقديم الخدمة عند التعامل مع الأطفال، إضافة إلى معالجة طبيعة الأنشطة اللاصفية التي تنظم بشكل عام في المدارس ودورها في إشباع احتياجات الأطفال وخاصة الحاجات الترفيهية والفنية والإبداعية والاجتماعية والنفسية والجسدية، ومعالجة المدى التوعوي في البيئة المدرسية، وإدراك نوع العلاقات المؤسسية الموجودة بين الأسر والأنظمة.
لذلك حرص المنتدى على التطرق إلى نحو 10 محاور رئيسة تناولت كل من المستوى الفردي، والمستوى المؤسسي، وفيما يتعلق بالمستوى الفردي، كانت أهم المحاور التي يجب الاهتمام بها، الصحة النفسية للأم، واكتئاب ما بعد الولادة، ووجهات النظر حول الصحة النفسية للأم. وجاء المحور الثاني بعنوان، التنشئة الأسرية وديناميكيتها، من خلال مناقشة تأثير البيئة الأسرية على الصحة النفسية للطفل، واستراتيجيات دعم الأسر المفككة، ودور أساليب التربية في الصحة النفسية.
كما تناول المحور الثالث، الفنون التعبيرية والصحة النفسية، والفوائد العلاجية في استخدام الفنون في الصحة النفسية، ودمج الفنون في البيئات التعليمية والعلاجية.
أما المحور الرابع فقد جاء بعنوان، الرياضة والصحة النفسية، والنشاط البدني كأداة للصحة النفسية، والبرامج الرياضية للصحة النفسية لليافعين.
وتناول المحور الخامس الصحة النفسية لكبار السن ورعاية المسنين، ومعالجة مشاكل الصحة النفسية لدى كبار السن.
وتطرق المحور السادس إلى الصحة النفسية لليافعين، والتعرف على التحديات التنموية التي يواجهونها ومعالجتها، ومعالجة القضايا الخاصة باليافعين مثل الشخصية، وضغط الأقران، والضغط الأكاديمي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.أما فيما يتعلق بالمستوى المؤسسي، فقد تناول المحور السابع، دور المدارس والتعليم، ومبادرات الصحة النفسية المدرسية.
تدريب المعلمين، والدعوة إلى دمج برامج الصحة النفسية في المدارس، وبرامج حماية الطفل ومبادرات حماية الطفل.
وأشار المحور الثامن إلى المشاركة والأنشطة المجتمعية، وإشراك قادة المجتمع والقادة الدينيين، وبرامج دعم الأقران والتواصل المجتمعي، وإشراك الجميع في معالجة مخاوف الصحة النفسية ومساعدة الآخرين وفيما يتعلق بالمحور التاسع، فقد تناول دور المؤسسات الصحية، وتسليط الضوء على أهمية دمج رعاية الصحة النفسية مع خطط علاج الأمراض غير السارية والسرطان والحالات المزمنة، وتزويد المرضى ومقدمي الرعاية باستراتيجيات الإدارة التأثير النفسي للأمراض المزمنة، والدعوة إلى تغييرات في السياسات التي تعترف بالصحة النفسية لدى المرضى وتعالجها، وحملات التغيير الاجتماعي والسلوكي وسياسات الصحة النفسية.
وجاء المحور العاشر تحت عنوان حملات إزالة الوصمة عن الصحة النفسية، واستخدام وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف، وتناول إطار السياسات والمبادرات الحكومية، ودمج الصحة النفسية في استراتيجيات الصحة العامة.
ومن أبرز عناوين ورش العمل التي تم تنظيمها لكي تكون تأهيلاً مناسباً للمنتدى، «احتضان الأمومة.. ورشة عمل حول الصحة النفسية للأمهات»، و«التناغم الأسري.. ورشة عمل ديناميكيات الأسرة والصحة النفسية»، والعقول المبدعة.. ورشة العلاج بالفنون التعبيرية»، والنفوس النشطة.. ورشة عمل الرياضة والرفاهية»، و«التعلم من أجل التمكين.. ورشة عمل مبادرات الصحة النفسية على مستوى المدرسة»، والتعاون مع اليافعين.. ورشة عمل سد فجوة التواصل»، و«معاً من أجل الصحة.. ورشة عمل القيادة المجتمعية في الصحة النفسية»، و«سنوات ذهبية عقول سليمة.. ورشة عمل حول الصحة النفسية ورعاية المسنين»، و«الأثر الإعلامي.. الأصوات الرقمية وصناع التغيير».