الرأي

التجربة البحرينية في مقرَّر 'المواطَنة وحقوق الإنسان'

خلال ندوة التعليم من أجل المواطَنة المصاحِبة لتدشين الكرسي العلمي المشترك بين مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي في الهُوية والمواطَنة الخليجية، استعرضت مملكة البحرين تجربتها حول مقرّرات المواطَنة وحقوق الإنسان في وزارة التربية والتعليم قدمتها الأستاذة الفاضلة فاطمة سند، وكانت خير من يمثّل مملكة البحرين ووزارة التربية والتعليم، حيث نقلتنا معها في جولة تفصيلية حول التغيّرات التي طرأت على كتب المواطَنة لكي تكون ذا أثر مباشر على سلوك الطلبة. قبل أن تتكلّم الأستاذة فاطمة عن تجربة مملكة البحرين، كان لدينا جدلٌ كبيرٌ حول أهمية مقرَّر لتدريس "المواطَنة" حيث ذكر البروفسور البحريني الخليجي باقر النجار بأن المواطَنة سلوك، وإذا ما أردنا التأثير على السلوك يجب أن نربطه بالمجتمع، وتفاعل مع رأيه معظم الحضور، وتحدّث عدد من الأكاديميين عن أهمية ربط جميع المقرَّرات بالمواطَنة، وتحدّث أستاذ خليفة السليماني من دائرة المواطنة التابعة لوزارة التعليم العُمانية، عن تجربة عُمان في تدريب المعلمين لربط مقرّراتهم بالمواطَنة، واستشهد بالكثير من القصص الواقعية عن إمكانية ربط جميع المقرّرات بالمواطَنة أذكر لكم في هذا المجال "درس العواصف والأعاصير والتغيّرات الجوية"، يقول: في هذا الدرس سأل المدرّس الطلبة عن إعصار شاهين، وتحليلهم للتلاحم المجتمعي العُماني وقت هذا الإعصار، بل لم يكتفِ بالواقع المحلّي، وطلب منهم أن يتحدّثوا عن التفاعل الخليجي حول هذا الإعصار.وتحدثت د.سمية يوسف خبير في التنمية المستدامة من جامعة الخليج العربي عن أهمية ربط مقرّرات المواطَنة بالبيئة والاستدامة، وذكرت مثالاً رائعاً حدث في إحدى المدارس الخاصة في البحرين حيث قام الطلبة بصنع أكبر علم للبحرين من خلال إعادة التدوير. وطالب آخرون بأن ترتبط مقرّرات المواطَنة بالأخلاقيات و"السنع" الخليجي المُتعارَف عليه بل وتحدّث بعضُهم عن ضرورة إفراد كتب حول المواطَنة الاقتصادية. واستمرّ النقاش مُحتدماً حتى بدأت الأستاذة فاطمة سند بعرض التحوّل الرائع الذي طرأ على كتب المواطَنة في وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين، سواء باستخدام الصور والمسمّيات الوطنيّة، أو من خلال تقليل كمية المعلومات والاستعاضة عنها بمواد تصوّرية بتفعيل خاصية "الباركود" QR، وإدخال التقنية في المقرّرات، وتوظيف القصّة المحلية لتوصيل المعلومة. ليس هذا وحسب بل إنها عرضت لنا كتباً في المواطَنة الرقمية، وكتباً في المواطَنة البيئية، وكتباً في المواطَنة الاقتصادية. إن عرض الأستاذة فاطمة سند من وزارة التربية والتعليم جعلني أفخر كبحرينية بالجهود العظيمة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم في مجال إعادة مضامين كتب المواطَنة. رأيي المتواضعخلال ذات الندوة عرضت سلطنة عُمان تجربتها في مقرّرات المواطَنة، والجدير بالذكر أن سلطنة عُمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تملك دائرة خاصة "للمواطَنة" في وزارة التعليم تهدف إلى تطوير المعلمين والمقرّرات الخاصّة بالمواطَنة وتفعيلها من خلال العديد من المبادرات الرائعة.لعلّ ما شدّني في تجربة سلطنة عُمان هو إدراج وحدة "شخصيات عمانية" حيث احتوت كتب المواطَنة على قصص مُلهِمة قصيرة حول "شخصيات عمانية"، وفي رأيي المتواضع أن وجود تناول سِيَر بعض الشخصيات الوطنية من شأنه أن يخلق في نفوس أبنائنا "القُدوة الوطنية" ويعزّز لديهم الفخر والاعتزاز. كما أنني أُعجِبت جداً بسلسلة الأفلام الكرتونية "لوطني أنتمي" فالطفل في الحلقة التعليمية الأولى يتعلّم بشكل أسرع ويتفاعل مع أفلام الكارتون. وأُعجِبت كثيراً بتجربة اختيار تحدٍّ يواجه المجتمع العماني، وطرح حلول له من خلال مناقشته مع محافظ المنطقة، وفي رأيي المتواضع، أن هذه التجربة من شأنها أن تُشعِر الطالب بأهميةٍ في المجتمع، وتخلق منه مواطناً صالحاً، صاحب فكر تطويري لنماء المجتمع. وكم آمل أن نقتبس من تجربة سلطنة عُمان هذه الأفكار المميّزة ونضمّنها في كتب المواطَنة البحرينية، بالإضافة إلى أنني أقترح أن يكون لنا السَّبْق في إصدار مقرَّر حول "المواطنة الخليجية" بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج ينمّي في نفوس أبنائنا انتماءهم الخليجي.