من الجميل متابعة أخبار افتتاح مشروع جديد «صغير» أو «تراك» لشباب بحرينيين مبدعين في مجال أو صنعة جديدة أو قديمة مجددة بشكل مبتكر، فهذه متطلبات العصر الحديث وأفكار خارج «الصندوق» ومن يختزل نفسه داخله ينتهي لا محالة، فمتطلبات السوق وذائقة الجمهور متغيرة وبصورة جميلة ومخيفة في الوقت ذاته.
يومياً نتابع على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً لافتتاح مشاريع على الصعيد المحلي والخليجي لشباب بحرينيين وخليجيين، بأفكار مبتكرة ومبدعة تحت مسمى «الهبة»، فمرة هبة آيس كريم بنكهة ورق العنب، ومن يومين «الثوم»، وهبة حلويات لندن، والكوب الوردي، وطوابير على «تراك» للطعام، وآخر لكوب «الشاي» أو افتتاح مطعم جديد بطابع مختلف، وغيرها من اللقطات المنشورة لطوابير الانتظار في «السوشيل ميديا» على مدى 24 ساعة.
من الجميل متابعة افتتاح هذه المشاريع التي تبدأ صغيرة وبعضها يستمر في النجاح والتطور حتى ينتقل من مشروع «تراك» إلى حفل افتتاح مطعم أو محل وخلافه، ولكن المخيف تعثر العديد من تلك المشاريع بعد فترة بسيطة وانقطاع الزبائن عن «التراك» و«المحل» وتصبح المنطقة المحيطة به أرضاً خاوية من السيارات، ويقل تفاعل عدد المتابعين لصفحات تلك المشاريع على منصات التواصل الاجتماعي، فهي «هبة»، وانتهت.
«هبة» و«ترند» هي المصطلحات الترويجية التي يحرص المؤثرون على استخدامها في الترويج لمحل أو مطعم أو بضاعة معينة، مثلاً «هبة لندن» وصلت البحرين، هبة ورق العنب، ترند كوب معين، أو الملابس وغيرها من الإعلانات الترويجية التي ينشرها المؤثرون على صفحاتهم في «إنستغرام» و«تيك توك» يومياً، وهي مشاريع نسعد للإعلان عنها فهي تساهم في الحراك الاقتصادي والترويج عن مملكة البحرين سياحياً فبعض المشاريع كان لها أصداء خليجية وزوار خليجيون تحملوا عناء السفر والانتظار لساعات أمام الأتراك للحصول على كوب «آيس كريم»، وتخلق نوعاً من المنافسة، ونعلم أن الذائقة العامة للمستهلك متغيرة بصورة سريعة ولكنها تحتاج إلى وقفة ودراسة مستفيضة للموازنة بين أرباحها وخسارتها فبعضها يأتي بدعم مادي من الجهات المعنية، لتشجيع مثل هذه المشاريع الصغيرة، فهنالك العديد من المشاريع التي بدأت وانتهت سريعاً كونها « هبة» انتهى زمنها مع قدوم رياح «ترند آخر».