في مشهد صادم وثقته كاميرات الحاضرين، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لشاب يحترق حياً حتى الموت أمام الملأ داخل خيمته في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة، في صورة هزت مشاعر الكثيرين.
وفي المشاهد المصورة التي انتشرت بشكل واسع وأثارت تفاعلاً، يظهر الشاب الفلسطيني والنيران تأكل جسده داخل خيمته وهو حي، ويرفع يده محاولاً لربما الاستغاثة وسط ألسنة اللهب الشديدة التي التهمت كل ما حوله بالمنطقة، وسط عجز الحاضرين عن التقدم لمساعدته، وفي غياب لأي وسائل لإنقاذه، وذلك بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في ساحة المستشفى وسط قطاع غزة.
والشاب يدعى شعبان الدلو وعمره 20 عاماً يدرس في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وحافظاً للقرآن الكريم احترق حتى الموت برفقة والدته آلاء الدلو واثنين آخرين.
ويعيش شعبان في خيمة يؤوي عائلته المكونة من ٦ أشخاص بكُل ما أوتي من قوة في ظل انعدام مقومات الحياة.
سابع مرة
وأعلن الدفاع المدني أمس الاثنين أن الطيران الإسرائيلي قصف خيما للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) منددا بـ"محرقة جديدة" راح ضحيتها حتى الآن 4 شهداء وعشرات الجرحى.
كما أشار إلى أنها "سابع مرة" تتعرض هذه الخيم للقصف.
غير أن الجيش أعلن أنه نفذ ضربة على "مركز قيادة وتحكم موجود داخل مجمع كان يستخدم في السابق كمستشفى شهداء الأقصى".
وكشفت مقاطع مصورة بعد الغارة الإسرائيلية عددا من الخيام اشتعلت فيها النيران فيما حاول بعض الفلسطينيين بيأس إخمادها.
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفاً إنسانية مروعة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفر عن استشهاد 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في أثناء الأسر في غزة.
في المقابل، استشهد في غزة ما لا يقل عن 42344 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.