الرأي

رؤية جلالة الملك نحو مستقبل البحرين

في ظل المتغيرات العالمية والتحديات المحلية، تأتي كلمات جلالة الملك المعظم خلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب كمنارة هداية، تعكس التزام القيادة بترسيخ قيم الوطنية والتنمية المستدامة. لقد جاءت توجيهات جلالته لتسلّط الضوء على أهمية العمل الحكومي المتواصل، وتعزيز الهوية البحرينية، وتحقيق التوازن بين الانفتاح وحماية الأمن الوطني.

إن ثناء جلالته على الجهود الدؤوبة لفريق العمل الحكومي بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأهمية ضمان تقديم أجود الخدمات الحكومية ليس مجرد كلمات للتعبير عن التقدير للخدمات الحكومية فحسب، بل هو دعوة إلى المزيد من الجهد والعطاء، ويعكس رؤية جلالته لتحقيق الرفاهية للمواطنين.

تأصيل الهوية أمر بالغ الأهمية في عالم يتجه نحو العولمة، حيث يُعتبر الحفاظ على القيم والتراث الوطني أساساً لبناء مجتمع قوي ومتّحد وهو ما أكده جلالته من خلال تنفيذ دراسة متكاملة لقياس جاهزية المملكة في تأصيل الهوية البحرينية.

وفي إطار تعزيز الأمن والاستقرار، أكد جلالته على أهمية ضبط التوازن بين متطلبات الانفتاح والتجديد وحماية الأمن الوطني. هذا التوازن يُعدّ ضرورياً لمواجهة التحديات المعاصرة، ويعكس فهماً عميقاً لطبيعة العلاقات الدولية والمحلية.

ولعلّ من أهم المحاور المهمة في كلمة جلالة الملك المعظم الإشادة بالجهود المبذولة لرفع مستويات الأمن الغذائي والثروات الطبيعية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال؛ حيث إن استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذه المجالات يعزّز من قدرة البحرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي ويضمن استدامة الموارد.

جلالته لم يغفل أيضاً عن الإنجازات الرياضية، حيث نالت البحرين عدداً غير مسبوق من الميداليات الأولمبية. هذه الإنجازات لا تعكس فقط التقدّم الرياضي، بل تعكس أيضاً روح العزيمة والإصرار لدى الشباب البحريني، مما يعزّز من صورة البحرين على الساحة الدولية.

وعلى الصعيد الإقليمي، أكد جلالته على موقف البحرين الثابت والراسخ تجاه القضايا العربية وضرورة الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، واستئناف المساعي الدبلوماسية، وفض الاشتباك في لبنان، حيث تضرّرت أراضيها جرّاء النزاع المستمر، مما يستدعي تكاتف الجهود الدولية لإنهاء هذه الصراعات.

إن دعوة جلالة الملك المعظم لوحدة وتلاحم المجتمع البحريني ليست مجرّد كلمات، بل هي دعوة إلى العمل والتعاون والتلاحم، فالوحدة الوطنية تتجلّى أهميتها بشكل خاص في مواجهة الأزمات، وفي الأوقات الصعبة، يكون التلاحم المجتمعي درعاً واقياً في مواجهة التحديات.

كلمات جلالة الملك المعظم عبّرت بشكل دقيق عن رؤية شاملة لمستقبل البحرين، تتطلّب العمل بجد لتحقيق الأهداف الوطنية وتضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجهنا، لضمان استمرار تقدّم وازدهار البحرين.