سيد حسين القصاب
طرقات تغصّ بالحُفر وتنافس شرس على الباركات
«بنية تحتية تعاني وضعف في مستوى الخدمات، وطرقات تغصّ بالحُفر ما يؤدي لتخريب السيارات، إضافة إلى القمامة المنتشرة وتجمّع مياه الأمطار».. هذا بعض ما وصف به أصحاب محال ومواطنون حال منطقة الهملة التي تعاني على حدّ قولهم من عدم تعبيد الشوارع ما يؤثر على عمل «الكراجات» المنتشرة في المنطقة.
وقامت «الوطن» بزيارة للمنطقة، حيث أكد أصحاب محلات تجارية أن الشوارع غير المعبّدة وضعف البنية التحتية السبب الرئيس في انخفاض مستوى العمل، موضحين أن «الكثير من الزبائن يفضّلون عدم القدوم فور علمهم بمكان هذه المحلات التجارية، وخاصة أصحاب «الكراجات» الذين يعانون من عدم الإقبال على محلاتهم؛ بسبب خوف الكثير من الناس من الإضرار بسياراتهم».
وأضافوا أن هناك تزاحماً بين أصحاب محلات تصليح السيارات «الكراجات» والمحلات التجارية الأخرى على مواقف السيارات، في ظل معاناة المنطقة من شُحّ المواقف، فيما تبقى المشكلة الأكبر أن بعض السيارات تكون غير صالحة، ويتمّ إيقافها لمدة من الزمن دون تحريكها.
مطاعم تشكو ظلام الشوارع
وقال صاحب مطبخ الهيبة للولائم عبدالنبي إبراهيم إن «الجهات المعنية تفرض رسوماً على المستأجرين وأصحاب المحلات، ولكن دون توفير الخدمات العامة كالإنارة وتعبيد الطرق وتوفير دورات المياه، وأن الكثير من الزبائن يشتكون من عدم توفّر هذه الخدمات».
وأضاف أن الإيجارات مرتفعة جداً؛ مما يؤثر على المشاريع، حيث إن الإيجارات تصل إلى 700 دينار بعدما كانت 170 ديناراً شهرياً»، مشيراً إلى أن «رفع الإيجارات يجب أن يكون بحدود 10%، أما هذه الزيادة، فتُعدّ كبيرة على أصحاب المحلات، ما يؤدي إلى تقليص النفقات وعدد العمال، قبل أن يقول: «كان لديّ 8 عمال والآن تقلّص العدد إلى عامل واحد فقط».
الهملة باحة للسيارات المهجورة
وأشار عبدالنبي إلى أن العديد من محلات تصليح السيارات تأخذ سيارات أكثر من طاقتها الاستيعابية، وتستخدم مواقف غير مخصّصة لها، ما يؤدي إلى شُحٍّ في المواقف لمرتادي باقي المحلات الأخرى، مشيراً إلى وجود فئتين من السيارات، الأُولى التي يتمّ تصليحها وإزالتها، والثانية التي تكون مهجورة وموجودة منذ شهور، وقد تصل إلى سنين، دون تحريكها من قِبَل «الكراج» أو صاحبها، وأغلب هذه السيارات لا يُعرف لمن تعود ملكيتها.
بدوره، أكد أحد مرتادي مسجد المغفور له الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة أن «المصلين يعانون لإيجاد موقف لسياراتهم في مواقف المسجد، وذلك بسبب أن «الكراجات» تستولي على جميع مواقف المسجد»، مشيراً إلى أن هذا حقّ مرتادو المسجد، وليس لاستعماله لغرض تصليح السيارات أو إيقاف السيارات المهجورة.
وأكد أحد مرتادي المطاعم أن المنطقة تعاني من شُحٍّ بالمواقف، وذلك بسبب السيارات المهجورة، حيث أوضح أنه في كل مرّة يأتي يرى بعض السيارات نفسها موجودة دون إزالتها، أو يتمّ تغيير أماكنها، وأن الكثير من هذه السيارات لا يستفيد منها أحد، غير أنها تأخذ مساحة دون جدوى، وأنه في بعض الأحيان يفضّل الذهاب إلى مطاعم تكون في مناطق أبعد، ولكنها غير مزدحمة وبها شوارع معبّدة لا تضرّ بسيارته.
نفايات وأمطار
وتمتلئ منطقة الهملة بالنفايات المتراكمة، بحسب العديد من أصحاب محلات تصليح السيارات الذين قالوا إن «النظافة شبه معدومة في المنطقة، وذلك بسبب تجمّع النفايات في ظلّ عدم قدوم عمال النظافة سوى مرة واحدة في الأسبوع فقط»، مشيرين إلى أن «حاويات القمامة تفيض بالنفايات، ما يؤدي إلى رميها على الأرض وانتشار الأوساخ وتكاثر الحشرات والذباب في المنطقة، إضافة إلى أن حاويات القمامة دائماً ما تتحرّك من موقعها، ويضطر العمال إلى إرجاعها لموقعها الأصلي».
ولا يقتصر الأمر على أوساخ الحاويات، حيث تعاني منطقة الهملة، وفقاً للأهالي، من تجمّع مياه الأمطار في موسم الشتاء، كما يقول العامل الآسيوي محمد ناصر إن «مياه الأمطار تفيض وتدخل إلى المحلات التجارية».
وأوضح أنه في كل مرّة يهطل فيها المطر بغزارة يعاني من دخول الأمطار إلى «كراجه»، مما يؤدي إلى شَلّ العمل في المنطقة، وتكبّد خسائر مالية.
وأوضح صاحب «كراج» آخر أن بعض «الكراجات» تعاني فيضانات مياه المجاري، حيث إن الكثير منها من وقت إلى آخر تفيض لديها مياه الصرف الصحي، كما أن هنالك بعض «الكراجات» تخرج من أرضها مياه في حال أراد صاحبها حفر حُفرة للسيارات في محلّه.
إصلاح أم تخريب للسيارات؟
وذكر مواطن من مرتادي المنطقة أن منطقة «الكراجات» بالهملة المفروض أن تكون لتصليح السيارات، لكنها في الوقت نفسه أصبحت مكاناً لتخريب السيارات، جرّاء الشوارع غير المعبّدة والحُفر العميقة التي تؤدي لعَطَب في السيارات.
وأكد مواطن آخر أن مدخل المنطقة غير معبّد ومكُسّر بشكل كبير، حيث إنه في حال دخوله إلى المنطقة يحتاج إلى تخفيف السرعة بشكل كبير والدخول بتأنٍ، وذلك لتجنّب الوقوع في الحُفر العميقة، إلا أنه في بعض الأحيان من الصعب التخفيف؛ بسبب أن المدخل يقع على شارع عام، وأنه في بعض الأحيان لا توجد إمكانية لتخفيف السرعة بالشكل الذي يمكنه من تفادي الحُفر، خوفاً من السيارات المُسرعة من الخلف التي تشكّل خطراً.
وفي السّياق ذاته، أوضح صاحب محل التنين علي التنين أن الكثير من الزبائن يتخوّفون من القدوم إلى المحل فور عِلْمِهم بالموقع، وخاصةً السيارات الجديدة والرياضية، حيث إنه من المُمكن أن تتضرّر السيارات الجديدة بسبب الشوارع «المحفّرة»، ما ينتج عنه تكاليف مالية أكبر من الذهاب إلى الوكالة»، مبيناً أن الزبائن على حق في تخوفهم من القدوم في ظل الشوارع غير المعبّدة.
ومن منطلق تحمّل المسؤولية، ارتأى عددٌ من أصحاب المحلات التجارية ضرورة أن يقوموا بأنفسهم بإصلاح الشارع المحاذي لمحلاتهم على حسابهم الشخصي، ولكن المشكلة في وجود عدد كبير من السيارات المهجورة على الشارع ممّا يُعيق العمل.