الرأي

عُمان تتباهى بماضٍ عريق يعانق الحاضر من أجل المستقبل

تنفرد سلطنة عُمان بطبيعتها وتضاريسها الخلابة عن كثير من الدول، فهي تزخر بالجبال الشاهقة والأودية الكثيرة والشلالات الجميلة وعيون وشواطئ آسرة، وأشجار ونباتات ونخل باسقات على مد البصر، عمان لا تستقطب الزائر أو السائح لمرة واحدة، وإنما تأسره في كل مرة يزورها من جمال ما حباها الله من نِعَم كثيرة وطبيعة جميلة لا تتكرر مع طبيعة كثير من الدول خاصة الدول الأوروبية.

هي زيارتي الأولى لمسقط، ولن تكون الأخيرة – إن شاء الله، لأن مسقط بالفعل ساحرة بخصوصيتها وبجمالها وبالإبداع الإلهي الذي اتّسمت به، ما يميز مسقط، رغم أنها العاصمة ومدينة تتعدّد وتتنوع فيها الثقافات، أنها ما زالت تحافظ وتتمسّك بقوة على أصالتها وعراقتها، وهذا واضح في كل ما يدور في فلك مسقط.

التراث أولاً، يرسم المشهد الجميل في الحفاظ على الموروث الشعبي والعادات والتقاليد، بالرغم من الحداثة وما تجرّه من تقدّم وتطوّر وانفتاح، وهي أيضاً الأصالة المتجذرة في كيان عمان وأهل عمان لتتميز بكينونتها لتكون نادرة ومستحوذة في كل شيء، وعلى كل شيء.

دار الأوبرا السلطانية، على سبيل المثال لا الحصر، أول دار أوبرا في منطقة الخليج العربي، هي قطعة فنية من جمال التصميم الداخلي والعمران الحديث الممزوج بالأصالة العمانية، لا يشعر السائح، وهو يجول في وسط هذا المبنى الضخم بأنه بعيد عن عمان، بل تستحضره حواسه أنه في بلد احتفظ بمعايير جمال التصميم الداخلي الحديث بالعراقة العمانية، وهذا ما تمثله الهوية البحتة للبلد. ما تقوم به عمان في الحفاظ على التراث العماني ليس تسويقاً للتراث فقط، وإنما تعزيز في كل صغيرة وكبيرة للهوية العمانية الهوية المتجذرة في صلابة الجبال وانسيابية الشلالات وعمق البحار وطيات الأشجار، جميل أن تتقدّم الأمم وتتطور لتزدهر، ولكن من المهم أن تحافظ هذه الأمم على جذورها، وتتباهى بماضٍ عريق يعانق الحاضر من أجل المستقبل، وهذا ما تتميّز به سلطنة عمان، الهوية الوطنية حتى في أدق التفاصيل، وهذا واضح في المباني والواجهات السياحية والفنادق والمطاعم، وكل ما يجول على أرض السلام سلطنة عمان.

كلمة من القلب

جزيل الشكر والامتنان لوزارة التراث والسياحة العمانية على حفاوة الاستقبال وحُسن الضيافة، وعلى البرنامج الذي أعدّته للوفد الإعلامي من مختلف الدول العربية للسياحة في ربوع مسقط والتعرّف على أهم المناطق السياحية، مثل جامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية، والمتحف الوطني، وزيارة بيت الغشام، وقلعة نخل، وحصن الحزم، والكثير. تنظيم مميز لبلد كريم من أصله.