الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: كان مثالًا يُحتذى به في التفاني والأداء الدبلوماسي الرصين
السفير عبدالعزيز محمد العيد: كان حريصًا على أداء مهام عمله والقيام بمسؤولياته على أكمل وجه
السفير إبراهيم محمد المسلماني: كان نبراسًا للإنسانية، يبذل دون كلل، ويسعى دائمًا لخدمة الآخرين.
فقدت مملكة البحرين أحد رجالاتها الأوفياء المخلصين للقيادة الحكيمة والوطن الغالي، فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة، بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والتفاني في خدمة مملكة البحرين ورقيها وازدهارها، في مختلف المواقع والمسؤوليات الإدارية والرياضية والدبلوماسية التي أوكلت إليه، وأداها بكل كفاءة وجدارة.
شغل المرحوم الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، منصب سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية خلال السنوات (2011 - 2022)، وكان له دور محوري في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. فمن خلال جهوده الدبلوماسية المتواصلة، رحمه الله، ساهم في تعميق التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، مستندًا إلى الروابط التاريخية المشتركة وأواصر الأخوة الوطيدة التي تربط بين البلدين. وقد أسهمت جهوده رحمه الله، في تعزيز الشراكات في مجالات عدة مثل التجارة والاستثمار، والدفاع والأمن، بالإضافة إلى زيادة التنسيق الثنائي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يدعم مسيرة التكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد أعرب الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، عن صادق التعازي والمواساة للقيادة الحكيمة والعائلة الكريمة وأسرة وأبناء المرحوم الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة، سائلًا المولي العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويدخله فسيح جنانه، ويجزيه خير الجزاء لما قدمه من جليل الأعمال لخدمة مملكة البحرين، في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
وقال سعادة وزير الخارجية إن سنوات العمل في خدمة مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة جمعتني مع معاليه، رحمه الله، في العديد من مواقع العمل الوطني، من بينها عندما كان رحمه الله، محافظًا لمحافظة العاصمة، وكنت آنذاك رئيسًا للأمن العام في وزارة الداخلية، وجمعتنا مرة أخرى في عام 2011م عندما تولى منصب سفير مملكة البحرين في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتوليت أنا منصب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكانت لنا لقاءات ودية في مجلسه العامر بمقر سفارة المملكة في الرياض، وفي مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون. وجمعتنا أيضًا عندما توليت منصب وزير الخارجية بينما كان، رحمه الله، سفيرًا للمملكة لدى الرياض ولدى الجمهورية اليمنية وجمهورية جيبوتي، ومندوب مملكة البحرين لدى منظمة التعاون الإسلامي، حتى عام 2022م.
وقال سعادة وزير الخارجية إنه طوال تلك السنوات عرفت في معالي الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، مكارم أخلاقه العالية وطيب المعشر وكفاءته المشهودة في أداء المهام الموكلة إليه في مختلف المناصب التي تقلدها، ولمست بشكل مباشر حرصه الكبير واهتمامه بأن يخدم بلاده وقيادته بكل وفاء وإخلاص، وقد كان رحمه الله خير سفير لمملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية بدبلوماسيته الرصينة الفاعلة، وتواصله المستمر مع إخوانه وزملائه من أعضاء السلك الدبلوماسي من الدول الشقيقة والصديقة، وكان رحمه الله مهتمًا كثيرًا بتوطيد العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين، وبناء العلاقات الوثيقة مع القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية، وكان له، رحمه الله، دور مهم في متابعة تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم للتعاون المشترك المبرمة بين البلدين.
وتوجه سعادة وزير الخارجية بالدعاء إلى المولى العلي القدير أن يتغمد المرحوم الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة برحمته الواسعة ومغفرته، وأن يلهم العائلة الكريمة وأسرته وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
وقال سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية: إنه بقلوب مؤمنة بقضاء الله فقد تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، معالي السفير الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، محافظ محافظة العاصمة سابقًا، وسفير مملكة البحرين السابق لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، ببالغ الحزن والأسى، والذي جاور ربه، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات، حيث تقلد العديد من المناصب القيادية على المستويات الإدارية والدبلوماسية والرياضية، وكان نموذجًا مشرفًا وقدوة في النجاح، وكرس حياته لخدمة دينه ومليكه ووطنه.
واستذكر سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بمزيد من التقدير، جهود السفير الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة رحمه الله، في تعزيز مسيرة العلاقات الأخوية البحرينية – السعودية، عندما كان سفيرًا لمملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، خلال الفترة من 2011 وحتى 2022، فقد تمكن من ترك بصمات واضحة على هذا البنيان الشامخ والمتين من العلاقات بين البلدين الشقيقين، بفضل جهده الدؤوب ودوره الكبير، فكان مثالًا يحتذى في التفاني والأداء الدبلوماسي الرصين. كما كان على المستوى الشخصي رجلًا فاضلًا وكريمًا، دمث الخلق وطيب المعشر.
وقال سعادة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية إنه وإذ يشاطر الجميع مشاعرهم في هذا المصاب الفادح، فإنه يبتهل إلى المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، ويسكنه فسيح الجنان، وأن يلهمنا جميل الصبر والسلوان.
وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى القيادة الحكيمة حفظها الله، وأسرة الفقيد الغالي، وعموم أفراد العائلة المالكة الكريمة، بأحر التعازي وأصدق المواساة، داعيًا الله سبحانه أن يحفظ مملكة البحرين، قيادة وشعبًا، من كل سوء ومكروه.
من جانبه أعرب سعادة السفير عبدالعزيز محمد العيد، سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية التونسية، عن تعازيه ومواساته الحارة للعائلة الكريمة وأسرة المرحوم الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة رحمه الله . وقال إنني عملت مع المرحوم السفير الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، في سفارة مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة حوالي أربع سنوات، وكان خلالها مسؤولًا وأخًا وقريبًا من الجميع في فريق السفارة. لقد كان رحمه الله قمة في التواضع وكان لديه حرص كبير على أداء مهام عمله والقيام بمسؤولياته على أكمل وجه، ويسعى دائمًا لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأينما يتواجد رحمه الله كان لديه حضور بين الأشقاء في المملكة العربية السعودية ولا نسمع إلا الثناء عليه. ومن مآثره إنه يتحلى بجانب إنساني يشهد له الجميع فشمل بدعمه جميع المواطنين في المملكة العربية السعودية ،كان شديد الحرص على تقديم المساعدة والتسهيلات للمرضى.
ونسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة ويغفر له ويدخله فسيح جناته، وأن يجعل أعماله في ميزان حسناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال السفير إبراهيم محمد المسلماني، رئيس قطاع الخدمات القنصلية بوزارة الخارجية، إنه وبكل حزن وأسى، نودّع اليوم علمًا من أعلام الوطن، المرحوم الشيخ حمود بن عبد الله، الذي غادر دنيانا تاركًا وراءه أثرًا خالدًا في قلوبنا، وإرثًا من الخير والعطاء. لقد كان، رحمه الله، دبلوماسيًا متمكنًا، يحمل بين جنبيه حكمة العارف وبصيرة القائد، لا يعرف للتردد بابًا في العطاء، ولا يرى في طريق الخير حاجزًا أو حدودًا.
عرفته البحرين سفيرًا أمينًا، مخلصًا لوطنه، حيث كان لسانها الناطق بالحكمة في الرياض، وصوتها الرصين في منظمة التعاون الإسلامي، وممثلها المعتمد في جيبوتي واليمن. لقد كان لي الشرف أن أرافقه في رحلة العمل الدبلوماسي، حين كنت قنصلًا عامًا لمملكة البحرين في جدة. رأيت فيه الروح النقية، واليد التي لا تكلّ عن تقديم العون، كان نبراسًا ومدرسة في فنّ الدبلوماسية، لا يعجزه نسج خيوط المحبة بين الجميع ولا يعرف للعقبات سبيلًا.
كان المرحوم بالنسبة لي أخًا وصديقًا، ورجلًا لا يتوانى عن تقديم النصح والدعم. لم يكن فقط قائدًا في عمله، بل رمزًا للإنسانية، يبذل دون كلل، ويخوض معترك الحياة بابتسامة صافية وقلب مطمئن. كم حرص على راحة حجاج بيت الله الحرام ومعتمري مملكة البحرين، يتابع شؤونهم بنفسه، ويسعى لتسهيل أمورهم، وكأنما جعل ذلك واجبًا في حياته، لا يهدأ له بال حتى يطمئن على سلامتهم وراحتهم.
كان الشيخ حمود، رحمه الله، سفيرًا لقيمه النبيلة قبل أن يكون سفيرًا لوطنه. كانت حكمته وبعد نظره، وتفانيه في العمل، وتجربته العميقة في ميادين الدبلوماسية، تشهد له في كل موقف. كان رجلاً يجمع القلوب ويوحد الصفوف، مخلصًا في خدمته لوطنه ولشعبه، لا يعرف للتردد سبيلًا في الدفاع عن مصالح بلاده.
نسأل الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره نورًا، وراحةً، وطمأنينة. قلوبنا مع أهله وأحبائه، ندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يبقى ذكره حيًا في نفوسنا جميعًا، كما بقيت أفعاله الطيبة شاهدًا على إنسانيته.
سنفتقدك أيها الفقيد الغالي، لكنك ستبقى في قلوبنا، وستظل ابتسامتك الهادئة وحكمتك الصافية حية في ذاكرتنا، تحكي قصة رجل قدم الكثير لوطنه ولأمته.