الرأي

ندوة البحث عن الفقر في البحرين

أقامت إحدى الجمعيات ندوة بمناسبة اليوم العالمي للفقر، تحت عنوان: «الفقر في البحرين بين الواقع والأرقام» وجلبت فيها متحدثين لا أعلم عما كانوا يتحدثون، ولا أدري من اقترح عليهم مثل هذه الندوة وعنوانها الذي لا يمت للواقع بصلة.

.

خلال الندوة، تحدث أحد الحضور، وهو نقابي عمالي، عن «الفقر في البحرين» وأشار إلى أن هذه «مشكلة تحتاج إلى الاعتراف بها». وهذه الكلمات أثارت انتباهي، حيث تشير إلى أمرين: إما أن المتحدث منفصل عن الواقع البحريني، أو أنه يسعى لجذب جمهور «افتراضي غير موجود». فوفقاً لآخر تحليل إحصائي، يبلغ متوسط رواتب الذكور في القطاع العام 979 ديناراً وللإناث 911 ديناراً، وفي القطاع الخاص 905 دنانير للذكور و652 ديناراً للإناث.

.

وبذلك، يبلغ المتوسط السنوي 30 ألف دولار، بينما يصنف البنك الدولي من يحصلون على 14 ألف دولار سنوياً من أصحاب الدخل المرتفع، مما يضع البحرين في هذا التصنيف رغم أنها تتجاوز هذا الرقم بكثير.وما يثير الاستغراب في كلام الأخ النقابي هو أنه كان يرد على نفسه عندما ذكر أن «16783 أسرة تحصل على دعم الضمان الاجتماعي»، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات مالية وعينية. وبالتالي حتى لو افترضنا وجود «فقراء» في البحرين، فإن الدعم يأتي من مختلف الجهات الحكومية والمجتمع المدني.

.

وبدلاً من الحديث عن الفقر غير الموجود، كان من الأجدر أن يتناول المتحدثون مواضيع مثل البطالة والتوظيف ومخرجات التعليم، وغيرها من التحديات الحقيقية التي يواجهها مجتمعنا البحريني. خاصة وأن أحد المتحدثين يمثل صوتاً نقابياً، وينبغي عليه التركيز على قضايا العمال والمشكلات التي تواجههم، مثل تأثير التكنولوجيا على الوظائف، وغيرها من القضايا العمالية الأكثر أهمية.

.

أيها السادة المنتدون، كان حديثكم بعيداً عن الواقع ولا يعكس حقيقة الشعب البحريني الذي أنعم الله عليه بالخير مقارنةً بالعديد من الدول. فلماذا تترقبون أو تتحدثون عن الفقر في مجتمع لا يعاني منه؟. وأنتم استمتعتم بما لذ وطاب في ندوتكم، ثم عدتم إلى منازلكم الفاخرة، وكأنكم لم تتحدثوا عما لا تعيشونه.

.

الحمد لله على النعم التي أنعم بها علينا. لا تطلبوا الفقر، فهو يأتي بغتة دون أن تشعروا به، فكونوا رحيمين بشعب كريم لا يعرف التسول، وخير البحرين يصل إلى جميع أنحاء العالم، فلم تصب أي أمة بمصيبة إلا وكانت البحرين سباقة في تقديم العون والمساعدة لها.* قبطان - رئيس تحرير «ديلي تربيون» الإنجليزية