مع التفاعل الذي حققه الجزء الأول من هذه المقالة عبر العديد من الاتصالات من مجموعة من الزملاء والمختصين في القطاعين السياحي والطبي، والذين توافقوا معي في الكثير من النقاط التي طرحتها، حيث إن القطاع الصحي في المملكة، ورغم ما يزخر به من كوادر وطنية متميزة، إلا أنه لا يمكن أن ينافس بقوة في مجال السياحة العلاجية، والذي يتطلب أكثر من أطباء أكفاء وبعض مؤسسات طبية، هذا إذا استثنينا القطاع الحكومي، والذي هو بالأساس يعاني، ويعاني معه المواطن، تحت وطأة قلة الكوادر والمواعيد الفلكية.على العموم؛ قد يكون أحد أهم أسباب عدم القدرة على المنافسة مرتبطاً بالأسعار الخيالية للعديد من المؤسسات الصحية الخاصة، والتي يمكن أن تصنف درجة أولى وضمن المعايير السياحية، والتي قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف الأسعار في دول أخرى.سؤال أخير قبل أن أنهي الحديث في هذا الخصوص؛ ما الذي سيغري المواطن السعودي أو الإماراتي أو القطري، أو من أي جنسية أخرى، للحضور إلى البحرين للعلاج في ظل وجود منافسة قوية من حيث الجودة والخبرة والإمكانيات الطبية، في كثير من دول الجوار، إلى جانب رخص الأسعار وما تقدمه الشركات الطبية هناك من مميزات سياحية وجولات...السياحة التعليميةأتذكر أنه ومع بداية انطلاق الجامعات الخاصة في مملكة البحرين، فقد اعتمدها الكثير من الأشقاء في دول الخليج، حيث توافد آلاف الطلبة الخليجيين للدراسة في الجامعات الخاصة البحرينية، وهو ما كنا نلحظه وبشكل واضح في العديد من هذه المؤسسات.ومع تطور القوانين وافتتاح العديد من المؤسسات التعليمية الجامعية الخاصة والدولية في أغلب دول الخليج، بدأنا نلحظ تراجع وجود الطلبة الخليجيين في جامعاتنا الوطنية، والتي أصبحت اليوم تعتمد بالدرجة الأولى على الطلبة البحرينيين أو المقيمين، وهو ما ينفي وجود ما يسمى بالسياحة التعليمية في البحرين.وما ينطبق على القطاع الصحي ينطبق بكل تفاصيله على قطاع التعليم العالي، حيث انتشرت الجامعات الدولية في جميع دول المجلس، إلى جانب الجامعات الوطنية الحكومية والخاصة، ولم تعد الجامعات البحرينية مغرية للطلبة الخليجيين لترك عائلاتهم والالتحاق بجامعة بحرينية، مع وجود بدائل قوية، وربما أقل تكلفة.أتوقع كل ما سبق ينطبق على معظم جامعاتنا الوطنية، إلا إذا استثنينا جامعة الخليج العربي ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، واللذين يتميزان بمستويات علمية عالية إلى جانب وجود برامج علمية فريدة على مستوى المنطقة.البحرين بخير.. ولدينا من الإمكانيات السياحية ما يؤهلنا لنكون في الصدارة خليجياً، ولكن بشرط أن نركز على ما لدينا، من تاريخ وثقافة وتراث، ونعيد تسويقه بالشكل المطلوب، دون أن نشغل أنفسنا، ونضيع جهودنا بالدخول في منافسات نعلم أنها غير مجدية.وللحديث بقية..
الرأي
السياحة وأخواتها «2»
24 أكتوبر 2024