الرأي

حملة الرازجية: وفاء واعتزاز بالشهداء

مع انطلاق حملة يوم الشهيد لعام 2024، يتمنى كل بحريني محب لوطنه أن تُضاف قصص شهداء الواجب بأدق تفاصيلها إلى مناهج المدارس، حتى يتعرف الطلبة والأجيال القادمة على هذه القصص، ويشعروا بالفخر لما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات لحماية وطنهم الغالي. إن غرس هذه القصص في نفوسهم يجعلهم يدركون قيمة التضحية وعمق حب الوطن، ويمنحهم الفرصة لتقدير تاريخ بلادهم، وكيف أن هناك من ضحى بحياته ليبقى الوطن آمناً مستقراً.ينبغي أن تكون هذه المواد ليست مجرد معلومات تُدرس للحصول على الدرجات، بل أن تكون جزءاً أساسياً من بناء جيل وطني يضع البحرين نصب عينيه، بعيداً عن أي أيديولوجية أو فكر آخر. من الضروري أن تُدرّس قصص الشهداء بأدق تفاصيلها، بحيث تترسخ في ذهن الطالب وتغرس فيه شعور الولاء والانتماء للوطن، ويدرك من خلالها الجهود العظيمة التي بُذلت ليعيش الجميع في أمان.جنودنا البواسل من منتسبي قوة دفاع البحرين ورجال الأمن من منتسبي وزارة الداخلية واجهوا التحديات بشجاعة وبسالة في ميادين الدفاع عن الوطن، وكانوا صمام الأمان الذي تصدى لمختلف المخاطر التي واجهت المملكة، ليس فقط دفاعاً عن حدودها، بل أيضاً حمايةً لأمنها الداخلي، مما جعل البحرين واحة أمان واستقرار وسط ظروف إقليمية صعبة. إن هذه التضحيات يجب ألا تُنسى أو تُهمل، بل يجب أن تكون حاضرة في وعي كل طالب وطالبة، ليتعلموا من تاريخ شهداء الوطن دروساً في الشجاعة والإخلاص.ولا يقتصر دور نشر هذه القصص على المؤسسات التعليمية فقط، بل يمتد ليشمل دور الأسر في المنازل. فالأب والأم لهما دور كبير في غرس مشاعر الفخر والانتماء في نفوس أبنائهم من خلال الحديث عن بطولات الشهداء. يمكن لكل أم وأب أن يرووا لأبنائهم قصص الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم لحماية الوطن، مما يخلق رابطاً وجدانياً بين الأبناء وتاريخهم الوطني، ويجعلهم يدركون أن ما ينعمون به من أمان هو بفضل تضحيات أبطال قدموا كل ما لديهم.كما أن على أولياء الأمور تشجيع أبنائهم على المشاركة في حملة بيع «الرازجية»، باعتبارها فرصة حقيقية ليتعلموا معنى العمل التطوعي. فمشاركة الأبناء في مثل هذه الحملات تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية، وتُعرفهم عن قرب بقصص شهداء الواجب، لتصبح خطوة لبناء جيل واعٍ بتاريخه وفخور بوطنه.هذه المبادرة من الصندوق الملكي لشهداء الواجب، التي فتحت باب التطوع للمشاركة في بيع «وردة الشهيد» (الرازجية)، هي دعوة لكل بيت بحريني ليكون جزءاً من تكريم الشهداء. حين يرى الأبناء حرص آبائهم على المشاركة، وفخرهم ببيع وردة تخلد ذكرى الشهداء، سيشعرون بأهمية هذه المناسبة ويسعون للمساهمة فيها بكل جد وحماس.وعند الضغط على زر المشاركة في هذه الحملة، يجب أن يتذكر كل شخص أن هذه الضغطة ليست مجرد خطوة تقنية، بل هي اعتراف بما قدمه الشهداء لنا وإقرار بما ضحوا به من أجل أن نعيش في أمن وأمان. نتمنى أن نرى أكبر عدد من المتطوعين في هذه الحملة التي تبناها الصندوق الملكي لشهداء الواجب، ليظل إرث شهداء الواجب حياً في القلوب والعقول، ولتعبر هذه المشاركة عن وعي المجتمع ووفائه لمن ضحوا بأغلى ما لديهم في سبيل الوطن.