أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن وزارة الدفاع البريطانية كشفت عن جمع طائرات تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني صورًا وفيديوهات غير مقصودة خلال مهماتها فوق قطاع غزة، والتي قد تُظهر انتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي، ويمكن تسليمها إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طُلب ذلك.
وأضافت وزارة الدفاع أن الصور والفيديوهات قد تكون صالحة للاستخدام كأدلة ضد إسرائيل بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس تتزايد فيه الدعوات الدولية للتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب من قبل الأطراف المعنية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتقوم الطائرات غير المسلحة بمهمات شبه يومية فوق قطاع غزة، التي تمتد على 25 ميلاً، بهدف مساعدة إسرائيل في تحديد مواقع الرهائن الذين أسرهم حركة حماس قبل أكثر من عام.
وأكدت وزارة الدفاع أن أي صور أو فيديوهات يتم جمعها عن غير قصد، والتي قد تُظهر انتهاكات للقانون الدولي، يمكن تسليمها إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طُلب ذلك.
وقالت الصحيفة إن مهام المراقبة بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2023، عقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وعلى الرغم من عدم الكشف عن عدد الطائرات أو أنواعها، يُعتقد أن طائرة "Shadow R1"، التي تمتاز بأجهزة استشعار دقيقة، تعمل حاليًا في المنطقة.
وقال مصدر عسكري إن طائرة Shadow R1 لن تكون قادرة على مراقبة كل غزة، لكنها ستتمكن من تتبع الحركات على الأرض، بما في ذلك القوافل والشوارع وكتل المباني.
وأكد المصدر أن الحكومة البريطانية ستستجيب بشكل إيجابي لأي طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية للحصول على معلومات حول انتهاكات محتملة.
وفي الوقت نفسه، نفذت قوات سلاح الجو البريطاني أكثر من 250 مهمة استخباراتية ومراقبة بالقرب من غزة خلال الأشهر الستة الماضية، وسط تزايد التقارير عن ارتكاب فظائع في المنطقة؛ وزادت هذه الأنشطة الاستخباراتية من المخاوف بشأن ما إذا كانت القوات الجوية قد جمعت معلومات غير مقصودة تتعلق بجرائم الحرب المحتملة.
وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق عدد من القادة الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؛ كما تم توجيه أوامر اعتقال لقادة حماس، في حين تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية في غزة، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين.
وتشير تقارير إلى أن سلاح الجو البريطاني كان يحلق فوق غزة في اليوم الذي قُتل فيه 7 عمال إغاثة دوليين، مما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى التوترات القائمة.
وفي ضوء هذه الأحداث، أكدت وزارة الدفاع البريطانية التزامها بالتعاون مع التحقيقات الدولية، وذكرت أن أي طلب رسمي للمعلومات سيتم النظر فيه بجدية.