بعد مرور فترة زمنية كافية نستطيع أن نقول، إنه الحمد لله أن أثر تحرك الدولة ممثلةً بتحركات وزارة الداخلية عبر اللقاءات الشخصية مع الأهالي وأولياء الأمور، ومن ثم اللقاءات التي تمّت مع أصحاب الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي آتت أُكلُها وأثرها الإيجابي بتوقّف الفوضى في البحرين التي صاحبت الأحداث الإقليمية الأخيرة، وأعادت الهدوء والاستقرار للدولة والأمن والأمان لأهلها.
إذ نجحت الدولة بأن توصل رسالة مهمة جداً ربما غابت عن الكثير، وكان من الممكن أن تجرّ الناس إلى ما لا يحمد عقباه، وهي أنه في الوقت الذي تُهيِّج بها الشباب، وتخرج رافعاً حجارة على رجل أمن، أو تدعو لصدام مع رجال الأمن، كانت الدولة تفكّر في كيفية وضع خطط للطوارئ في حال الكوارث الناجمة عن تلك الأحداث -لا سمح الله-، وفي الوقت الذي كنت تبحث فيه عن حجارة لرمي رجال الأمن كان هو يبحث لك عن كيفية توفير مكان آمن لك ووسائل حماية لك لو حدث لا قدّر الله أمرٌ سيئ!
هذه المُفارقة التي كانت أشبه بماذا تفكر به الأم وبماذا يفكر به الابن العاق، آتت أُكُلها وأثرها الإيجابي، وأوضحت بأن الدولة لا تضرّها ولا تُعيقها تلك الفوضى التي يتسبّب بها بعض المغرّر بهم، ما ضرّها إن خرج خمسون أو ستون من الشباب لخلق حالة تصادم وفوضى، الدولة غير عاجزة عن ردعهم، إنما القصة الأساسية أنك ستَشغلُها عن أولوياتها التي تأتي على رأسها حمايتك وحماية ذويك!!
الأمر الثاني الذي غاب عن الأذهان، أن التعاطف مع ما يحدث لأهلنا في فلسطين ولبنان لا يتمّ عبر الصِّدام مع دولتك ورموزها، بل بالعكس الدولة وفّرت لك كل وسائل التعبير «المشروعة» لإبداء ذلك التعاطف، فلا حاجة لك للتصادم مع أمنها، أما الأمر الثالث الذي غاب عن الأذهان بأن رفع صور شخصيات وأعلام يصنّفها العالم على أنها إرهابية سواء في حساباتك على وسائل التواصل، أو من خلال صور لك في مسيرة، أو على سيارة، أو أو، سيكون بمثابة دليل دولي لا محلّي فقط على انتمائك للإرهاب وتشجيعك له، وذلك سيكون في سجلّك في جميع مطارات العالم، فهل فكّرت في ذلك السيناريو؟
هذه الرسائل الحميمية المهمّة التي نقلها معالي الوزير ورجاله لمن التقوا بهم، أثبتت أن الدولة ليست عدوتك، بل هي حضنك الذي يلمّك وقت الشدائد.
وأعتقد أن الجميع بات مقتنعاً بأن الدولة بكل أركانها، بدءاً من رأسها جلالة الملك المعظم حفظه الله وحكومته برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء، وبشعبه بكل أطيافه، يهدفون إلى حماية شبابنا من الانجرار إلى ما لا يحمد عقباه، والحفاظ عليهم من أجل أنفسهم أولاً، ومن أجل أهلهم وكذلك من أجل دولهم.
كما أعتقد أن زيارة معالي وزير الداخلية لأهالي الدراز قبل عدة أسابيع استطاعت أن توضّح ما تفكر به «الدولة» ونجحت في إيصال حقيقة مكانة شباب الوطن في قلب أركان هذه الدولة، وأن الأمر ليس صداماً أو صراعاً بين الشباب وبين الدولة، بل هي رغبة حقيقية في احتضانهم مهما رفضوا هم ذلك ورغم ظنونهم بأن هناك (عداوة) بينهم وبين الدولة كما تحاول الأطراف الخارجية إقناعهم.
أما العوامل الخارجية التي ساهمت في خفض وتيرة الفوضى، هي الرؤية بالعين المجرّدة إلى مآلات من راهن على إيران، وعلى حمايتها له بدلاً من الدولة، أين هم الآن، وأين هم شبابنا حين التفتوا لدراستهم ولأعمالهم داخل دولتهم التي وفّرت لهم الأمن وبيئة آمنة لتعليمهم وعلاجهم وسكنهم وعملهم وكافة حقوقهم.
اللهم اهدنا فيمن هديت واحفظ شباب البحرين للبحرين.