اجتمع معالي رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد بوفد من الصندوق السعودي للتنمية للوقوف على المراحل النهائية لمشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، أحد أكبر المشاريع الصحية الأكاديمية في المنطقة، والتابعة لجامعة الخليج العربي. وقد حضر الاجتماع ممثلو شركة سعود كونسلت، الشركة الهندسية الاستشارية للمشروع، إلى جانب شركة الفوزان، المقاول الرئيسي للمشروع، حيث هدف الاجتماع إلى التأكيد على تنسيق الجهود بين الأطراف المختلفة لضمان إنجاز المشروع في الوقت المحدد ووفق أعلى معايير الجودة.
تبع الاجتماع جولة قام بها معالي رئيس الجامعة برفقة وفد الصندوق السعودي للتنمية في مباني المدينة الطبية، حيث تم تفقد كافة المنشآت والاطلاع على التجهيزات والتقنيات الحديثة التي تتوافق مع المتطلبات الدولية، مما يضع المدينة الطبية في مصاف المؤسسات الطبية الرائدة في المنطقة. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تلبية احتياجات قطاع الصحة والتعليم الطبي في البحرين ودول الخليج، عبر تقديم خدمات طبية وتعليمية متطورة، فضلاً عن توفير بيئة تدريبية عملية للطلاب، بما يعزز من مهاراتهم التقنية والطبية.
إلى ذلك يأتي مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية مجسداً لعمق العلاقة بين القيادتين والشعبين في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. حيث وجّه المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه بتخصيص مبلغ مليار ريال سعودي لبناء مدينة طبية لجامعة الخليج العربي لخدمة شعب مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي. وفي المقابل، أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، بتخصيص أرض تبلغ مساحتها كيلومتر مربع جنوب البحرين لإقامة المشروع.
يتضمن التصميم ثلاثة مبانٍ منفصلة متصلة بواسطة ممرات، ويشمل الأول مبنى للطوارئ والتصوير في الطابق الأرضي، والعيادات ومكاتب الأطباء في الطوابق الثلاثة العليا، في حين يضم المبنى الثاني مخزنًا وإمدادات تعقيم مركزية ومشرحة وصيدلية مركزية ومطبخًا رئيسيًا في الطابق الأرضي، بينما يضم الطابقان العلويان المركز الأكاديمي والكافتيريا والمكاتب الإدارية وغرف العمليات والمختبرات السريرية.
أما المبنى الثالث والأكبر فهو عبارة عن برج مكون من ثمانية طوابق يضم 274 غرفة فردية مقسمة إلى مختلف التخصصات في طوابق منفصلة، حيث يشغل الطابق الأرضي مركز إعادة التأهيل، ومركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومكاتب السلامة والأمن، وجناح الولادة.
هذا وسيغطي المستشفى جميع التخصصات الأربعة الرئيسية وهي الطب الباطني، وطب الأطفال، والجراحة، وأمراض النساء والولادة، إضافة إلى جميع تخصصاتها الفرعية الرئيسية. ويضم المستشفى 37 سريرًا للعناية المركزة، و40 غرفة عزل، ويحتوي أيضًا على 12 سريرًا لعلاج السمنة وجناحين ملكيين و10 أجنحة لكبار الشخصيات.
تم تصميم المستشفى ليكون مستشفى تعليميًا به غرف في كل طابق مخصصة لعمل الطلبة، بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات، وقد تم تصميمه كذلك ليكون رقميًا بالكامل، حيث تتحدث جميع الأجهزة مع بعضها البعض. كما يعد مستشفى الملك عبد الله الجامعي أكثر من مجرد مستشفى عادي، وذلك من خلال الجمع بين الرعاية السريرية والتعليم الطبي والبحث العلمي لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتجددة للمرضى، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الطبية.
وتنظرُ جامعة الخليج العربي إلى مستشفى الملك عبد الله بن عبد العزيز التعليمي بوصفه نموذجًا يحتذى به في مجال الرعاية الصحية المبتكرة والتدريب والأبحاث التحويلية، وتأمل أن يصبح مركزًا طبيًا أكاديميًا رائدًا في منطقة الشرق الأوسط.