ظاهرة العنف ضد المرأة تظلّ واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات في كل العصور القديمة والحديثة، ومع انتشار وسائل الإعلام الرقمي، فإن هذه الظاهرة أصبحت أكثر وضوحاً وانتشاراً بشكل أكبر بين مختلف الشعوب ولم تعد ظاهرة كامنة وخفية كما السابق في كثير من الحالات، هذا ما يستدعي تعزيز التوعية والتثقيف حول قضايا العنف ضد المرأة وتشجيع النقاش العام حولها في ظل انتشار وسائل الإعلام الرقمي المتعدد، حيث تلعب هذه الوسائل دوراً حيوياً في رفع الوعي حول العنف ضد المرأة وكذلك في توجيه الضوء على الحالات والقصص التي قد تمر مراراً وتكراراً دون أن تحظى بالانتباه الكافي حول هذه الظاهرة وأهم ملابساتها. فوسائل التواصل الرقمي تشكل بيئة مهمة لنشر الوعي وإبراز هذه الظاهرة بشكل مفصل، بل تشجع البيئة الرقمية كافة الناس في البحث عن حلول جادة وواضحة في دعم النساء اللواتي يعانين من العنف سواء العنف الأُسري أو العنف في مكان العمل أو العنف المجتمعي، فمن الضروري أن يعمل المجتمع بأسره على تغيير المفاهيم الخاطئة وتعزيز قيم المساواة واحترام حقوق الإنسان لدى الجميع، بغض النظر عن جنسهم أو عن أي خلفيات أخرى، فرغبة المجتمع في تحقيق المزيد من الحرية ساهمت بأن تتناول وسائل التواصل الرقمي في إظهار ومناقشة ظاهرة العنف ضد المرأة والكثير من قضاياها بعد أن كان الخوف والخجل والفضيحة من أسباب عدم الإفصاح عن ذلك، كما أن الدراسات العلمية والكتابات عن قضايا العنف دفعت في البحث عن دراستها من كافة أبعادها وإبقاء الأضواء مسلّطة عليها بشكل مستمر خاصة مع انتشار وسائل الإعلام الرقمي. ومن هذا المنطلق على السلطات والمشرعين والمنظمات الحكومية والمدنية أن تعمل على وضع سياسات وبرامج فعّالة للوقاية من العنف ضد المرأة وتثقيف المجتمع عن هذه الظاهرة وما تترتب عليها من مخاطر وسلبيات على المرأة المعنفة والاستفادة من وسائل الإعلام الرقمي في توصيل صوت المجتمع والمتضررين من العنف للسطح، وعليه يجب أن يعي المجتمع بأن العنف ضد المرأة ليس مسألة فردية، بل هو أمر يتعلق بالمجتمع بأسره، ومن خلال التعاون والجهود المشتركة، يمكننا تحقيق تقدم حقيقي نحو إنهاء هذه الظاهرة المدمرة وبناء مجتمع أكثر عدالة وسلاماً للجميع.
Opinion
الاستفادة من الإعلام الرقمي في تناول قضايا المرأة
03 نوفمبر 2024