أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن ميزانيتها لعام 2025، ووصفت بأنها «ميزانية حرب»، وفي المقابل أعلن البنتاغون بعد يوم من الإعلان الإسرائيلي زيادة الأصول البحرية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ومنها قاذفات 52، كما قامت الحكومة الأمريكية كذلك بأخذ قروض تقدر بنصف تريليون دولار في الشهر الماضي ليلامس الدين العام الأمريكي 36 تريليون دولار، ويعتبر هو الأعلى تاريخياً، أضف إلى ذلك فإن إيران ستقوم زيادة الميزانية الدفاعية لها ثلاثة أضعاف حسب ما أعلن في وسائل الإعلام المحلية، إذاً أين نحن من كل ذلك؟.
في مقال سابق ذكرت أن حكومات العالم، ومنها أمريكا قد قامت بزيادة إنفاقها العسكري بطريقة كبيرة ومبالغ فيها مقارنة بالأعوام أو بالأحرى بالحروب الماضية، وكأن هناك تقديرات بتصعيد كبير على عدة جبهات، ولكن حينها لم تكن إيران أو إسرائيل في مواجهات مباشرة، إلا أن الأمر بدأ يتضح شيئاً فشيئاً بأننا مقبلون على مرحلة حرب متعددة الجبهات.
بمعنى أن تقديرات الميزانيات هي أحد المؤشرات التي يمكن استشراق المستقبل أو نوايا الدول، فمع كل هذا الكم من المعلومات في وسائل الإعلام وما تعلنه الحكومة الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية، فنحن أمام منعطف خطير بالمنطقة، أو ما يمكن وصفه بأن طهران وتل أبيب وواشنطن يعلنون الحرب الإقليمية بصورة غير مباشرة.
وبالتالي، فإن دول منطقة في الشرق الأوسط، يجب أن تضع ضمن أولوياتها الحالية هي زيادة الميزانيات الدفاعية بصورة تتناسب مع إعلان إيران وإسرائيل وأمريكا، وهذا لا يعني الاستسلام من الناحية الدبلوماسية في احتواء أي تصعيد على جبهة المسارح سواء في غزة أو لبنان أو سوريا وحتى إيران، لأنه أفضل وسيلة لضمان عدم الانجرار إلى الحرب إلى إيجاد مسارات سلمية من دون طلقة رصاص واحد لتجنب الحرب.
خلاصة الموضوع، أن ما ينشر في وسائل الإعلام والتحركات الميدانية العسكرية يحتمل أمرين الأول هو أن كل ذلك جزء من الحرب النفسية التي يمارسها أطراف الصراع، أو أنها إعلان رسمي بأن الشرق الأوسط مقبل على حرب إقليمية وهي رسالة لدول المنطقة وشعوبها بأن تستعد لها، وقد تذهب إلى ما هو أبعد إلى حرب يجتمع عليها الدول الكبرى لتكون حرباً عالمية.