عواصم - (وكالات): قال مسؤول كبير في المعارضة السورية الرئيسة إن أول محاولة مهمة لوقف القتال بعد 5 سنوات من الحرب تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الرئيس بشار الأسد، فيما قصفت القوات التركية مواقع لتنظيم الدولة «داعش» في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في حين باشرت الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الأعمال العدائية صامداً رغم بعض الأحداث المتفرقة في يومه الثالث، بينما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد.من ناحية أخرى، عثر مقاتلو «حزب الله» الشيعي اللبناني على جثة قائد القوات الخاصة في الحزب علي فياض «علاء البوسني»، بعد أيام من البحث عنه إثر الاشتباك الذي وقع في منطقة خناصر، وعدم العثور على جثته بعد انتهاء المعركة.كما تم العثور على مقاتلين كانا معه خلال الاشتباك في خناصر وتم نقل الجثامين إلى لبنان أمس. وأعطى رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام أسعد الزعبي تقييماً متشائماً للهدنة. وقال الزعبي لقناة العربية الحدث التلفزيونية «نحن لسنا أمام خرق للهدنة، نحن أمام إلغاء كامل للهدنة». وأضاف الزعبي «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات، عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام». وقال «لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة».وعلى المستوى الدبلوماسي تواصلت الاتصالات لتعزيز وقف إطلاق النار، وتقرر عقد اجتماع في جنيف لمجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار، خصوصاً أن فرنسا طالبت بعقده «بدون إبطاء» إثر معلومات عن استمرار الغارات، حسب قول وزير الخارجية جان مارك ايرولت. وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «أن 10 شاحنات من أصل 51 شاحنة» دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. وأشارت إلى أن الشاحنات «محملة بمواد غير غذائية من أغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومساحيق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين» في الأمم المتحدة. ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات إلى المدينة. وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع عام 2013. وتم منذ عام تقريباً التوصل إلى هدنة فيها. لكن الأمم المتحدة اعادت تصنيفها بـ»المحاصرة» الشهر الماضي بعد تشديد الجيش الحصار ووفاة 8 أشخاص جراء نقص في الرعاية الطبية. وهي القافلة الأولى التي يتم إدخالها من الأمم المتحدة إلى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب»، مضيفاً أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف». وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة أما من قوات النظام وأما من فصائل مقاتلة معارضة له. وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه جمع مبالغ مالية «غير مسبوقة» تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق ومصر والتي أصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة. ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.وفي جنيف، تعقد مجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار اجتماعاً لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، وفق ما أعلن دبلوماسي غربي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً رغم اننا سجلنا بعض الحوادث». وذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وفي ابيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أن وقف إطلاق النار سارٍ على ثلث الأراضي السورية وآمل أن يتوسع ليشمل كافة الأراضي السورية»، مضيفاً «للأسف تتواصل الهجمات كل يوم». وتبدي كل من موسكو وواشنطن تفاؤلاً حذراً إزاء استمرار الهدنة. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن «الإجراءات الأساسية قد اتخذت والعملية لا تزال جارية»، موضحاً في الوقت ذاته «أننا نعلم مسبقاً أن ذلك لن يكون سهلاً». وأبدى مسؤول أمريكي تفاؤلاً نسبياً باستمرار تطبيق وقف إطلاق النار. وانعكس سريان الهدنة انخفاضاً في حصيلة القتلى اليومية، إذ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 40 شخصاً من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والأحد في المناطق الخارجة عن سيطرة «داعش» في سوريا، من دون إحصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصاً الجمعة، عشية بدء تطبيق الاتفاق. وفي تطور اخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد. وفي مقابلة في سبتمبر الماضي لم يستبعد الرئيس بشار الأسد فكرة النظام الاتحادي لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون نتيجة لحوار بين السوريين واستفتاء لإدخال التعديلات اللازمة على الدستور. وقال ريابكوف إن موسكو لن تعترض أيضاً على «أي نموذج آخر لسوريا شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سوريا».