بن قردان - (وكالات): شهدت تونس أمس هجمات إرهابية دامية وأعمال عنف غير مسبوقة تسببت بمقتل 54 شخصاً بين متطرفين وعناصر أمن ومدنيين، بعدما هاجمت «مجموعات إرهابية» ثكنة عسكرية ومركزيْ أمن بمدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في بيان مشترك مقتل 28 متطرفاً و9 عناصر أمن وجندي واحد و7 مدنيين في المواجهات بين قوات الأمن والجيش من جهة و»مجموعات إرهابية مسلحة» نفذت هجمات «متزامنة» على ثكنة للجيش ومديريتين للدرك والشرطة.وقالت الوزارتان «تمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية، من القضاء، في حصيلة أولية، على 28 إرهابياً والقبض على 7 آخرين». وأضافتا «سجل استشهاد 7 مدنيين (..) و6 عناصر حرس وطني «درك» وإصابة عنصر آخر، واستشهاد عنصري أمن وطني «شرطة» وإصابة 3 آخرين. وفي وحدات الجيش، استشهد عسكري وأصيب 4 آخرون إصابات خفيفة. كما استشهد عنصر من الجمارك وأصيب آخر».وفي تعليقه على الهجوم، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح نقله التلفزيون الرسمي «هذا هجوم غير مسبوق ومنظم ومنسق، وكان المتطرفون يقصدون منه، ربما السيطرة على الأوضاع في هذه المنطقة والإعلان عن ولاية جديدة». وأضاف أن عناصر قوات الأمن والجيش «كانوا يترقبون عملية مثل هذه، ربما ليس بمثل هذه الأهمية لكنهم كانوا يترقبونها». وقال إن المواطنين «الآن في حالة حرب ضد هذه الهمجية والجرذان الذين سنقضي عليهم (...) نهائياً». وقررت وزارة الداخلية فرض حظر تجول ليلي في مدينة بن قردان التي يقطنها نحو 60 ألف شخص. وحذرت الوزارة من أن «كل مخالفة لهذا القرار تعرّض مرتكبها إلى الخطر والتبعات القانونية».وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية أن وحدات عسكرية وأمنية تقوم بتمشيط كامل منطقة بن قردان «لمطاردة وتعقب ما تبقى من عناصر المجموعات الإرهابية، مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة وتكثيف الطلعات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة - وازن». ودعت الوزارتان كافة سكان المدينة إلى «ملازمة المنازل والحذر والهدوء» وإلى «الإبلاغ عن أي تحركات لمشبوهين». وأغلقت المدارس والإدارات العامة في بن قردان بحسب شهود عيان. وقالت مصادر إن قوات الأمن تقوم بدوريات في شوارع المدينة وتدعو عبر مكبرات صوت المواطنين إلى البقاء في منازلهم، في حين تمركز عناصر من الجيش على أسطح منازل. وكلف رئيس الحكومة الحبيب الصيد وزيري الدفاع والداخلية بالتوجه إلى بن قردان لمتابعة الوضع والعمليات العسكرية والأمنية في المكان» وفق بيان لرئاسة الحكومة. وأمر الصيد بـ «القيام بتمشيط شامل ودقيق لكامل المناطق الجنوبية» و»تكثيف الدوريات البرية والجوية». والأربعاء الماضي، قتلت وحدات مشتركة من الجيش والأمن خمسة متطرفين مسلحين برشاشات كلاشنيكوف، تسللوا من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وتحصنوا بمنزل في بن قردان اقتحمته قوات الأمن والجيش. وذكرت وزارة الداخلية أن القتلى الخمسة وبينهم 4 تونسيين ينتمون إلى «مجموعة إرهابية» خططت لتنفيذ «عمليات إرهابية»، لافتة إلى أن بقية عناصر المجموعة هربوا في «اتجاهات مختلفة» بواسطة سيارات. وقد أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن «تواصل تدهور الأوضاع في ليبيا يمثل تهديداً مباشراً لتونس التي تعد أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة في هذا البلد». ومؤخراً قتل 50 شخصاً في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية على مقر لتنظيم الدولة «داعش» في صبراتة بليبيا، استهدفت مسؤولاً ميدانياً تونسياً في التنظيم المتطرف. وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الغارة حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم المتطرف يعد على الأرجح لتنفيذه في تونس. وبحسب السلطات التونسية فإن منفذي 3 هجمات دامية أسفرت عن مقتل 59 سائحاً أجنبياً و13 عنصر أمن في تونس عام 2015 نفذها تونسيون تلقوا تدريبات في معسكرات متطرفين بليبيا. وتقول مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً التحقوا بالمتطرفين في الخارج خاصة في سوريا والعراق وليبيا. وأضافت المجموعة أن العدد هو «ضمن الأكبر بين الذين يتوجهون إلى الخارج للمشاركة في نزاعات».