الرياض - (وكالات): عقد رؤساء أركان جيوش 39 دولة أعضاء في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب الذي أعلنت السعودية تشكيله مطلع العام الحالي، أول اجتماع لهم في الرياض أمس للاتفاق على آليات العمل، فيما أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري أن «دول التحالف رسمت استراتيجية من 4 محاور لمكافحة الإرهاب وعمليات التحالف ستكون في إطار الشرعية الدولية»، مضيفاً أن «التحالف اليوم يأتي مكملاً للجهود التي سبق أن اعتمدت»، في إشارة إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي يسيطر على مساحات من سوريا والعراق، لافتاً إلى أن «التحالف الإسلامي اليوم يضم دولاً هي نفس الدول المتواجدة في التحالف الدولي لمحاربة «داعش». وقال عسيري في مؤتمر صحافي في الرياض إن «الدول المشاركة ستتولى تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتحارب الإرهاب من خلال 4 محاور، هي، إضافة إلى الجانب العسكري، الجانب الفكري والإعلامي ومكافحة مصادر تمويله»، مؤكداً أن «التحالف لن يشكل قوات عسكرية مشتركة»، مشدداً على أن «التحالف ينظر للإرهاب بشكل عام، بدلاً من التركيز على التنظيم المتطرف وحده».وأضاف عسيري أن «اجتماع رؤساء الأركان دول التحالف، التي وصل عددها إلى 39 دولة، هو توطئة لاجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي». وتابع أن «دول التحالف ستعمل على تجفيف منابع الإرهاب ومصادره، ونحن في مرحلة وضع الأسس الأولى، لم تبحث تفاصيل محددة»، مضيفاً أن «الرياض قدمت مبنى لمركز تنسيق نشاطات التحالف ووفرت ميزانيته التشغيلية حتى يكون المركز عاملاً منذ اليوم الأول، ووضعت الهياكل التنظيمية والآليات التي أقرت من خلال رؤساء الأركان». وبحسب عسيري، «لن ينطلق عمل المركز رسمياً قبل اجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي، من المقرر عقده في القريب العاجل». وفي حين أكد عسيري أن «اي تحرك للتحالف لم يبحث بعد»، شدد على أن «أي خطوة في هذا السياق ستكون وفقاً للشرعية الدولية وضمن قرارات الأمم المتحدة وضمن الأعراف والمواثيق المعمول بها». وأضاف «لا يوجد جانب إلزامي وبالتالي لا يوجد نوع من اتخاذ القرارات بالتصويت أو ما شابه».وعرضت السعودية، التي استضافت الاجتماع، على الدول الحليفة إنشاء مركز متخصص لمحاربة الإرهاب فكرياً، تحت مظلة وزارة الدفاع السعودية تحت اسم «مركز الحرب الفكرية». وكان التحالف قد باشر عمله عبر إنشاء «مركز التحالف الإسلامي العسكري» في الرياض، بهدف لتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي.وتعمل 39 دولة عربية وإسلامية، بقيادة السعودية، على وضع اللبنات الأساسية للتصدي للإرهاب، في إطار «التحالف الإسلامي العسكري»، الذي سيحارب التشدد عسكرياً وفكرياً ومالياً وإعلامياً. ولتوضيح هوية التحالف، قال عسيري إن «التحالف لا يقود قوات منظمة تعمل تحت قيادته»، معتبراً أن «الهدف الاستراتيجي للتحالف هو تنسيق وتوحيد الجهود كي لا تعمل كل دولة بمفردها للتخلص من الآفات التي تتعرض لها». وأضاف أن «السعودية شاركت دول التحالف بشأن سبل تتبع مصادر تمويل المنظمات الإرهابية وأنها أنشأت قبل فترة مركزا لتنسيق عمليات التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب». ولفت عسيري إلى أن «الحالة السورية ستبحث لاحقاً في اجتماعات التحالف للنظر في سبل التحرك، وأن اجتماع الأمس لم يبحث موضوع «حزب الله» وتصنيفه كمنظمة إرهابية». وفي الوقت الذي حذر فيه عسيري من أن تهديد «الإرهاب» قد يقضي على مكونات الدول مثلما حدث في العراق، فقد خص تنظيم الدولة بقوله إنه يعمل على تجنيد العرب والمسلمين «لوضعهم أمام مواجهة مع العالم». والتقى ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان رؤساء أركان جيوش دول التحالف الإسلامي بعد اجتماعهم الأول في الرياض.وخلال الاجتماع كشف رئيس الأركان السعودي، الفريق أول عبدالرحمن صالح البنيان، عن ركائز عمل التحالف الإسلامي، مشدداً على ضرورة أن تبذل الدول الإسلامية جهداً واضحاً وفعالاً ضمن الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، كما أكد البنيان أن دراسة ومحاربة الفكر المتطرف ستكون من صميم عمل مركز التحالف الإسلامي، وذلك إلى جانب مواجهة الإعلام الإرهابي التابع للجماعات المتطرفة.أما عن أول إنجازات التحالف فكانت أكبر مناورات عسكرية في المنطقة وهي «رعد الشمال»، التي انطلقت في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن شمال المملكة، في 27 فبراير الماضي، واختتمت في 10 مارس الحالي، بمشاركة قوات من 20 دولة. ويضم التحالف السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب واليمن والسودان وليبيا وفلسطين وباكستان وبنغلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوجو وتونس وجيبوتي والسنغال وسيراليون والصومال والجابون وغينيا وجزر القمر وساحل العاج والمالديف ومالي وماليزيا وموريتانيا والنيجر ونيجيريا.وكان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أعلن في ديسمبر الماضي قيام التحالف الإسلامي العسكري، بمشاركة 34 دولة ارتفعوا في وقت لاحق إلى 39، وفقاً لتصريحات عسيري قبل أيام. ويتخذ التحالف من الرياض مركزاً للقيادة والتنسيق.