عواصم - (وكالات): يدخل وقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ منتصف ليل غد الأحد بدفع من الأمم المتحدة التي تريد الاستفادة من مؤشرات التهدئة لإرساء أسس تسوية في محادثات السلام التي تبدأ في الكويت في 18 أبريل الحالي. ويرى خبراء أن وقف إطلاق النار هذا يتمتع بفرص أكبر للصمود من التجارب السابقة، إذ تسبق دخوله حيز التنفيذ تهدئة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية.وقبل يومين من الهدنة، قتل 12 مسلحاً في مواجهات بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين في محافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية. وبينما أعلن مسؤولون سعوديون وجود وفد من الحوثيين في الرياض، تحدث الناطق باسم المتمردين محمد عبد السلام عن «اتفاق حول مواصلة التهدئة على الحدود ووقف العمليات العسكرية في بعض محافظات اليمن». وقال عبد السلام إن اتفاق وقف إطلاق النار «يمكن أن يفضي إلى وقف كامل للعمليات العسكرية وفتح آفاق للحوار اليمني في الكويت». وأكدت الرئاسة اليمنية «رغبتها الجدية في صنع السلام»، وذلك لدى الإعلان عن وصول ممثلين عن لجنة شكلتها الأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار المقبل. وكان الناطق باسم التحالف العميد الركن احمد العسيري أعلن قرب «انتهاء العمليات العسكرية الكبرى» في اليمن. ورحبت الولايات المتحدة بهذه المبادرة.وتمكنت القوات الموالية للشرعية الصيف الماضي من السيطرة على 5 محافظات جنوبية، لكنها تواجه صعوبة في إحلال الأمن فيها خصوصاً مع تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة. أما الحوثيون الذين خسروا مناطق، فمازالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال البلاد وغربها. وقال مدير معهد الشرق الأوسط والخليج للأبحاث العسكرية رياض قهوجي إن «بذهابهم للتفاوض في الرياض، اختار الحوثيون تسوية أحادية تستبعد حليفهم علي عبد الله صالح». لكن تهميش صالح الذي مازال يتمتع بنفوذ كبير في بلاد قادها حوالى 30 عاماً، يمكن أن يرضي معسكر الشرعية.من ناحية أخرى، أعلنت مصادر محلية أن جماعات مسلحة يعتقد أنها تنتمي لتنظيم القاعدة أطلقت صواريخ كاتيوشا على الأطراف الشمالية لمدينة عدن جنوب اليمن، بينما استعادت المقاومة الشعبية مواقع مهمة في تعز جنوب غرب البلاد.وتأتي هذه التطورات بعد أن استعادت المقاومة الشعبية في محافظة تعز السيطرة على مواقع مهمة، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.