أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم خلال مؤتمر صحفي، جائزة (لؤلؤة البحرين) وذلك بمكتبة متحف البحرين الوطني، حيث ستسلّم الجائزة بنسختها الأولى عام 2018 مع استكمال طريق اللؤلؤ، المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو، أثناء معرض الكتاب بنسخته الثامنة عشرة وحين تكون المحرق عاصمة للثقافة الإسلاميّة.وخلال الحفل الذي حضره عدد من محبّي وأصدقاء وعائلة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، ألقت الشيخة هند بن سلمان آل خليفة كلمةً جاء فيها "إنه من الملفت اليوم أن تشهد هذه الاحتفالية حضور 3 أجيال ، جيل المؤسسين وعلى رأسهم السيدة محفوظة الزياني التي شهدت تأسيس جمعية رعاية الطفل والأمومة، وجيل رواد العمل والمبدعين والمتمثل في الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والتي عاصرت مراحل مضيئة في مسيرة الشيخة لولوة كتأسيس مركز معلومات المرأة والطفل، بالإضافة إلى الجيل الذي اتخذ من الشيخة لولوة قدوة له، وكل هؤلاء الذين أحبوها تماماً كما أحبتهم".كما تقدمت الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة بالشكر لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على ما تبذله من جهودٍ ومشاريع سخّرتها للارتقاء بهذا الوطن عبر روّاده، وصنّاع نهضته.وكان لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار كلمةً حيث صرّحت " إن الذين حضروا اليوم جاءوا من أجل من تحمل الجائزةُ اسمَها، إنها لؤلؤة البحرين، وقد تعملنا منها الكثير، ونحن الجيل الذين تتلمذ على يد الراحلة الغالية الباقية في قلوبنا ماحيينا، وهذه الجائزة ماهي إلا مساهمة بسيطة كي نكرس حضورها في كل معرض للكتاب، وفي كل تجمع ثقافي، لنقول لها شكرا بطريقتنا عبر المحبة التي نقدمها لها، وفي الذاكرة التي تحتل الشيخة لولوة من مساحتها الكثير ".واستحضرت معالي الشيخة مي بعضاً من الذكريات مع الراحلة الشيخة لولوة حيث قالت" أذكر في عام 1998 وعندما كنت أبحث في بداياتنا الأولى عن مقر ٍ لتقديم محاضرة في التاريخ بعد إصدار كتابي الثالث "سبزآباد ورجال الدولة البهية"، كانت جمعية رعاية الطفل والأمومة المقر الذي استضافنا، كما احتضنت الجمعية العديد من أنشطتنا التطوعية".واستذكرت معالي الشيخة مي المواقف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة إبان فترة غزو الكويت، وقالت "بحثنا في بداية تسعينيات القرن الماضي، وخلال فترة الحرب عن مقر يجمع المتطوعات البحرينيات للعمل من أجل خليجنا العربي وكويتنا الشقيقة، فكانت الأبواب المفتوحة لنا هي جمعية الطفل والأمومة". كما عبّرت معالي الشيخة مي عن امتنانها للراحلة الشيخة لولوة حيث ذكرت "تعلمنا منها الكثير ، ولها مكانةٌ لاتخلّدها مناسبة أو جائزة، فمكانتها أكبر ومقرها في القلوب التي تنبض بحبها، وبحب كل من عمل لهذا البلد".وبنبرةٍ مؤثرة تحدثت السيدة محفوظة الزياني وابكت الحضور عن رفيقة دربها الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، التي وهبها الله فطرة حُب الخير، وان البحرين لم ولن تنسَ مواقفها الإنسانية ومشاريعها الخيرية، وأنها تعلم جيداً كم كانت منشغاة بالمرأة البحرينية والطفل، حيث أضاءت الطريق لجميع نساء البحرين.وفي ختام المؤتمر الصحفي، تقدّمت معالي رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر والتقدير لأفراد عائلة الراحلة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة واصدقاءها، كما شكرت كل المهتمّين بهذا الحدث الثقافي المميز، وعن تسليم الجائزة، قالت معالي الشيخة مي " من موقعٍ تحبّه الراحلة، وليس بعيداً عن منزلها، من المحرق التي أنجبت الشيخة لولوة آل خليفة، حيث ستكون هذه المدينة العريقة عاصمة للثقافة الإٍسلامية لتجمع الدول العربية والإٍسلامية وسيكون تكريس هذه الجائزة في مناسبةٍ خاصة تقام في مدرسة الهداية الخليفية، التي تضم متحفا للتعليم النظامي الحديث في البحرين، وهناك سيكون اجتماعنا في 2018"وأشارت هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن الجائزة التي تُطلق حالياً، ستقدّم مرّة كل سنتين مع فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب وتزامناً مع جائزة البحرين للكتاب وجائزة شخصية العام الثقافية. أما أهداف الجائزة فتتلخص في تكريم الكُتّاب والباحثين في مجال خدمة وتنمية المجتمعات والارتقاء بها، تسليط الضوء على الكتب والأبحاث الصادرة والتي تعمل على إظهار القيم الإنسانية المثلى كالعطاء، والمشاركة، والاحترام، والتسامح والاهتمام بالطفل والأمومة، نشر الوعي وترسيخ ثقافة العمل الإنساني الخَدَمي باعتباره أسلوب حياة تنتهجه الشعوب المدركة لمفهوم المسؤولية نحو المجتمع بكل مكوّناته، بالإضافة لتشجيع الأفراد والمؤسسات على تبنّي الكتابة في موضوعاتٍ تساهم في الارتقاء بقضيّة الإنسان والإعلاء من شأنه في شتى المجالات.وعن شروط المشاركة، أكدت هيئة الثقافة أن من حق أي فرد أو مؤسسة تقديم بيانات المشاركين عبر منتج فكري مطبوع (كتاب)، يتطرّق إلى أحد الموضوعات التي تندرج تحت مسمى خدمة المجتمع وتنويره وبثّ قيم الانفتاح بين أبنائه، وكلّ ما يختصّ بتنمية المجتمعات العربية فكرياً، ثقافياً وحضارياً. على الكتاب أن يكون باللغة العربية الفصحى، أن تتم المشاركة بعمل واحد فقط، أن لا يسبق للكتاب الفور بجائزة عربية أخرى وألا تتعدّى فترة صدور الكتاب سنتين من الإعلان عن الجائزة. وستطلق الهيئة في الأيام القليلة القادمة صفحة خاصة بالجائزة عبر موقعها يتم عبرها ملء استمارة التسجيل، على أن تتوقف الترشيحات قبل شهرين من الإعلان عن الفائز. كما يتمّ إرسال خمس نسخ من العمل المُشارَك به إلى صندوق بريد هيئة البحرين للثقافة والآثار، مرفقاً بسيرة ذاتية للمشارِك.