عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة «الشرق» السعودية نقلاً عن عضو المجلس الوطني السوري، عبدالإله بن ثامر الملحم أن «فيلق القدس الإيراني يدرب قرابة 100 ألف مقاتل، على حرب الشوارع وحروب العصابات وحروب المدن، تمهيداً لإرسالهم للأراضي السورية، للمشاركة في دعم نظام بشار الأسد». وأضافت الصحيفة نقلاً عن المعارض السوري قوله إن «عمليات التدريب تجري بانتظام منذ مطلع العام الجاري، حيث تم تقسيم المقاتلين إلى مجموعات في معسكرات بصحاري محافظات ميسان، والديوانية، والسماوة، والكوت العراقية». واشارت الصحيفة إلى أن فيلق القدس يشرف على تمويل حملات التجنيد، التي جمع لها آلاف المتطوعين من المدن العراقية، خصوصاً الشيعية منها، مشيرة إلى أن أبرز المنتمين لحملات التجييش، عناصر من حركاتٍ عسكرية شيعية، أبرزها «جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر، و»حزب الله» العراقي، وجماعة «الرساليون»، ومنظمة «بدر»، وجند «الإمام». في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 66 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة منها حماة وحمص ودرعا، رغم وجود المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار الذين سيرتفع عددهم إلى 300 اعتباراً من الأسبوع المقبل. وأعلن المرصد السوري مقتل 28 شخصاً في حي الأربعين في مدينة حماة وسط سوريا في إطلاق نار من أسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت ضابطاً برتبة عقيد وصف ضابط برتبة مساعد في مدينة حماة، وطبيباً في مدينة درعا وضابطاً برتبة مقدم في بلدة المسمية التابعة لمدينة الصنمين في المحافظة. ورغم ذلك، أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار أن بلاده ستستعيد أمنها واستقرارها وستخرج «أقوى» من الأزمة التي تتعرض لها منذ أكثر من 14 شهراً. ورأى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من جهته أن الحوار الوطني هو السبيل «الوحيد» للخروج من الأزمة في سوريا، مجدداً التزام بلاده «التام» بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان. وتأتي هذه التطورات في وقت دخلت مهمة طليعة المراقبين الدوليين في سوريا التي تستند إلى خطة عنان أسبوعها الثاني، وبعد 12 يوماً من بدء تطبيق وقف إطلاق النار الذي يشهد خروقات يومية. وفي نيويورك، أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن انتشار المراقبين الدوليين الـ300 المكلفين متابعة وقف إطلاق النار في سوريا سيبدأ الأسبوع المقبل. و»سيتم انتشار بعثة المراقبة على مراحل»، على «أن ينجز مع نهاية أبريل الجاري». وتتألف البعثة من عسكريين غير مسلحين بموجب القرار 2043 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي. في هذا الوقت، واصلت طليعة المراقبين الموجودين حالياً في سوريا جولاتها الميدانية. وزار الفريق منطقة ريف دمشق، ومدينة حمص وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، بحسب مصادر مختلفة. في المقابل، قال المتحدث باسم تنسيقات دمشق وريفها أبو عمر إن «المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض أمس لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئاً، ويرفضون مرافقة الناشطين إلى أي مكان فيه إطلاق نار أو منزل مدمر أو شهيد». من جانب آخر، قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا والحد من صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، وهي الـ14 منذ العام الماضي، تستهدف «بشكل رمزي للغاية» نمط حياة الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء. وشددت سويسرا إجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس أنيسة الأسد وزوجته أسماء وعدد من أعضاء الحكومة، إضافةً إلى بشرى الأسد، شقيقة الرئيس السوري، ومنال الأسد، زوجة شقيقه الأصغر ماهر. وفي القاهرة، صرح رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو أن الدعم الإيراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكداً أن «الإيرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم». وقال الوزير المصري من جهته إن «ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضي والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات». وكرر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في الجزائر دعوتهما إلى وقف العنف والتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا. وذكر محللون أن ظل الفشل الدولي في البوسنة ورواندا يخيم على مهمة الموفد الدولي كوفي عنان في سوريا وعلى مجلس الأمن الدولي الذي يستعد لمواجهة طويلة مع نظام بشار الأسد. وأكد رئيس جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات إغاثة أن 500 سوري لجأوا إلى المملكة خلال اليومين الماضيين بطرق غير شرعية.