حذيفة إبراهيمشيع آلاف المواطنين والمقيمين عصر أمس، شهيد الواجب محمد تنوير إلى مثواه الأخير في مقبرة المنامة، وسط غضب واستنكار شديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية رجال الأمن في كرباباد، يوم أمس الأول، أثناء تأدية الواجب.وعلت «حسبي الله ونعم الوكيل» أصوات المشيعين، على هول العملية الإرهابية الغادرة، فيما برز الفخر والاعتزاز على وجوه أهالي الشهيد، الذين فضلوا الصمت عن الحديث للوسائل الإعلامية، ولسان حالهم أن يتقبل الله الشهيد، وأن يعدهم بحسن ختام يماثل حظه وشرفه في الشهادة من أجل الوطن وحفظ الاستقرار والأمن. ولم يكمل الشهيد محمد تنوير عامه الثامن والعشرين، ولم تكد عينه تقر بابنه الذي أكمل شهره السادس ولم يعي والده، وأبنته التي أكملت عامين وأربعة أشهر من عمرها لن ترى والدها مجدداً.كما لم تكتمل فرحة الأحفاد بين والده ووالدته وشقيقته الكبرى الوحيدة وأخوانه الثلاثة، فشاءت الأقدار أن يتيتموا مبكراً، وسط صدمة الأهل، أما والدته، فلم يتبقى لها من فلذة كبدها، سوى حفيدين يتيمين لن يروا والدهم إلا من خلال بعض الصور التي احتفظت بها والدتهم، وقصص فخر واعتزاز ستروى لاحقاً عن والدهم.الطفلة اليتيمة لم يتبقى من والدها سوى بعض صور «السيلفي» التي التقطها والدها بعدسة هاتفه ونشرها بين أصدقاءه وأحباءه فرحاً بها، لتوضع في خانات الذكريات. أما زوجته التي أكملت 3 أعوام ونيف من زواجها من الشهيد محمد تنوير فهي الأخرى سيقع عليها عبئ تربية الأولاد دون والدهم والإجابة عن أسئلتهم المتكررة حول غياب والدهم الأبدي.والدته المنهارة لم تردد منذ نبأ استشهاد أكبر أبناءها الذكور سوى «حسبي الله ونعم الوكيل» والتي ما أن ترتقي عنان السماء إلا تكون لعنة على قاتليه ويد الإرهاب التي طالت فلذة كبدها.أما أخوته الثلاث والذين يعملون في السلك الأمني فهم يترددون يومياً ليواجهوا الإرهابيين واضعين أرواحهم على أكفهم فداء للوطن.أخيه في وزارة الداخلية والآخر في إدارة الحراسات، أما الثالث يعمل في طيران الشرطة، أقسموا على حفظ الأمانة، فيما سيبقى والدهم المتقاعد دون عمل وأبنه محمد أيضاً.وأكد مشيعون حضروا المقبرة أن الشهيد جسد التضحية والبطولة في سبيل أداء الواجب، من خلال تصديه لمخططات عناصر الإرهاب والإجرام من أذناب إيران وحزب الله، وأعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي يقوم به رجال الأمن لحماية المكتسبات والممتلكات، وتحقيق الأمن للمواطن والمقيم في جميع أنحاء المملكة. وأكدوا أن الارهاب الذي عاد لخلق نوع من زعزعة الأمن والاستقرار، ويستهدف رجال الشرطة يعد عملاً مخالفاً للشرع والدين والأعراف والأخلاق والقيم. وشددوا على أن الإرهابيين الذين يستهدفون رجال الشرطة ويروعون الامنيين، يجب أن ينالوا العقاب والجزاء العادل. مشيرين إلى أن رجال الأمن قادرين على ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء عملهم الارهابي.