عواصم - (وكالات): قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في مجازر لجيش الرئيس بشار الأسد خلال قصف جوي لمناطق تحت سيطرة المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالتزامن مع تعثر مفاوضات السلام في جنيف، ما يجعل هذه المحادثات والهدنة المعمول بها منذ نهاية فبراير مهددة بالانهيار وفي مهب الريح أكثر من أي وقت.وتضاءلت الآمال في إحياء مباحثات السلام السورية بإعلان المعارضة تأجيلها لأجل غير مسمى مع انتهاء الهدنة وتصريح للحكومة استبعد أي تفاوض على وضع الرئيس بشار الأسد. وسيخلف انهيار مباحثات جنيف فراغاً دبلوماسياً قد يسمح بمزيد من التصعيد في الحرب. ومع استعار القتال وتكثيف الغارات الجوية على مناطق تسيطر عليها المعارضة حثت فصائلها دولاً أجنبية على تزويدها بوسائل للدفاع عن تلك المناطق في إشارة مبطنة لأسلحة مضادة للطائرات تطالب بها المعارضة منذ فترة طويلة. لكن الولايات المتحدة أبلغت روسيا بأن سوريا بدأت «تنهار بسرعة أكبر» مثيرة مخاوف من انهيار لأكثر مساعي السلام جدية منذ عامين. وقال الرئيس الأمريكي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية إن «سوريا تتفكك بسرعة».ويأتي التصعيد الميداني، غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، تعليق مشاركتها في المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف احتجاجاً على عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة وانتهاكات اتفاق وقف الأعمال القتالية التي تحمل النظام مسؤوليتها. ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «المجزرتين» في إدلب. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات وهي كتلة المعارضة الرئيسة المدعومة من الغرب تعليق المحادثات وحملت الأسد مسؤولية انتهاك وقف إطلاق النار. وقال المنسق العام للهيئة رياض حجاب في مؤتمر صحافي في جنيف ان وفد المعارضة جاء الى جنيف «من اجل انتقال سياسي مبني على القرارات الدولية التي تقول جميعها بانشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد».وأوضح أن «الهدنة بسوريا انتهت»، معتبراً أن «على المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا التوجه إلى مجلس الأمن».وذكر أنه «لا وجود لأي هدنة على الأرض، فإيران تحشد آلاف المقاتلين رغم موافقة النظام على الهدنة». وتابع «ندعو المقاتلين إلى عدم التوقف عن قتال الأسد». وقال إن «روسيا وإيران ضالعتان بجرائم الأسد نفسها». وكشف أن «ميليشيات «حزب الله» اللبناني منعت إخراج شاب يعاني المجاعة من داريا فتوفي». في المقابل، أعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات بشار الجعفري أن وفده مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد. وقال «مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا، وهذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان».ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف جوي عنيف نفذته طائرات تابعة للنظام السوري على سوقين شعبيين في معرة النعمان وكفرنبل في محافظة إدلب، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم 3 أطفال. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بمقتل «3 أطفال جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل الإسلامية على بلدة كفريا» في ريف إدلب الشمالي الشرقي. وفي بلدة بالا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أسفر قصف لقوات النظام، وفق المرصد، عن «مقتل 7 مدنيين، بينهم طفل، وإصابة نحو 10». ويستثني اتفاق وقف الأعمال القتالية المعمول به منذ 27 فبراير جبهة النصرة وتنظيم الدولة «داعش»، إلا أن مشاركة جبهة النصرة في تحالفات واسعة مع فصائل أخرى مقاتلة مشمولة بالهدنة، تهدد هذا الاتفاق. وكانت فصائل سورية مقاتلة، غالبيتها إسلامية بينها «أحرار الشام» و»جيش الإسلام»، أعلنت بدء معركة أطلقت عليها اسم «رد المظالم» في ريف اللاذقية الشمالي، رداً على «انتهاكات» قوات النظام للهدنة.