العربية نت - انتهى اجتماع المنتجين في الدوحة وإيران تغرد خارج السرب، حيث أدلى وزير النفط القطري محمد السادة بأن المنتجين يحتاجون إلى وقت أطول للتوصل إلى اتفاق، وهو ما يعني استمرار التفاوض والتواصل بين المنتجين، ولا يعني عدم التوصل إلى اتفاق نهائي لمسيرة المشاورات أبداً، وإنما يجب أن يؤخذ على أساس أنه حرص من جميع الوزراء للتوصل إلى اتفاق يلتزم به جميع المنتجين داخل أوبك، والمنتجون الرئيسون خارج الأوبك، ذلك ما أكده الخبير في الشؤون النفطية محمد الشطي الذي أوضح بالقول «إن فهم المراقبين في السوق النفطية إلى اتفاق المنتجين هو في حقيقة الأمر إطار يضمن للسوق نوعاً من الأريحية، ويقلل من حاله القلق، وبالتالي يساعد في التخفيف من تذبذب الأسعار بعيداً عن أجواء التنافس، والتي يُغذيها ويحفزها أجواء عدم التعاون ما بين المنتجين».وبعد الاجتماع تراجعت أسعار النفط الخام منذ أمس الأول، كرد فعل على عدم اتفاق الدوحة إضافة إلى تداعيات إنهاء عمال القطاع النفطي في الكويت إضرابا استمر على مدار ثلاثة أيام وتسبب في انخفاض إنتاج البلاد من الخام إلى نحو النصف، وهو ما أدى إلى عودة المخاوف بشأن تخمة الإمدادات للظهور على السطح من جديد، وتعززت المخاوف بشأن فائض المعروض من الخام أيضاً بفعل بيانات من القطاع، أظهرت ارتفاع المخزونات الأمريكية الأسبوع الماضي. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.08 دولار إلى 42.95 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت 1.12 دولار بما يعادل 2.6% إلى 44.03 دولار للبرميل في تسوية يوم أمس.وانخفض الخام الأمريكي 1.10 دولار أو ما يقارب 3% إلى 39.98 دولار للبرميل بعد أن ارتفع 1.30 دولار، أو ما يعادل 3.3% إلى 41.08 دولار للبرميل في الجلسة السابقة.ورغم هذا التراجع تبقى الآمال مرتفعة بالعودة إلى اتفاق المنتجين رغم الحضور أو الغياب لدول منتجة، وقال الشطي «إن اجتماع الدوحة نجح في جمع ما يقارب 18 دولة منتجة للنفط وانصبت الجهود على التوصل إلى أرضية مشتركة لكن عدم تواجد عدد أكبر من المنتجين الرئيسين حال دون بلوغ الأهداف، علاوة على أن رفع الحظر عن مبيعات النفط الخام لبعض الدول المنتجة مثل إيران في 16 يناير 2016 يجعل ربما من الصعوبة انضمام إيران للاتفاق في الوقت الحالي رغم استفادتها الواضحة من تعافي أسعار النفط الخام في حال الموافقة على الانضمام إلى اتفاق تثبيت الإنتاج، حيث أعلنت إيران سابقاً أنها مستعده للدخول في اتفاق تثبيت الإنتاج فور بلوغ إنتاجها 4 ملايين برميل يومياً، وقد أعلنت أن إنتاجها قد وصل فعليا 3.5 مليون برميل يومياً وهو مؤشر إيجابي على قربها من أرقامها المستهدفة سابقاً، وقد اختتم الوزير القطري الاجتماع منوهاً بأن المجتمعين يحتاجون إلى فترة أطول للتفاوض وهو بحد ذاته أمر إيجابي يعني استمرار جهود المشاورات وعدم توقفها وأنها ممكن أن تثمر عن توافق في المستقبل.توازن سوق النفطوقال الشطي «يبقى السؤال لماذا تحتاج السوق النفطية إلى اتفاق تثبيت الإنتاج رغم الاعتقاد السائد بين مختلف المراقبين بأن اتفاق التثبيت لن يسهم في تناقص المعروض وتحقق التوازن؟ والإجابة يمكن إيجازها بالآتي: إن الحاجة إلى توفير أجواء انسجام ما بين مختلف المنتجين سيضمن تجنب التنافس والتسابق لرفع الإنتاج وبالتالي تثبيت الإنتاج وهو ما يعني توفير أجواء الأريحية ما بين مختلف اللاعبين في السوق يخفف كثيراً من تذبذب الأسعار، كما إن السوق يحتاج إلى آلية تسهم في إدارة وتنظيم المعروض في السوق وتقوم بدور أوبك لأن ذلك يعني خارطة طريق تسهم في تحقق استعادة توازن السوق وإن كان بوتيرة ضعيفة، وقال السوق يحتاج إلى مرجعية تقدم المؤشرات في غياب دور أوبك ولن يكتفي فقط في متابعة سلوكيات المضاربين والتي في العادة تغذي أجواء تقلب الأسعار. وقال لذلك جاءت استجابة السوق مع استمرار هذا التطور لتشكيل آلية جديدة تعمل لتنظم المعروض في السوق عن طريق ارتفاع أسعار النفط لخام الإشارة برنت من أدنى مستوى له قريبا من 25 دولاراً للبرميل في بداية يناير 2016، إلى 43 دولاراً للبرميل في بداية شهر أبريل 2016.وقال الشطي إن المشاورات والمفاوضات مازالت مستمرة ما بين مختلف المنتجين لتحقيق انضمام كافة بلدان أوبك لاتفاق تثبيت الإنتاج وأكبر عدد من المنتجين الرئيسين من خارج الأوبك، واعتقد جازماً بأن السوق قد تجاوز هذا العامل المهم، وستأخذ عوامل أخرى في السوق حيزاً متنامياً من اهتمام المراقبين.والسؤال الذي يشغل الكثير هو ما هي توقعات مسار أسعار النفط الخام خلال الفترة القادمة في ظل نتائج اجتماع الدوحة؟ ورغم صعوبة التكهن بمسار الأسعار، إلا أنه من المرجح أن الأسعار مرشحة للهبوط ربما في حدود 5 دولارات للبرميل، كرد فعل لاجتماع الدوحة، ولكن سرعان ما تتعافى الأسعار إلى المستويات الحالية وتستمر لتصل إلى قريباً من 50 دولاراً للبرميل خلال الأشهر أكتوبر – ديسمبر من عام 2016، مع تحسن متوقع في أساسيات السوق، وهو يكافئ سعر النفط الخام الكويتي عند 45 دولاراً للبرميل خلال هذه الأشهر.استمرار أجواء التفاؤلويتساءل الخبير محمد الشطي، لماذا استمرار أجواء التفاؤل رغم عدم توصل المنتجين في الدوحة لاتفاق؟ فقال «أعتقد أن أنظار السوق لن تتابع موضوع المشاورات ما بين المنتجين بنفس الأهمية التي كانت تتابعه في الأشهر السابقة، ولكن تركيز السوق سيكون في متابعة مؤشرات السوق الحقيقية التي تتابع خلال الأشهر القادمة والتي في مجملها تساعد في دعم اتجاه تعافي أسعار النفط بعد استيعاب قرار اجتماع الدوحة.وذكر أن مؤشر إنتاج الولايات المتحدة يعتبر على سلم أوليات اهتمام المراقبين لأنه يعني أي انخفاض في الفائض في السوق النفطية فقد قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بانخفاض في إجمالي إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من 9.4 مليون برميل يومياً في عام 2015 إلى 8.6 مليون برميل يومياً في عام 2016، إلى 8 ملايين برميل يومياً خلال عام 2017.وقال: « لقد شهد الإنتاج انخفاض فعلياً من متوسط 9.45 مليون برميل يومياً خلال شهر سبتمبر 2015 إلى 9.04 مليون برميل يومياً خلال شهر مارس 2016 «أي انخفاض فعلي في الإنتاج مقداره 410 آلاف برميل يومياً، ويستمر الانخفاض من 8.95 مليون برميل يومياً في شهر أبريل 2016 إلى 8.22 مليون برميل يوميا بحلول شهر ديسمبر 2016 «أو انخفاض متوقع ما بين شهري أبريل وديسمبر في حدود 730 ألف برميل يومياً» وهذا بلا شك انخفاض فعلي كبير متوقع على أساس شهري يسهم بوضوح في إعادة توازن السوق النفطية ويدعمه انخفاض في عدد منصات وآبار الحفر الأميركية، وهذا بلا شك يدعم تعافي أسعار النفط خلال الأشهر القادمة».ويشير الشطي إلى أن المؤشر الآخر المهم للسوق، وهو إجمالي متوسط إنتاج منظمة الأوبك، وحسب تقديرات سكرتارية الأوبك والتي تعتمد على تقديرات السوق النفطية، تشير إلى أن إنتاج المنظمة من النفط الخام ظل محافظا على مستوى إنتاجي عند 32.3 مليون برميل يومياً منذ شهر يونيو 2015، إلى ديسمبر 2015، وإلى الربع الأول من عام 2016، وهذا يقدم انطباع عند المراقبين في السوق النفطية بأن إجمالي إنتاج المنظمة ربما بلغ الذروة وإن مجال الزيادة عن هذه المستويات جداً محدود، وإن حدث لا يمكن الاستمرار عليه بمستوى ثابت، وربما يكون مقيداً بقدرة ايران الفنية في الإنتاج، والتسويقية في تصريف الفائض من إنتاجها في مختلف أسواق النفط، وطبعاً ثبات إنتاج الأوبك يقدم أيضاً دعماً لتعافي أسعار النفط خلال الأشهر القادمة، وهو أمر يظل محط أنظار مراقبة السوق وتقييم التصريحات مقابل ما يصل فعلياً للسوق في نهاية المطاف ويؤثر على أسعار النفط.
Business
النفط يعود للمنطقة الحمراء بـ41.08 دولار للبرميل
21 أبريل 2016