أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن الصين وسعيها على مدى العقود الماضية لتكون إحدى القوى الاقتصادية الصاعدة والمؤثرة قد أصبحت نموذجاً فريداً يستحق التجربة والتطبيق بين الدول النامية للاستفادة من الدروس التي مكنتها لتبوء هذه المكانة التنافسية عالمياً.جاء ذلك لدى استقباله في مكتبه بقصر القضيبية اليوم وفد اتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة، برئاسة نائب رئيس الاتحاد السيد كوان زيز هو، والوفد المرافق بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية في إطار الزيارة التي يجريها الوفد المكون من ممثلين عن 10 شركات صينية إلى عدد من دول المنطقة.وفي مستهل اللقاء، رحَّب الشيخ خالد بن عبد الله بالوفد الصيني التجاري الزائر، متمنياً لهم طيب الإقامة في مملكة البحرين، منوهاً في الوقت ذاته بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات البحرينية – الصينية في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتنميتها من خلال الزيارات الرسمية رفيعة المستوى التي يجريها المسؤولون في كلا البلدين الصديقين.واستذكر نائب رئيس مجلس الوزراء الزيارة التي أجراها إلى الصين منتصف العام 2014 للمشاركة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، في أعمال القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" والذي جددت فيه مملكة البحرين تأييدها للمبادرة التي أطلقها فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، شي جين بينغ، والخاصة بطريق الحرير والحزام الاقتصادي والتي ستعمل على تمكين الدول الآسيوية والأوروبية من تبادل السلع، وتلاقي الأفراد والأفكار والثقافات، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز التحاور بين الحضارات.وقال : "إن مملكة البحرين ترحب على الدوام برجال الأعمال والمستثمرين وكبريات الشركات لتتخذ منها مقراً لأعمالها ونقطة لتواصلها مع سائر دول المنطقة والعالم، وذلك نظراً لما تتمتع به البحرين من تسهيلات وانفتاح اقتصادي، وأنظمة تعززها قاعدة تشريعية وقانونية متينة تحدد وبكل وضوح حقوق وواجبات جميع الأطراف في العملية الاستثمارية، فضلاً عن السمعة التي طالما عرفت بها المملكة من أنها مركز جذب لرؤوس الأموال".وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الصينية في البحرين سيشهد نمواً مضطرداً هذا العام مع افتتاح مدينة التنين الصينية التي تعد واحدة من المشاريع الصينية المتميزة التي حرصت مملكة البحرين على استقطابها إلى أرضها، بفضل السياسة القائمة على التشجيع والتعاون مع القطاع الخاص المحلي، فضلاً عما سيقدمه هذا المشروع من دفعة قوية وآثار إيجابية لصالح الاقتصاد الوطني في مجمله.وتابع قائلاً: "وإلى جانب مدينة التنين الصينية، فإن تواجد هواوي – الشركة الصينية الرائدة عالمياً في مجال الاتصالات وحلول تقنية المعلومات – في البحرين واتخاذها المملكة منذ العام 2004 مقراً لأعمالها في الشرق الأوسط، هو ثمرة للتعاون القائم بين البلدين، وما لذلك من أثر آخر على الاقتصاد والتنمية الوطنية، كون الشركة توظف ضمن طواقهما بحرينيين وتساهم في دعم نظام البحرنة".ويعتبر اتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة – الذي تأسس في العام 1953 – بمثابة الغرفة الصناعية والتجارية لبكين، ويضم في عضويته كيانات وشخصيات تجارية غير حكومية.من جانبه، أعرب نائب رئيس اتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة، السيد كوان زيز هو، عن بالغ شكره وتقديره للبحرين – قيادة وحكومة – على ما حظي به الوفد من ترحيب وحسن استقبال في إطار الزيارات التي يجريها إلى المنطقة، وذلك بهدف البحث عن الفرص الاستثمارية والتي تعد المملكة واحدة من تلك الفرص الواعدة، نظراً لما تتحلى به من امتيازات وانفتاح، وما تقدمه من تسهيلات مرنة تتصف بالمرونة للمستثمرين.وقد استعرض السيد (هو) مع الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة مجالات التعاون التي أبدى المستثمرون الصينيون استعدادهم للقيام بها في مملكة البحرين، ومن بينها قطاع الإنشاءات وأعمال البنية التحتية والاتصالات. حضر اللقاء سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى المملكة، السيد تشي تشن هونغ.