كتبت - هدى عبدالحميد: أكد نواب أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها طهران جاءت تأكيداً للنوايا التوسعية لإيران في المنطقة، موضحين أنها تعيق الجهود البناءة لإقامة علاقات التعاون وحسن الجوار بين دول الخليج العربية وإيران ولتضيف عامل توتر جديد في العلاقات الإيرانية الخليجية التي يجب أن تتأسس على قواعد احترام سيادة الدول القائمة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقالوا في تصريحات لـ«الوطن” إن الزيارة استفزت مشاعر الخليجين والعرب بل استفزت مشاعر العالم، لافتين إلى أنها تحمل في توقيتها ومغزاها رسالة سلبية الدلالة على إصرار إيران على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث التي سبق للشاه أن احتلها في بداية سبعينات القرن الماضي واستمر نظام الجمهورية الإسلامية في احتلالها رافضاً كل الدعوات المخلصة التي أطلقتها دولة الإمارات والدول الخليجية والعربية لتسوية الموضوع في إطار القانون الدولي وانطلاقاً من السيادة المعترف بها لدولة الإمارات على هذه الجزر العربية. استفزاز دول الخليج قال النائب عبدالرحمن بومجيد إن “زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الجزر الإماراتية تعد استفزازاً كبيراً لدول الخليج وهذه ليست المرة الأولى التي تستفز فيها إيران دول الخليج وأكبر دليل على ذلك تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين”. وأكد بومجيد دعم الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات للحفاظ على سيادتها، إذ دعت إلى حل القضية عبر المفاوضات الثنائية أو من خلال محكمة العدل الدولية، معتبراً أن ذلك الموقف عقلاني وقرار صائب وحكيم للتعامل مع القضية، وذلك نابع من كونها دولة مسالمة تريد الحلول السلمية من خلال الجهات المعنية بهذه القضية برفعها إلى المحاكم الدولية للبت فيها وهذا حق من حقوق دولة الإمارات المتحدة في الحفاظ على سيادة أراضيها واستعادها للحزر الثلاث. وأضاف “على إيران أن تعي تأثير مثل هذه الاستفزازات على علاقاتها مع دول مجلس التعاون وإعاقتها للجهود البناءة لإقامة علاقات التعاون وحسن الجوار بين دول الإقليم الخليجي العربية وإيران ولتضيف عامل توتر جديد في العلاقات الإيرانية الخليجية التي يجب أن تتأسس على قواعد احترام سيادة الدول القائمة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”. وأكد أن استمرار احتلال هذه الجزر وزيارتها له دلالة كبيرة لدول الخليج بأن إيران لا زالت هي الخطر الذي يهدد أمن دول مجلس التعاون وهذا يدعونا إلى المطالبة بالإسراع في الاتحاد الخليجي ليكون سد منيع في الأطماع الإيرانية ولو أن لديها نوايا حسنة لكانت انسحبت وأعلنت رفضها للأعمال التخريبية الإجرامية في البحرين وأوقف التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون. تشابه الاستراتيجيات الصهيونية والصفوية وأكد النائب جاسم السعيدي أن الاستراتيجية الصهيونية هي نفس الاستراتيجية الصفوية الإيرانية لذلك مازال الإسرائيليون ينشدون الصداقة مع الدول العربية ويريدون التمكين وأن تكون لهم دولة هذا الكيان الصهيوني وهي نفس سياسية الدولة الصفوي الإيرانية التي تتخذ التقية الشرعية منهجاً وتقوم ببعض الأفعال الاستفزازية وكأنها لا تفعل شيئاً، وعلى سبيل المثال زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى الذي يريد أن يوجه رحلات سياحية إلى هذه الجزر ثم بعد ذلك يتكلم عن الصداقة والتآلف مع دول الخليج، وما زلت العلاقات الرسمية التي يتحدث عنها تطعن في دول الخليج كالبحرين والإمارات وألفاظ عسكرية ضد المملكة العربية السعودية. وأضاف “باعتقادي أن إيران عندما لم تجد إعلاناً سريعاً للاتحاد بين دول مجلس التعاون بدأت محاولاتها لشق الصف، فمرة يطالبون بالبحرين ومرة الجزر الإماراتية ومرة يستنهضون الحوثيين على الحدود السعودية، وهكذا يستخدمون أكثر من ورقة للضغط على دول الخليج، وللأسف مازال الوضع غير واضح بشأن بقطع العلاقات الخليجية مع الدولة الصفوية الإيرانية، ولو اتحدت دول المجلس في سحب سفرائها من إيران لكان درساً لإيران. وشدد السعيدي على أن الاستراتيجية التي تتخذها الآن إيران واضحة وعدوانية وتتكلم بألفاظ قوية، مؤكداً أن الشعب له مطلب من القيادات الخليجية وهو أن يتم اتخاذ إجراءات قوية وصارمة ضد تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون ولوقف تصريحاتها وتصرفاتها الاستفزازية ويتم قطع العلاقات معها. الجزر إماراتية 100% وقال رئيس هيئة التحكيم في جمعية الحوار الوطني د. أحمد الدوسري إنه مع مجيء الخميني عام 1979م لم تبادر حكومة الثورة الإيرانية إلى وضع حلول للمشكلات الإقليمية.. كما لم تشأ أن تضع حداً نهائياً للتوترات التي تركها الشاه خلفه فلم تبد حكومة رفسنجاني والحكومات الإيرانية المتعاقبة مرونة في التعامل مع جيرانها لحل تركة الشاه ومخلفات الاستعمار البريطاني وبشكل خاص مشكلة الجزر، مؤكداً أن هوية هذه الجزر الوطنية والتاريخية ليست مثار تساؤل وذلك بحكم السياق التاريخي والسياسي الذي يثبت ذلك تماماً وأن هذه الزيارة لا تستطيع بأي حال من الأحوال تغيير الحقائق بأن هذه الجزر إماراتية عربية. وأضاف “من خلال معرفتنا بالنظام الإيراني فهو نظام محتل ولا يعترف باحتلاله لهذه الجزر؛ بل يعتبره حقاً له وأن هذه الجزر إيرانية ولم يستجب لأي دعوة سلمية للحوار حتى دعوات الحوار رفضها جميعاً من قبل الأخوة في الإمارات أو مجلس التعاون الخليجي وهذا يدفع إلى ضرورة الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية ليقول القانون الدولي قوله في تبعية هذه الجزر ونحن نعرف أن الحق معنا وأن هذه الجزر إماراتية 100% وهذا أكبر دليل على تعنت إيران ورفضها من الدخول في التحكيم الدولي”. وأكد أن النظام الإيراني هو نظام استعماري صفوي توسعي، وفي الحقيقة فالنظام الإيراني لا يختلف عن النظام الإسرائيلي يقومان على سياسة التوسع والاحتلال، فإسرائيل تتوسع على حساب الفلسطينيين وإيران تتوسع على حساب دول الخليج. وشدد د. أحمد الدوسري على أن إيران لم تترك المجال للتفاوض خاصة بعد زيارتها للتفاوض؛ إذ استنكرت بعد هذه الزيار رفض الإمارات لهذه الزيارة بوصفها أن هذا شأن داخلي في محاولة لفرض سياسية الأمر الواقع بأن هذه الجزر إيرانية، مؤكداً أن هذه الزيارة استفزت الدول الخليجية والعربية بل استفزت معظم دول العالم والتي استنكرت هذه الزيارة لأن هذه الجزر موضوع نزاع لا يتوجب سياسياً ولا برتوكولياً لأنها موقع نزاع ولم يقول القانون الدولي كلمته حتى الآن.