تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، نظمت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف مساء أمس التصفية النهائية والحفل الختامي للدورة الثانية لمسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الانترنت (القارئ العالمي)، وذلك بحضور سعادة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل الوزارة للشئون الإسلامية، وسعادة السيد خالد بن عبدالله الشوملي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وضيوف شرف الحفل صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن عوَّاد المغامسي وفضيلة الشيخ ناصر بن علي القطامي من المملكةِ العربيةِ السعودية، وفضيلة الشيخ اسماعيل بن محمد من الجمهورية الماليزية، وفضيلة الشيخ عبدالهادي بن حسان لعقاب من الجمهورية الجزائرية، وفضيلة الشيخ د. حاتم بن عبدالرحيم التميمي من دولة فلسطين، وعدداً من أصحاب السعادة النواب وأصحاب الفضيلة والسماحة المشايخ ورجال السلك الدبلوماسي وجمع غفير من المواطنين والمقيمين.وفي كلمة لوكيل الشئون الإسلامية، قال فيها: "إن مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي) على علو مكانتها ليست إلا مبادرة نوعية من جملة مبادرات قرآنية تفخر بها مملكة البحرين ممثلة في وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، من جانبين: الأول أنها مبادرات متعلقة بالقرآن الكريم وموجهة لتوثيق علاقة المسلمين وتمسكهم بكتاب ربهم تبارك وتعالى. والثاني أنها تحظى برعاية سامية كريمة خاصة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين أيده الله تعالى، وحكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وبمؤازرة وتوجيه كريم من ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الموقر".وأوضح د. المفتاح بأن الحفل الختامي لمسابقة القارئ العالمي في دورتها الثانية، جاء ليؤكد صدق الإرادة وقوة العزيمة في المضي قدماً في تطوير هذه المسابقة والعمل على انتشارها، فبعد أن كان عدد المتسابقين في الدورة الأولى 5000 متسابق من 83 دولة، وصل عدد المتسابقين في هذه الدورة إلى 7000 متسابق من 91 بلداً، وبعد أن كان عدد المؤسسات القرآنية الفاعلة في الدورة الأولى 84 مؤسسة قرآنية من 14 بلداً، وصل عدد المؤسسات القرآنية في هذه الدورة إلى 112 مؤسسةً من 33 بلداً. وأضاف بأن الدورة الثانية للمسابقة قد حظيت بإضافات ذات قيمة عالية، تخدم فكرة المسابقة وتعزز رسالتها النبيلة في خدمة القرآن الكريم ونشره، فعلى هذا الصعيد تم إضافة فرع جديد للمسابقة، لتصبح المسابقة بفرعين أساسين هما: فرع القراءة المجودة بمرتبة الترتيل، والتي يُقرأ بها عادة في المحافل، وهي القراءة البطيئة، وفرع القراءة المجودة بمرتبة التدوير، والتي يُقرأ بها عادة في الصلوات والختمات، وهي القراءة السريعة، فضلاً عن استحداث كما تم استحداث جائزة لقارئ الجمهور، يترشح لها المتسابق الذي حصل على أكبر عددٍ من أصوات الجمهور، شريطة أن يكون قد حصل على درجة 90% فأكثر في معيار تطبيق أحكام التجويد في المرحلة الثانية.وقال وكيل الشئون الإسلامية: لقد جاء كتاب الله تعالى بكل ما من شأنه إسعاد بني الإنسان ورقيهم، ورسخ في مجمل سوره وآياته قيم العدل والمساواة والعفو والتسامح والأخلاق الراقية والفضيلة، وأرسى من خلالها مبادئ الوسطية والاعتدال والرفق والتيسير، وإنَّ ما يشهده العالم اليوم من ويلات الحروب والأزمات وصراع الأديان والمذاهب والطوائف، ليس إلا نتاجاً منطقياً للبعد عن تطبيق هذه القيم الربانية الأخلاقية في كافة شئون حياتنا. وإنَّ العلاج الحقيقي لجميع مظاهر الفساد والانحراف بكافة صوره وأشكاله وعلى جميع مستوياته، ليس إلا بالرجوع الصادق المخلص إلى المعين الإلهي الصافي، والتقيد بالمبادئ الراقية، وتَمَثُّلِ القيم والأخلاق الحضارية الرفيعة، التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، وما مسابقة القارئ العالمي إلا مبادرة جادة ضمن مبادرات كثيرة تقوم بها مملكة البحرين، وسائر الدول العربية والإسلامية من أجل ربط المسلمين بكتاب ربهم سبحانه وتعالى تلاوةً وحفظاً وفهماً وسلوكاً وأدباً وأخلاقاً ورقيا.وأشاد د. المفتاح بالدور الكبير الذي اضطلعت به المؤسسات بقطاعيها العام والخاص في الإسهام في إنجاح هذا الحدث القرآني الكبير، قائلاً: كل الشكر والتقدير لكل صاحب جهد أسهم وشارك في إنجاح هذه المسابقة العالمية، وعلى رأسهم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهيئة الحكومة الإلكترونية، وهيئة شئون الإعلام، مثمنين الرعاية الكريمة من قبل بنك المصرف الخليجي التجاري، وبنك البحرين الإسلامي، وصحيفة الأيام وصحيفة الوطن، وصحيفة البلاد. من جانبه ألقى فضيلة الشيخ صالح المغامسي كلمةً بالنيابة عن ضيوف الحفل، قال فيها: أنه رغم جراح الأمة في شامها وفي يمنها وفي كثير من أنحائها، إلا أن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يُشعِر أمة خير خلقه وصفوة رسله أن نصر الله قريب وفرج الله قادم وبشائر اجتماع أمة نبيه كائن لا محاله، ووسط هذه الجراح تأتي هذه المسابقة المباركة التي جمعت أشتات القلوب، فلم تجمعنا فقط من دول إسلامية وغير إسلامية شتى، بل جمعتنا لأنها عُنيت بأعظم كتاب أُنزل على خير نبي بواسطة خير ملك في خير ليلة، كتابٌ مهما تنازعت الأمة لا تتنازع في كتاب ربها ومهما اختلفت في تقييم عالمٍ عن عالمٍ إلا أنها اتفقت على أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كما اتفقت على أن القرآن كتابها وعلى أن الكعبة قبلتها وعلى أن القيامة موعد وأن الجنة دار أوليائه كما أن النار دار أعدائه، وهذا وحده يكفي أن تجتمع الأمة عليه".موضحاً أن المشايخ والعلماء الأجلاء، الذين وقفوا على منصات التحكيم نور القران كان ظاهراً على وجوههم الطيبة المشرقة، حيث يفيء إليهم القراء من شتى الأقطار، والمستمعون لا يملون أبداً لأنهم يسمعون كلام رب العالمين جل جلاله، وقد تعاقب على المنصة ستة من قراؤنا الأفاضل، قرأوا الآيات، ولو كانوا يقرأون شيئاً أو يحدثوننا حديثاً غير القرآن لملت أسماعنا وسئمت قلوبنا، لكنهم ما زادونا إلا تعلقاً بكلام ربنا جل وعلا.وأشار المغامسي إلى أن هذا العمل الجليل المبارك، كما يقال في الرزق (أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة)، فمثل هذه الأعمال الجليلة ليست مطراً ينزل من السماء فجأة، بل وراءه رجالٌ، ويُكتب بمدادٍ من فخر بمملكة البحرين فهنيئاً مهنئاً عاهل البلاد المفدى على رعايته لهذا الحفل وعلى تبينه لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، شاكراً جهود حكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وبمؤازرة ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الموقر.كما توجه المغامسي بالشكر الجزيل إلى وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ووكيل الوزارة للشئون الإسلامية د. فريد بن يعقوب المفتاح، مهنئاً كل من شارك وساهم في قيام هذه المسابقة، لأن المشاركة هي التي أعطت لهذه المسابقة أوجها وفخرها.هذا وقد أقيمت التصفية النهائية أمام الجمهور بين المتسابقين الستة الأوائل الذين خاضوا تصفيات تنافسية قوية من بين آلاف المتسابقين من مختلف دول العالم، وقد ضمت لجنة التحكيم في هذه المرحلة كلاً من: فضيلة الشيخ الأستاذ د. عبدالكريم إبراهيم صالح وكيل كلية القرآن الكريم ورئيس لجنة المصحف بالأزهر الشريف من جمهورية مصر العربية، وفضيلة الشيخ د. محمد علي عطفاي المحاضر بعدد من الجامعات ومقرئ القراءات العشر من المملكة المغربية، وفضيلة الشيخ وليد حسن جناحي مقرئ القراءات العشر بمركز ابن الجزري الإسلامي التابع للوزارة، وفضيلة الشيخ أحمد خضر الطرابلسي أحد قراء العالم الإسلامي المشهورين ومتخصص في علم الأصوات والأداء القرآني من دولة الكويت، وفضيلة الشيخ محمد عبدالقادر ترابي أستاذ التجويد والأداء بالمدارس القرآنية من المملكة المغربية، وفضيلة الشيخ د. خالد أحمد بركات محاضر بعدد من الجامعات ومقرئ القراءات العشر من جمهورية لبنان.وقد تخلل الحفل عرض فيلماً وثائقياً حول المسابقة في دورتها الثانية، وبعد تلاوة ندية بصوت المتسابق خالد عبدالسلام رياض من المملكة المغربية الحاصل على جائزة قارئ الجمهور، تفضل وكيل الوزارة للشئون الإسلامية بتكريم الشركاء وضيوف شرف الحفل، تلى ذلك تكريم المتسابقين، حيث تم إعلان النتائج بدءً بالمركز الخامس في فرع القراءة المجودة بمرتبة الترتيل على النحو التالي: المركز الخامس المتسابق محمود أحمد عبدالحميد من جمهورية مصر العربية، المركز الرابع المتسابق خالد حسين غريسي من الجمهورية الجزائرية، المركز الثالث المتسابق مصطفى الزين إبراهيم من جمهورية مصر العربية، المركز الثاني المتسابق زكريا عثمان حمامة من جمهورية مصر العربية، وقد حظي بلقب القارئ العالمي في فرع الترتيل الفائز بالمركز الأول القارئ العالمي أحمد محمد الخالدي من المملكة المغربية.أما في فرع القراءة المجودة بمرتبة التدوير، فقد تم إعلان النتائج على النحو التالي: المركز الخامس المتسابق هشام علي العابدي من المملكة المغربية، المركز الرابع المتسابق يونس عبدالله اخويلي من المملكة المغربية، المركز الثالث المتسابق يونس مصطفى غربي من المملكة المغربية، المركز الثاني المتسابق محمد سمير مجاهد من مملكة البحرين، فيما حظي بلقب القارئ العالمي في فرع التدوير الفائز بالمركز الأول القارئ العالمي محمد العربي قصطالي من المملكة المغربية، إلى جانب تكريم المتسابق خالد عبدالسلام رياض من المملكة المغربية والحائز على جائزة "قارئ الجمهور".ثم تفضل سعادة السيد خالد بن عبدالله الشوملي بتكريم الرعاة وأعضاء لجنة التحكيم، فضلاً عن تكريم مؤسسة "عصفور الخيرية" والحائزة على جائزة منجم القراء.بعدها كرّم السيد يوسف محمد اسماعيل مدير التلفزيون بهيئة شئون الإعلام القنوات التلفزيونية والإعلاميين، من جانبه كرم سعادة السيد محمد بن علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية لتكريم فريق العمل الذي حمل على عاتقه هذه المهمة النبيلة وكان لعه لفضل بعد الله تعالى في إنجاح هذه المسابقة وتميزها.