وصفت الطالبة العمانية مهرة الزبير ما تعرضت له في مطار بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية بـ»التجربة القاسية»، معبرة عن صدمتها لما واجهته من معاملة غير إنسانية من السلطات الأمريكية بذريعة حصولها على «تأشيرة غير مناسبة».وسردت مهرة الزبير تفاصيل الحادثة لقناة «الشبيبة»، قائلة «كنت متجهة إلى مطار بوسطن لحضور برنامج دراسي «كورس» ضمن برنامج دراستي للماجستير في جامعة هارفرد، وعندما اتجهت إلى ضابطة الهجرة في المطار وسلمت لها جواز سفري سألتني عن سبب الزيارة، فأبلغتها بأنها لحضور «كورس»، لتبلغني بأن التأشيرة المختومة في الجواز لا تتناسب مع الزيارة التي تأتي لحضور «كورس» بنظام الدراسة الجزئي، وعند ذلك بدأ صوت الضابطة يعلو تدريجياً إلى أن طلبت مني الوقوف عند الجدار». وأكدت مهرة أنها «سبق أن دخلت امريكا بنفس التأشيرة ولنفس الهدف دون وقوع أي إشكالية». وتابعت حديثها «بعد التحقيق الأولي أخذوني إلى غرفة تحقيق ثانية وبدأ الضابط بالتعريف بنفسه ثم سألني إن كانت لدي أية مخاوف من استبعادي من أمريكا فأجبت بالنفي وسألني عن اسمي الحقيقي، وإن كنت قد عرفت بأسماء أخرى، فأجبته بالنفي كذلك، ثم دارت كل الأسئلة حول ملف الجامعة الذي أخذه الضابط من أغراضي أثناء التفتيش». بعد التحقيق أبلغ الضابط مهرة أنه غير مسموح لها بالدخول إلى أمريكا، وهنا تقول «أعطوني خيارين، الأول أن أسحب طلب الدخول إلى أمريكا وتلغى التأشيرة وأعود إلى وطني، والثاني أن يتم تحويل الموضوع إلى القضاء في أمريكا للبت فيه». وأضافت مهرة «بالطبع، فضلت الاختيار الأول، وهو العودة إلى وطني معززة ومكرمة، وقد سألوني إن كانت لدي مخاوف من عودتي إلى وطني فأجبت بالنفي».وتحدثت مهرة عن فترة انتظارها إتمام إجراءات العودة إلى السلطنة بعد انتهاء التحقيق مشيرة إلى مشاعر «الغربة» التي تملكتها، ما دفعها إلى أن تطلب من الضابط أن تحضر كتاباً عن السلطنة كان في حقيبتها. وعن ذلك تقول «رغبت بأن أمسك بأي شي له علاقة بوطني». وقالت مهرة إن تفاصيل «التجربة القاسية» لم تقف عند مشاعر الغربة، بل وصلت إلى أحداث تشير مهرة إلى أنها تسببت لها بالإهانة والصدمة، حيث تقول: «طلبت مني الضابطة الدخول إلى غرفة في المطار، وعندما كنت أمشي شعرت بإصبعها على ظهري يدفعني إلى الغرفة، وهو ما جعلني أشعر بالإهانة والانتقاص من قدري».في غرفة التفتيش تصاعدت الأحداث التي تشرح مهرة تفاصيلها فتقول: «قاموا بتفتيشي بطريقة غير إنسانية، وأبلغوني بأنه سيتم تقييد يدي، وأثناء ذلك كانوا يستهزئون بصغر حجم رسغ يدي، ولكن صدمتي الكبرى عندما خرجت من المطار برفقة الضابطة فوجدت سيارة نقل المتهمين تنتظرني، وقد رأت الضابطة الذهول والصدمة على وجهي ولكنها قالت بسخرية «تخيلي أنها سيارة كبار الشخصيات» فبقيت صامتة. اتجهت السيارة إلى نفس الطائرة التي أتت بمهرة إلى بوسطن، وهي تشعر «بالرجفة بسب التجربة القاسية» التي مرت بها.وقالت مهرة «أزالت الضابطة القيود من يدي، فسألتها عن جـواز سفري، لتبلغني بأني سأتسـلمه بعدما تقلع الطائرة، جلست بعدها في مقعدي وأنا أشعر بتعب شديد وإرهاق نفسي وجسدي، إلا أنني كنت أشعر بارتياح داخلي لأني سأعود إلى وطني».وتابعت مهرة «ما حدث معي مؤسف جداً وغير إنساني، وخطأ التأشيرة لا يستحق هذا النوع من المعاملة التي لا تميز البريء من المجرم، ومن غير المنصف أن يعامل الناس الذين يأتون سعياً لطلب العلم بهذه المعاملة التي لا تمت للإنسانية بصلة، فالقيود وسيارة نقل المتهمين والاستهزاء ليست طريقة حضارية لمعاملة أي إنسان»، مضيفة «كإنسانة شعرت بأنه تم الاعتداء على حقوقي، ولكن أي رد فعل مني في ذلك الوقت لن ينسحب علي كمهرة، بل كمواطنة عمانية في مطار بوسطن، لأن الهوية الأولى خارج البلد هي الجنسية».