قال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الاثنين، إن "بعض الأطرف تعمل على الإيحاء بأن العراق خارج العالم العربي"، في إشارة الى التعتيم على ولاء الأحزاب الدينية والطائفية الحاكمة في بغداد، لإيران.وأشار خامنئي إلى استضافة بغداد للقمة العربية، حيث أعتبر ذلك بأنه يمثل إنجازا آخر للعراق بعد أن حاول البعض أن يضع العراق في عزلة عن عالمه العربي، لكنه أستطاع اليوم أن يرأس الجامعة العربية وأفشل تلك المحاولات كلها.وتأتي إشارة المرشد الإيراني أثر رفض طبقات كثيرة من المجتمع العراقي ولاء الأحزاب الدينية الحاكمة في بغداد لطهران وإبعاد العراق عن محيطه العربي.وأكد خامنئي لدي استقباله رئيس الوزراء العراقي ورئيس حزب الدعوة الاسلامي المدعوم من طهران نوري المالكي "الذي ارتدى ربطة عنق –محرمة في إيران- على" ارتياح ايران لاقتدار العراق الذي يزداد يوما بعد يوم في العالم الإسلامي والعربي.وإعتبر خامنئي في هذا اللقاء أن الجهاد العلمي والإستمرار في عملية الإعمار بما يخدم الشعب في هذا البلد، سيعزز من قوة وإقتدار العراق حكومة وشعبا في المنطقة والعالم، مشيرا إلى الانجازات التي حققها العراق في الاشهر الماضية كخروج القوات الاميركية من هذا البلد، الذي أثبت مدى عزم وصمود العراقيين في تحقيق أهدافهم.واشار الى ماضي العراق ومكانته العريقة في العالم العربي، مؤكدا "نظرا لهذه الميزات وكذلك المواهب الطبيعية والبشرية التي يتمتع بها العراق، فان استعادة هذا البلد لمكانته واقتداره الحقيقي، امر متوقع وليست بعيدة المنال".بدوره أعرب رئيس الوزراء العراقي ورئيس حزب الدعوة الاسلامي الذي يقلد مراجع عربية وفارسية في هذا اللقاء عن بالغ ارتياحه للقاء "قائد الثورة الاسلامية"، منوها الى مفاوضاته في طهران وقال "ان العلاقات بين طهران وبغداد تزداد ازدهارا في مختلف المجالات يوما بعد يوم".
المالكي يتصور مع نجاد وفي الخلفية علم إيران دون علم العراق
وتعد هذه الزيارة التي يرافق المالكي فيها ثلاثة وزراء ومستشار الأمن الوطني، خامس زيارة له إلى طهران منذ توليه رئاسة الوزراء في عام 2006 خلفا لإبراهيم الجعفري.وكانت آخر زيارة قام بها المالكي لإيران في شهر أكتوبر 2010، بعد انتهاء ولايته الأولى وقبل تنصيبه رئيسا للوزراء لولاية ثانية والتقى فيها مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الاعلى علي خامنئي.وجرى خلال زيارة المالكي الأخيرة إلى طهران ما اعتبرته أوساط عراقية "خطأ بروتوكوليا" لدى لقاء المالكي مع نجاد، حيث لم يظهر العلم العراقي خلف المالكي في حين كان العلم الإيراني خلف الرئيس الإيراني، واعتبرت قوى سياسية عراقية معارضة للمالكي إن ما وصفته بـ "الخطأ" كان "مقصودا" ولا يخلو من دلالات.كما شهدت الزيارة التي سبقتها والتي جرت في يونيو 2008 لقاء للمالكي مع خامنئي ظهر فيه بدون ربطة عنق (تعدها إيران التي يحكمها نظام إسلامي شيعي رمزا للإمبريالية الغربية وتحرم لبسها)، وهو ما أثار ردود فعل داخلية حول مبررات المالكي، معتبرة أن سلوكه مع المرشد يمثل نوعا من التبعية لإيران.وارتدى المالكي ربطة العنق في لقائه التالي مع خامنئي في زيارة لاحقة لطهران جرت في شهر يناير 2009.
وزير عراقي يقبل يد خامنئي
وتتبع عدد من الاحزاب الدينية التي وصلت الى السلطة بعد احتلال العراق عام 2003، في سياستها الى ايران وتسعى لنقل تقاليد طائفية الى الدولة.وسبق وان أظهرت مشاهد تلفزيونية قيام وزير النقل في حكومة المالكي هادي العامري بتقبيل يد المرشد الايراني علي خامنئي خلال احتفال اقيم في العاصمة طهران.وفي زيارة أخرى قام بها المالكي لطهران في يوم 8 أغسطس 2007، تساءل نواب وسياسيون عراقيون عن مغزى توقيت تلك الزيارة التي صادفت في اليوم نفسه لذكرى انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في الثامن من أغسطس، فيما انتقد مقربون من المالكي هذه التفسيرات، وقالوا إن أي موعد يرتب لزيارة يمكن أن يجد له من يريد تفسيرات تناسبه.