أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية خلال لقاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب أن مملكة البحرين لا تقبل مطلقا التدخل في شؤونها الداخلية بما في ذلك قضية المحكوم عليه عبدالهادي الخواجة، مشيرا إلى أن المقيم في مملكة البحرين، سواء كان مواطناً أو أجنبياً، والذي يرتكب جرائم يستحق عليها العقاب وتصدر بحقه أحكاماً قضائية، ليس من حق أي دولة المطالبة بالإفراج عنه، لتعارض ذلك مع القوانين الدولية، وينبغي على كل مقيم يعيش على أرض المملكة أن يحترم القانون ويلتزم بالنظام.كما أكد في تعقيب على حديث رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني المشارك في الاجتماع حول أهمية الانتقال من مرحلة التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد، مما يعزز من حماية مملكة البحرين أمنيا في ظل الأوضاع الراهنة تحديدا، أن مملكة البحرين اتخذت خطوات فيما يتعلق بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ومن بينها مشاركتها في الهيئة المتخصصة المكلفة بدراسة المقترحات المرفوعة إليها من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، ومن المقرر أن تعد الهيئة تصورها النهائي لشكل الاتحاد ومؤسساته وهيئات المقترحة وذلك قبل اجتماع القمة التشاورية في 14 مايو القادم بالرياض.وأشار الوزير إلى واقعة التسلل التي نفذها إرهابيان إلى مبنى سفارة مملكة البحرين في بريطانيا، والاتصالات الرسمية التي باشرت بإجرائها على الفور وزارة الخارجية مع السلطات البريطانية، مشيداً بالجهود التي بذلها وزير الخارجية البريطاني السيد وليام هيغ، والسيد الستر برت في التنسيق مع سفيرة المملكة في لندن السيدة أليس سمعان. وفيما يخص تساؤلات السادة النواب حول موقف دولة قطر في الفترة الأخيرة، وخاصة دور قناة الجزيرة الفضائية، ودور بعض الجمعيات ومراكز الأبحاث التي تتواجد في الدوحة، أكد وزير الخارجية حرص البحرين على علاقتها الأخوية الطيبة مع دولة قطر، التي تقوم على أسس متينة من المودة والاحترام المتبادل، موضحا أنه إن كان هناك مواقف مختلفة لبعض دول مجلس التعاون فإن هذا الاختلاف يمكن حله بالحكمة والمساعي الأخوية، في إطار المصالح والأهداف المشتركة التي جسدها النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.كما أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية حرص الوزارة على حفظ حقوق المواطنين البحرينيين الموجودين خارج أراضي المملكة ورعاية مصالحهم، وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجونها عن طريق قنصلياتها وسفاراتها المعتمدة.وشرح وزير الخارجية للنواب موقف المملكة إزاء القضايا الدولية، منها موقف البحرين ومساندتها لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فيما تتخذه من قرارات ومواقف بشأن ملف جزرها الثلاث المحتلة، والتصعيد الإيراني الأخير إثر الزيارة غير المبررة التي قام بها الرئيس الإيراني مؤخراً إلى جزيرة أبو موسى وإلقائه خطاباً مستفزاً عن الخليج العربي وثقافة أهل المنطقة.وفيما يخص الأزمة القائمة في سوريا، أوضح الوزير أن مملكة البحرين تدعم جهود الجامعة العربية في إعادة الأمن والاستقرار في سوريا وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق، والتزام المملكة الثابت بالمساهمة في إعادة بناء سوريا، مشيراً إلى دعم المملكة إلى جهود السيد كوفي أنان المبعوث المشترك ومطالبة الحكومة السورية بتنفيذ كافة التزاماتها في هذا الشأن.من جانبها، أكدت النائب سوسن تقوي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني أهمية مشروع الاتحاد الخليجي لكونه سيعزز من وضع البحرين أمنيا، مشيرة إلى ضرورة وضع آليات واضحة لتشكيل الاتحاد لكونه مرتبطا ببرنامج التنمية الخليجي لمملكة البحرين وسلطنة عمان، مؤكدة أن هذا الاتحاد سيلقى الدعم البرلماني والمعاونة الكاملة من المجلس.وتطرقت تقوي إلى ضرورة تطبيق النظام والقانون ضد مقتحمي السفارة البحرينية في بريطانيا وذلك تبعا للقانون الدولي ومن خلال الشرطة الدبلوماسية، مع العلم بأن ذات الأشخاص قد تعرضوا لموكب عاهل البلاد المفدى وولي العهد الأمين في الزيارات السابقة للمملكة المتحدة. وشددت تقوي خلال الاجتماع على أهمية تطبيق المواد المنصوص عليها في قانون الجنسية البحريني والتي تمنع بشكل واضح ازدواجية الجنسية، وسرعة اتخاذ قرار شجاع بشأن تسوية أوضاع المخالفين.وأشارت إلى الأجانب الذين يعملون عملاء رسمين لبلدانهم، بضرورة أن لا يتعاملوا إلا مع الجهات القانونية أو الرسمية أو التي تحمل الصفة القانونية في البلد، إضافة إلى وجوب عدم الاعتراف بما يحدث من اجتماعات ولقاءات فردية أو جماعية مخفية تبعا للقانون الدولي، وعلى المجتمع البحريني القيام بدوره في محاربة مثل هذه الاجتماعات المشبوهة.وأكدت تقوي على أهمية تواجد البرلمانيين والبرلمانيات في الخارج لإظهار الحقائق بشكل مختلف عن الصورة التي يحاول أن ينقلها المغرضين أو التي ينقلها الإعلام المرئي أو المقروء أو وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى المقابلات التي يحصل عليها البعض بكل سهولة ودون عناء مع الشخصيات الهامة بالخارج بالرغم من وجود جدولة للمواعيد واجراءات طويلة للاجتماع مع هذه الشخصيات لانشغالاتها وارتباطاتها العديدة.