عواصم - (وكالات): قال مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى السعدون إن «90 ألف مدني من سكان الفلوجة لا يزالون تحت حصار تنظيم الدولة «داعش» والقوات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي الشيعية»، فيما أفادت مصادر بأن «عناصر «داعش» أجبروا المئات من سكان البوهوي جنوب الفلوجة على ترك منازلهم والتوجه إلى داخل المدينة تحسباً لعدم فرار العائلات خارج مناطق سيطرة المتطرفين». ويواجه المدنيون في الفلوجة أوضاعاً مزرية خاصة مع نقص الغذاء ومصادر المياه والعلاج نتيجة الحصار الذي يتعرضون له منذ يناير 2014، تاريخ سيطرة «داعش» على المدينة.من ناحية أخرى، أثارت صور تم تداولها بشكل واسع لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني يشارك في اجتماعات للإشراف على معركة الفلوجة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها نشرت في نفس اليوم الذي ألقى فيه كلمة بمؤتمر في قم، ما أثار شكوكاً حول صحتها، إضافة إلى أن بعض الصور أظهرت سليماني بلباس مدني في اجتماع مع قادة من ميليشيات الحشد الشعبي في العراق يشرف على خرائط قيل إنها خطط عسكرية لمعركة الفلوجة، في حين ظهر في صور أخرى بلباس مختلف «أشبه بالعسكري» مرتدياً قميصاً زيتي اللون.من جهة أخرى وفي الوقت الذي تتقدم فيه قوات التحالف المشتركة في معركة الفلوجة، نشرت بعض الحسابات «مفاخرة» صوراً تظهر قيادي «حزب الله» الذي قتل في سوريا قبل أكثر من أسبوع مصطفى بدر الدين على صواريخ لميليشيات الحشد الشعبي.ونشرت وزارة الدفاع العراقية تقريراً رسمياً يتضمن تصريحات تؤكد أن كتائب «حزب الله» العراقية تشارك في معركة الفلوجة.إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي زيارة ميدانية لعناصر ميليشيات الحشد المشاركة في عملية استعادة الفلوجة. وفي خطوة وصفت بالاستفزازية لأهالي الفلوجة طالب المالكي الميليشيات بزيادة زخم العملية العسكرية من خلال القصف العشوائي والمستمر للفلوجة.وفي وقت عبرت فيه المنظمات الدولية عن قلقها على المدنيين إضافة إلى دعوة العشائر لتحييد الميليشيات عن المشاركة، أكد المالكي على ضرورة زيادة دور ميليشيا الحشد الشعبي في العمليات.في غضون ذلك، رفض المجمع الفقهي لأهل السنة بالعراق استخدام «سياسة العقاب الجماعي» تجاه سكان الفلوجة، التي تتعرض لحملة عسكرية من القوات الحكومية والحشد الشعبي، بهدف انتزاعها من «داعش».وجاء في بيان للمجمع الفقهي الذي يعد المرجعية الشرعية للسنة ويتخذ من منطقة الأعظمية في بغداد مقراً له، قوله «نرفض سياسة العقاب الجماعي كونها غير مقبولة من كل الشرائع السماوية والأرضية».وأضاف البيان أنه «لا يجوز ظلم الأبرياء العزل بجريرة انتهاكات «داعش»»، داعياً الحكومة إلى «توفير ممرات آمنة لإنقاذ أهالي الفلوجة».واتهم عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات الحشد الشعبي بقصف الفلوجة عشوائياً، مما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية، مطالباً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإبعاد عناصر الحشد عن العمليات بالفلوجة لحين إنهاء المهمة، ومطالباً كذلك قادة الحشد باستنكار التصريحات الطائفية التي أطلقها عناصر منه بحق المدينة وأهلها.بدوره، حث المرجع الديني علي السيستاني القوات الحكومية التي تحارب لاستعادة الفلوجة من «داعش» على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة الواقعة على المشارف الغربية لبغداد. وتعكس دعوة السيستاني مخاوف من حدوث خسائر كبيرة في الأرواح في المعركة الدائرة لاستعادة المدينة التي تقطنها أغلبية سنية مما يمكن أن يؤجج التوترات الطائفية في العراق. وضم السيستاني صوته لكثيرين يدعون إلى ضبط النفس في المعركة التي بدأت لاستعادة الفلوجة.ميدانياً، أعلن مصدر عسكري عراقي بارز أن القوات العراقية تنفذ عملية بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن للتقدم من المحور الجنوبي باتجاه الفلوجة غرب بغداد، في إطار الهجوم الذي أطلقته قبل 3 أيام لتحرير المدينة من سيطرة «داعش». وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «قوات من الفرقة الثامنة للجيش بدأت عملية عسكرية واسعة من ناحية العامرية وتقاطع السلام نحو نهر الفرات»، كلاهما إلى الجنوب من الفلوجة. وأضاف أن العملية تجري «بدعم من طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي ومشاركة مقاتلين من عشائر الأنبار»، المحافظة التي تضم الفلوجة. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الاثنين الماضي انطلاق العملية التي طال انتظارها لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة غرب بغداد وبعد أقل من يوم واحد فرضت القوات العراقية سيطرتها على بلدة الكرمة القريبة منها. وتمكنت القوات العراقية عبر السيطرة على بلدة الكرمة شمال غرب الفلوجة من قطع الطريق لوصول الدعم للمتطرفين وتمهيد الطريق للتقدم وتحرير المدينة. وتفرض قوات عراقية حالياً بمساندة الحشد الشعبي، يمثل أغلبه فصائل شيعية مدعومة من إيران حصاراً خانقاً حول الفلوجة. لكن تقدم القوات العراقية ومحاصرتها للمدينة يثير مخاوف حول مصير آلاف المدنيين الذين مازالوا محاصرين بداخلها. وتخضع الفلوجة التي تعد حالياً أحد أبرز معاقل «داعش» في العراق، لسيطرة التنظيم منذ يناير 2014.