تصاعدت وتيرة "الحرب الإلكترونية" بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه بشكل عنيف، في وقت تتهم فيه جهات مقربة من الحكومة السورية بممارسة القمع الالكتروني والهجوم على وسائل الإعلام الدولية في مواقع الانترنت.وتشهد صفحات التواصل الاجتماعي لا سيما "فيسبوك"، حملات اختراق متبادل منذ بداية الثورة السورية، تصاعدت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة لتصل إلى صفحات شهيرة لكلا الطرفين، وإغلاق مئات الصفحات الشخصية والإخبارية.
اختراقات واستعادات
وساهمت صفحات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار ما يجري داخل سوريا وبث مقاطع الفيديو في ظل منع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الأحداث داخل البلاد، ما دفع "هكرز" مؤيدين للنظام إلى اختراق صفحات تنسيقيات الثورة في مدن عدة.وأعلنت صفحة "مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات" وهي صفحة تنتقد النظام بطريقة ساخرة الخميس الماضي، عن تمكن نشطاء من استعادتها بعد ساعات من تعرضها للاختراق ونشر صور مؤيدة للرئيس السوري فيها.ورداً على اختراق الصفحة قام آخرون باختراق صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" في اليوم الموالي، الذي أعلن بدوره اختراق صفحة للتضامن مع الفنانة السورية مي سكاف على موقع "فيسبوك" أمس الأحد.
تذمر دولي من "الجيش السوري الإلكتروني"
وبالتوازي مع الاتهامات التي تُوجه للنظام السوري في قمعه للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام، تُتهم جهات مقربة من الحكومة السورية، تطلق على نفسها اسم "الجيش السوري الإلكتروني" وتنشط على مواقع الإنترنت، بقمع الناشطين المعارضين، والتسويق للرواية الرسمية تجاه الثورة السورية.ويقوم الجيش الإلكتروني لهذا الغرض بإرسال تهديدات مباشرة وشتم مناصرين للاحتجاجات السورية، واختراق مواقع وصفحات عالمية وإخبارية تتحدث عن مجريات الأحداث السورية، وصفحات الناشطين السوريين على المواقع الاجتماعية.وقال مراقبون في واشنطن إن مواقع إلكترونية أمريكية رئيسية اشتكت من المتطفلين الهاكرز، وأوضحت تحقيقات قامت بها هذه المواقع أن الجيش الإلكتروني السوري يقف وراءها. وقامت إدارة موقع "فيسبوك"، بإغلاق صفحة الجيش أكثر من 50 مرة بسبب تحريضه على أعمال العنف والكراهية وعدم احترم شروط التواصل المعمول بها على شبكة الإنترنت.
أغانٍ مؤيدة للثورة على المواقع الحكومية
وفيما ينفي أعضاء "الجيش الإلكتروني" أية علاقة لهم بالحكومة السورية، معتبرين أنهم شباب متطوعون جامعيون لا ينتمون لأي منظمة، تتهم جهات معارضة الحكومة السورية بتقديم الدعم المباشر للجيش الإلكتروني، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن تلقيه مساعدات إيرانية مكنته من اختراق مواقع عالمية مهمة.في المقابل، قام ناشطون سوريون معارضون لنظام الأسد باختراق العشرات من المواقع الحكومية منذ اندلاع الثورة السورية، كموقع حزب البعث السوري والتلفزيون الرسمي وجرائد حكومية وموقع الاتصالات والبريد.وقال أحد الذين اخترقوا موقع حزب البعث والتلفزيون السوري في تصريح سابق لـ"العربية.نت"، إنه قام بوضع صور وأغان مؤيدة للثورة في هذه المواقع التي اخترقها بسهولة بسبب وجود ثغرات تقنية عديدة حسب قوله، قبل أن يتم القبض عليه في شهر مايو العام الماضي والإفراج عنه في وقت لاحق