عواصم - (وكالات): قالت مصادر في الدفاع المدني بمحافظة الأنبار غرب العراق إن ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية فجرت 5 مساجد ونهبت مئات المنازل ثم أحرقتها في مدينة الفلوجة، وسط اتهامات للحكومة بالتكتم على تحقيق بانتهاكات «الحشد»، فيما أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 3 مسؤولين امنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء الكرادة الذي أوقع 292 قتيلاً الأحد الماضي وبعد ساعات على هجوم جديد أودى بحياة 30 شخصاً وتبناه تنظيم الدولة «داعش».وأوضحت المصادر أن مسلحي الميليشيا منعوا فرق الدفاع المدني في المدينة من التحرك لإطفاء النيران المشتعلة في المنازل، وأنهم كتبوا عبارات طائفية على جدران المباني وفي الساحات العامة.وأضافت أن ذلك تم في وجود أفراد جهاز مكافحة «الإرهاب» والجيش وأفواج طوارئ محافظة الأنبار.من جهة أخرى، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن رجال دين شيعة يقيمون مراسم دينية طائفية في الفلوجة وسط حضور شبه يومي لشيوخ عشائر من محافظات جنوب العراق. وفي هذا السياق، نشرت وسائل التواصل على مدى الأيام الماضية صوراً عن مشاهد الحرق والتدمير التي يقول ناشطون إنها وقعت عقب انتهاء العمليات القتالية ضد تنظيم الدولة «داعش».وبعد توثيق العديد من الانتهاكات الطائفية في تكريت وبيجي، يتكرر المشهد بالفلوجة عقب إعلان الحكومة استعادتها من تنظيم الدولة، وتنقل وسائل التواصل عشرات الصور من عدة أحياء كالمعلمين والمهندسين ونزال، وتظهر فيها انتهاكات الميليشيات التي دخلت الأحياء برفقة القوات الأمنية. ورغم أن رئيس الوزراء حيدر العبادي تعهد سابقا بمحاسبة المتسببين في الانتهاكات بحق النازحين الفارين من معارك الفلوجة، فإن منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» قالت إن تحقيق الحكومة في انتهاكات الحشد ضد المدنيين جرى التكتم عليه، وإن الإخفاق في ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات يُنذر بأخطار في معركة الموصل المرتقبة. وتضمن تقرير المنظمة شهادات لإعدام مدنيين ومقتل العشرات بعد اختطافهم على يد الحشد الشعبي من قرية الصقلاوية.وما زال مئات الآلاف من النازحين ينتظرون فرصة العودة إلى منازلهم بالفلوجة ومحيطها بعد عامين من النزوح الإجباري، لكن الانتهاكات المستمرة قد تجعل الأمر أكثر تعقيداً. من جهة أخرى، أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 3 مسؤولين امنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء الكرادة الذي أوقع 292 قتيلاً الأحد الماضي وبعد ساعات على هجوم جديد أودى بحياة 30 شخصاً وتبناه تنظيم الدولة «داعش».والاعتداء الانتحاري الذي وقع الأحد الماضي بشاحنة صغيرة مفخخة في حي الكرادة المكتظ اثار غضب العراقيين الذين يعتبرون حكومتهم غير قادرة على حماية المدنيين وعلى تطبيق إجراءات أمنية فعالة. وتبنى الهجوم الذي أدى إلى سقوط 292 شخصاً أيضاً وإلى أضرار هائلة، تنظيم الدولة «داعش» الذي ما زال قادراً على الضرب بهجمات انتحارية تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، على الرغم من الهزائم التي لحقت به. ووقع اعتداء الكرادة الذي يعد واحدا من الهجمات الأكثر دموية منذ الغزو الأمريكي للعراق، أثناء قيام العراقيين بالتسوق قبل عيد الفطر. وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان إن «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أصدر أمراً بإعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، وإعفاء مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم». وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الأمير الشمري. وجاء قرار العبادي بعد أيام على إعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تقديم استقالته، موضحاً أنه قام بهذه الخطوة بسبب «تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزه الأمنيه»، مشيراً إلى «خلل أساسي» في القطاع. وقال الغبان إن الشاحنة الصغيرة المفخخة في الكرادة قدمت من محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، مما يعني أنها تمكنت من عبور نقاط المراقبة الأمنية بدون مشاكل. وقبل العبادي استقالة وزير الداخلية. واتهم الغبان العبادي بما سماه تحريف الحقائق بربط أسباب استقالته بتفجير منطقة الكرادة، في «مسعى لإبعاد مسؤولية الإخفاق الأمني عنه» بصفته القائد العام للقوات المسلحة. وقدم الغبان استقالته احتجاجا على ما وصفه بالتخبط الأمني، وعدم استلام وزارته الملف الأمني الداخلي في بغداد والمحافظات من قوات الجيش، و»تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية». وقال الغبان إن «العبادي أراد تحريف الحقائق بربط أسباب استقالتي بحادثة الكرادة ليلقي باللوم على وزير الداخلية ويحمله المسؤولية، ويبعد مسؤولية الإخفاق في إدارة الأمن والدولة عن نفسه وعن قائد عمليات بغداد الذي يتشاطر المسؤولية معه على المستوى الإجرائي والميداني».وأعلن عن إقالة مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد بعد ساعات على اعتداء بلد الذي أسفر عن مقتل 30 شخصاً في المدينة التي تبعد 70 كيلومتراً شمال بغداد. وأدى الهجوم الذي استهدف مرقد السيد محمد ابن الإمام الهادي المعروف بـ «سبع الدجيل» في محافظة صلاح الدين إلى سقوط 50 جريحاً. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن قصفاً بقذائف الهاون استهدف المرقد قبل أن يقتحمه مجموعة من المسلحين الانتحاريين ويقوموا بإطلاق النار. وأوضح البيان الصادر عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أن اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما في سوق تجاري قريب من المرقد، في حين تم قتل الانتحاري الثالث وتفكيك حزامه الناسف. وتبنى «داعش» الهجوم. وتسيطر القوات العراقية على جزء كبير من محافظة صلاح الدين وقد طردت التنظيم من كبرى مدنها تكريت ومدينة بيجي. وكان تنظيم الدولة استولى على المدينتين بعد هجومه الساحق في يونيو 2014 الذي سمح له بالاستيلاء على مساحات واسعة في مواجهة تفكك القوات العراقية. لكن بعد أشهر وبمساعدة من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ومن العشائر وقوات الحشد الشعبي، بدأت القوات العراقية تتقدم على التنظيم المتطرف.