بعد جهود حثيثة استمرت لسنوات شارك فيها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) قرارها بإدراج كل من موقع "الأهوار- مجموعة الأراضي الرطبة في جنوب شرق العراق" و"منتزة سنغانيب البحري وخليج دونقناب" في السودان على قائمة التراث العالمي، حيث جاء هذا القرار بعد اجتماع لجنة التراث العالمي في مدينة اسطنبول بتركيا خلال شهر يوليو الجاري.وكان المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قد شارك في دعم ملف ترشيح موقع الأهوار كموقع مختلط (ثقافي-طبيعي) على قائمة التراث العالمي عبر استضافة العديد من ورش العمل ما بين عامي 2013 و2015 لخبراء دوليين وعراقيين، وذلك من أجل وضع خطط الإدارة للمكونات الطبيعية والثقافية للموقع. وجاء دعم المركز الإقليمي بتواز مع جهود الهيئات الاستشارية لمنظمة اليونيسكو والتي عملت إلى جانب وزارتي السياحة والبيئة العراقيتين لاستكمال ملف ترشيح موقع الأهوار على قائمة التراث العالمي، وهي برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية (IUCN) والمجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية ( (ICOMOS. كما وعمل المركز على نظّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على دعم ملف ترشيح موقع "سنغانيب دنقناب" الطبيعي لدخول قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو من خلال إرسال مهمات ميدانية إلى الموقع والمساهمة في إعداد خطط إدارة الموقع والحفاظ عليه. وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي: "في الوقت الذي يشهد فيه وطننا العربي أحداثا مؤسفة وانتهاكات مستمرة لتراثنا الإنساني، ما زلنا نؤمن بأن الثقافة والإرث الإنساني قادر على رفع مكانة أوطاننا، واليوم نفتخر جميعاً كبلدان عربية بتسجيل موقعين جديدين على قائمة التراث العالمي هما موقع الأهوار بالعراق وموقع سنغانيب دنقناب في السودان"، مؤكدة معاليها أن جهود الأطراف العربية والدولية استطاعت تحدّي كافة الظروف المحيطة بعملية تسجيل هذه المواقع والنجاح بإدراجها على قائمة اليونيسكو. وأردفت معاليها: "في مملكة البحرين نستضيف المقر الرئيسي للمركز العربي الإقليمي للتراث العالمي، تعزيزاً لمكانة البحرين كمركز حضاري وثقافي قادر على رعاية وصون تراثه وتراث الدول الشقيقة من حولنا"، قائلة: "سنواصل جهودنا من أجل الحفاظ على كافة أشكال التراث الإنساني في الوطن العربي".يذكر أن الوطن العربي كان يمتلك 4 مواقع تراث عالمي طبيعي وموقعين اثنين مختلطين (ثقافي-طبيعي) على قائمة التراث العالمي، وبإدراج كل من موقع الأهوار وسنغانيب-دنقناب على القائمة ارتفع عدد المواقع العربية المحتوية على مكونات طبيعية في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي إلى ثمانية مواقع. وتعد الأهوار من المواقع الطبيعية النادرة في العالم لتأثيرها الإيجابي على البيئة واحتوائها على أنواع نادرة من الطيور. كذلك فإن سكّانها يعيشون في جزر صغيرة طبيعية وصناعية ولا يستخدمون في حركة التنقّل إلا الزوارق القديمة. وتضم الأهوار ثلاثة مناطق هي أور، أوروك و إيريدو وتتميز بمكونات طبيعية وثقافية عريقة أهلتها للترشح إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وكانت الأهوار قد تعرضت للتجفيف خلال العقود السابقة بحيث لم يتبق منها سوى 4% فقط، ولكن بفضل جهود محلية حثيثة خلال السنوات العشر الماضية استعادت المنطقة حوالي 40 % من الأجزاء الرطبة فيها. أما منتزة سنغانيب البحري وخليج دونقناب ومنتزه مكاور البحري فتقع في الجزء الشمالي من البحر الأحمر، وقد شكلت هذه المناطق بيئة لاحتواء أنواع متنوعة وفريدة من النباتات والحيوانات غير موجودة في أي مكان آخر. ويضم هذا الموقع ظواهر طبيعة خلابة، فالتشكيلات المرجانية ذات جمال طبيعي استثنائي، كما وتتمتع مياهه بنقاء ووضوح عالي مما يجعله من أفضل مواقع الغوص في البحر الأحمر.