الدوحة - (ا ف ب): أعربت دول الخليج بمناسبة مؤتمر إقليمي حول المياه عقد في الدوحة، عن مخاوف من نقص هذا المورد الحيوي، وتداعت إلى وضع استراتيجية عاجلة للأمن القومي المائي تكون مرتبطة بالأمن القومي السياسي والعسكري في المنطقة التي تعاني من توترات جيو سياسية متزايدة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني “من بين التهديدات والتحديات التي تواجه دول المجلس، إننا نصنف النقص المحتمل للماء تصنيفاً عالياً”. وأضاف خلال افتتاحه امس في الدوحة مؤتمر الخليج العاشر للمياه “لا يساورني أدنى شك في أن الماء سيكون على رأس سجل مخاطر دول مجلس التعاون”. وتعتمد دول الخليج التي تقع في منطقة من الأكثر جفافاً في العالم، بشكل كبير على تحلية مياه البحر، وهي عملية مكلفة بيئياً ومالياً، فيما تملك مخزونات مياه جوفية فقيرة ومضمحلة. ودعا الزياني إلى “إعداد خطة استراتيجية لطوارئ المياه”. وقال “ أعتقد إننا بحاجة إلى استراتيجية خليجية شاملة وغير مجزأة على المدى المتوسط والطويل لمعالجة هذا التحدي”. وانطلق مؤتمر الخليج العاشر للمياه بحضور 600 مشارك مع عدد من الوزراء والمسؤولين العرب والخليجيين والرؤساء التنفيذيين والخبراء المتخصصين في المياه والطاقة في ما اعتبرته وثائق المؤتمر “أكبر مؤتمر علمي يعقد على هذا المستوى في دول مجلس التعاون الخليجي”. وربط أمين عام مجلس التعاون في كلمته بين الأمن القومي المائي وبقية أوجه الأمن التي تواجه دول الخليج. وقال : إن “دول الخليج اتخذت تدابير جماعية لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة بالإضافة إلى التنسيق الوثيق بشأن قضايا مثل حماية المجال الجوي والحماية من الأخطار الكيمياوية والبيولوجية والإشعاعية”. ثم تساءل “عما إذا كنا تمعنا جيداً في حماية محطات التحلية وماهية التدابير التي ينبغي اتخاذها في حالة حدوث تلوث شامل لمياه البحر نتيجة اعتداء كيميائي أو بيولوجي أو إشعاعي؟”. كما تساءل عن “كيفية مواجهة التهديدات في حالات احتمال اعتداءات واسعة النطاق في المنطقة”. ولطالما أكدت دول الخليج على مخاوفها من حدوث تسربات إشعاعية من المفاعلات التي تبنيها إيران في الضفة الأخرى من الخليج، خصوصاً من مفاعل بوشهر الذي يقع على مياه الخليج. من ناحيته، دعا وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة إلى “إنشاء شبكة مياه خليجية على غرار شبكة الكهرباء”، و قال: إن “الموضوع تتم دراسته الآن تحت مظلة الأمانة العامة لدول المجلس”. ويبلغ استهلاك الفرد الخليجي من المياه اكثر من 350 لتراً يومياً، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
International
الزياني:مجلس التعاون الخليجي يتطلع لاستراتيجية مشتركة للأمن المائي
27 مايو 2012