عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 35 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، مع تواصل الخروقات لوقف إطلاق النار رغم وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية، بينما وجه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان انتقادا شديد اللهجة إلى السلطات السورية التي دعاها إلى التوقف “نهائياً” عن استخدام الأسلحة الثقيلة. ورحب المبعوث الدولي كوفي عنان بقرار مجلس الأمن إرسال مراقبين إلى سوريا، مطالباً “الحكومة السورية بشكل خاص التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة والقيام كما تعهدت بسحب الأسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية”. كما دعا عنان في بيان وزع على وسائل الإعلام دمشق إلى التنفيذ “الكامل” لخطته المؤلفة من 6 نقاط لحل الأزمة في سوريا. وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة “إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد”، مضيفاً “أناشد جميع القوات، أكانت حكومية أو من المعارضة أو أخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الأمم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى أشكاله”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا الحكومة السورية إلى “أن تؤمن سريعاً الظروف الضرورية لانتشار بعثة” المراقبين الـ 300 التي نص عليها القرار الدولي 2043. وشدد بان كي مون على “ضرورة أن تضع الحكومة السورية حداً للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان”، وخصوصاً أن تسحب أسلحتها الثقيلة من المدن السورية. وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه قراراً يتيح إرسال 300 مراقب غير مسلحين إلى سوريا، لكن انتشار هؤلاء الفعلي يبقى رهناً بقرار من بان كي مون. وأدت الخروقات لوقف إطلاق النار إلى سقوط 35 قتيلاً. ولم يطل الهدوء الذي كان عم مدينة حمص منذ صباح أمس الأول قبيل وصول عدد من المراقبين الدوليين إليها، إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مدنيين في أحيائها بنيران القوات النظامية، رغم وجود مراقبين اثنين فيها. وتابع امس فريق المراقبين جولته في المناطق السورية، ووصل إلى مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، والتي ينشط فيها عدد كبير من عناصر الجيش السوري الحر. وأظهر مقطع فيديو بث على الإنترنت قائد فريق المراقبين إلى جانب قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حمص العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين يتجولان في شوارع الرستن، وسط صيحات وهتافات مناهضة للنظام. وقال العقيد سعد الدين، وهو أيضاً المتحدث باسم المجلس العسكري الموحد للجيش السوري الحر في الداخل إن “السكان تجمعوا حول المراقبين وكل منهم يريد أن يوصل لهم أسماء الضحايا والمعتقلين”. وانتقل فريق المراقبين بعد ذلك إلى حماة التي وصلوها في الساعات الأولى من بعد الظهر بحسب ما أفاد عضو المكتب الإعلامي للثورة في حماة أبو غازي الحموي. واتجه الفريق إلى ساحة العاصي التي شهدت في الصيف الماضي أضخم التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام قبل أن يقتحمها الجيش مطلع أغسطس الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن فريق المراقبين التقى محافظ المدينة. وكان عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله ذكر أنه علم من فريق المراقبين انهم “سيزورون تلبيسة والحولة والرستن في ريف حمص، ثم يتوجهون إلى حماة ومن ثم إلى القصير بريف حمص قبل الانتقال إلى دمشق”. واقتحمت القوات النظامية دوما شمال دمشق بعدد من الدبابات تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف” بحسب ما أفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق. وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الإنترنت سحب الدخان في سماء المدينة وأصوات إطلاق نيران ثقيلة وأصوات تكبير من المساجد. من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن “مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة قطاراً محملاً بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون ما أدى إلى إصابة طاقم القطار وإضرار مادية كبيرة”. وفي سياق آخر، وجه القضاء العسكري السوري تهمة “حيازة منشورات محظورة” بقصد توزيعها بحق 8 ناشطين بينهم رزان غزاوي أوقفوا مع الناشط والإعلامي مازن درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 فبراير الماضي. سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل اليوم في القاهرة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون اكبر تحالف معارض للنظام في سوريا. وأفادت الوزارة أن اللقاء يندرج في إطار “جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها في ما بينهم بشأن مستقبل سوريا”. وفي عمان، قال رئيس بعثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن أندرو هاربر أن “الأردن بحاجة إلى دعم ومساندة دول الجوار والدول الصديقة في موضوع إيوائه اللاجئين السوريين”. وأضاف أن “المفوضية تعمل مع الجهات الدولية المختلفة لتنسيق عملية دعم الأردن لاستضافته اللاجئين”. من جهتها، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أنها قد لا توافق على تمديد مهمة بعثة مراقبين الأمم المتحدة في سوريا بعد الأشهر الثلاثة الأولى ودعت إلى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد. وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس إنه على الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الآن إصدار “حكم دقيق” حول الظروف في سوريا قبل إرسال 300 مراقب غير مسلحين إلى هذا البلد.